لن نتحدث عن اشخاص، وأقوال يرددها البعض بحسن نية أو بغير ذلك، فالأشخاص في النهاية، بل ومن البداية، لا يعبرون إلا عن انفسهم فقط لا غير، ولذلك فهم وشأنهم، وهذا الشأن دائما وابدا يكون قليل، ولا يؤثر علي مسار الأحداث، ومسيرة الوطن، إلا في حالة واحدة فقط، وهي ان يكون هؤلاء الاشخاص، وهذه الأقوال، تعبير صادق وأمين عن ارادة عامة، وتيار متدفق وواسع، يستمد تدفقه واتساعه من توافق وتأييد شعبي ومجتمعي شامل، أو حتي نسبي. اقول ذلك مشيرا الي وقائع كثيرة، وأحداث عديدة زادت وانتشرت وتكررت بصورة ملفته للنظر، ومستوقفة للانتباه خلال الاسبوعين الماضيين، وكلها تدفع في اتجاه زيادة الإحساس العام بالانفلات الأمني، والأخلاقي، وغيبة القانون وتكريس وتكثيف الشعور بإنتشار الفوضي، والاستخفاف بسلطة الدولة وهيبتها. والمثير للإنتباه ان هذه الأحداث، وتلك الوقائع تسير في اتجاهين متوازيين، بل ومتلازمين في ذات الوقت وكلاهما لا خير فيه للبلاد، بل وكل منهما اكثر شرا من الآخر في معناه وتأثيره، ولا يجلب علي الوطن سوي الخراب والدمار في النهاية، حتي وان بدي للبعض بحسن الظن أو عدم الفهم غير ذلك، ولذا وجب التنبيه، ووجب الحذر. ما اقصده بالتحديد يا سادة هو تلك الأحداث والوقائع الغريبة والمتكررة التي وقعت في ميدان التحرير وحول وزارة الداخلية، والشوارع المحيطة بها، والمؤدية اليها، والتي اختلط فيها الحابل بالنابل، والتبس فيها الحق بالباطل، وصاحبتها وسرت فيها ومعها شائعات غير حقيقية، واتهامات غير مدققة، وتاهت الحقيقة بين من يتحدث عن فلول النظام السابق، ومن يتحدث عن البلطجية، ومن يتحدث بغير ذلك. ولكن في كل ذلك وخلاله، ومن قبله ومن بعده تبقي حقيقة مؤكدة وواضحة لكل من يريد ان يعقل أو يفهم، وهي ان هناك من يسعي بكل الشر الي هدفين واضحين، وهما نشر الفوضي،..، وإحداث وقيعة دائمة بين الشرطة والشعب،..،. وكلاهما شر. »ونواصل غدا ان شاء الله«