المشكلة التي نعانيها في مصر بعد نجاح الثورة، اننا جميعا نريد الحرية لأنفسنا ونرفضها للآخرين، نطالب بالديمقراطية ولا نطبقها، الكل يتحدث ولا يريد ان يسمع سوي صوته، الكل يفكر ولا يستجيب إلا لعقله، الكل يصدر أوامر ولا يريد أي معارضة، الكل يعتقد أن رأيه هو الصواب لا يحتمل الخطأ .. لذلك تاهت الثورة بين المتاجرة بأهدافها والمؤامرة عليها من الثوار أنفسهم .. وإذا كانت الثورة نجحت في إسقاط نظام فاسد إلا أنها وبأيدي الثوار دخلت في نفق مظلم من المظاهرات والاعتصامات واتهام من يختلف معهم، وتخوين من يخالفهم الرأي. الدعوة التي يتبناها عدد من الثوار لمظاهرة مليونية والاعتصام بعد غد تحت مسمي جمعة التطهير والقصاص محفوفة بمخاطر عديدة أهمها تعميق الخلافات بين الثوار أنفسهم حول جدوي هذه التظاهرة والهدف منها، خاصة وأن هذه الخلافات تعطي الفرصة لأصحاب المصلحة والبلطجية ولكل من يسعي للصدام مع رجال الجيش والشرطة لإحداث فتنة لا نعرف عواقبها، والدخول في فوضي لا نعلم منتهاها.. والزج بالوطن الي دوامة الفوضي والخراب. الكل يتغني بحب مصر، ونحن أكثر من أعياها .. وبيدنا وحدنا للأسف تقرير مصيرها.. وهو ما يستلزم من الجميع احكام العقل، والتفكير في مصلحة الوطن قبل المصالح الشخصية . انقذوا مصر قبل فوات الأوان.