اقدم كل التحية للفريق أحمد شفيق وزير الطيران المدني وكل العاملين بالوزارة لنجاحهم المبهر في العبور بأزمة بركان ايسلندا وما نتج عنه من تأثيرات علي حركة الطيران المدني في أوروبا ودول العالم ومن بينها مصر إلي بر الآمان. للوهلة الأولي تصور الجميع ان كارثة كبري سوف تحل بصناعة الطيران والسياحة بعد ان اجبرت غبارات البركان دول اوروبا كلها تقريبا علي غلق مجالاتها الجوية امام حركة الطيران واوقفت شركات الطيران رحلاتها ومن بينها شركة مصر للطيران وكل الشركات الاوروبية التي تصل رحلاتها لمصر. المشكلة بدأت برحلتين تم ايقافهما لمصر للطيران وما لبثت المشكلة ان زادت واتخذ الفريق شفيق قراره بأن تتولي غرفة ادارة الازمات بسلطة الطيران المدني المصري الامر كله علي كاهلها لتكون هناك من ناحية جهة واحدة تتعامل مع الازمة واثارها ومن ناحية اخري ان تكون تحت نظرها كل السيناريوهات والاحداث بحيث تمكنها من ان تدير الازمة في مراحلها المختلفة وفق أحدها حتي تعبر بها إلي بر السلامة. ما حدث داخل غرفة إدارة الازمات وكنا بطبيعة عملنا الصحفي نتابعه أولا بأول هو النجاح بعينه والفضل في ذلك كما شاهدنا واكد الوزير هو التعاون الجيد بين كل الأجهزة والقطاعات، الكل يعمل في اطار منظومة واحدة نسي كل شخص مركزه ووظيفته الا في اطار العمل وانصهر الجميع في واحد. داخل الغرفة التي بدأت عملها الفعلي مع بداية الأزمة حتي قبل الافتتاح الرسمي لها كان التعاون المثمر لكل الاجهزة، سلطة الطيران المدني باعتبارها المهيمنة علي السلامة الجوية ومسئولي المطارات وشركة مصر للطيران والارصاد الجوية كلها كانت تؤدي عملا واحدا كل في اختصاصه وضعت الغرفة تصورات لكل الاحتمالات في اطار ادارة الازمة وذلك حتي نتفادي الخسائر الكبري من جهة وللعمل علي توفير اكبر قدر من الراحة للركاب من جهة اخري. الغرفة كما يؤكد الطيار سامح الحفني رئيس سلطة الطيران المدني وضعت سيناريوهات التعامل مع الازمة وكيف يتم التصرف معها من خلال كل المعلومات التي توافرت سواء عن طريق الاتصال المباشر بكل المطارات المصرية لمعرفة حجم الحركة الملغاة او حجم الحركة عليها وحجم الطائرات او الركاب ا لمتوقع تكدسهم او بقاؤهم بالمطارات وكذلك دراسة واقعية للبركان واثاره الناتجة عن سحابة الغبار الناتجة عنه واتجاهها وسرعة الرياح وهو ما وفرته الارصاد الجوية بنجاح علي مدي الايام الستة التي اعقبت انفجار البركان وبناء عليه جاء التصرف الصحيح. وبمجرد ان انقشعت السحابة والغبار وهمدت ثورة البركان وفتحت أوروبا مطاراتها كلها عادت الحركة لطبيعتها علي وجه السرعة من وإلي المطارات المصرية وفق التصور الذي تم وضعه بالكامل. الجميل في الامر أن أي من الركاب او زوار مصر او ابناءها الذين علقوا بالمطارات سواء بالداخل او الخارج لم يشعروا بالمشكلة وان التصرف في اثارها الناتجة عنها جاء بوعي تام، وانقشعت الازمة خلال يومين فقط والسبب حسن التخطيط ومواجهة وإدارة الازمة بروح الفريق واختيار العناصر الجيدة الفاعلة وبالتالي كان النجاح. تجربة وزارة الطيران مثال أتمني أن أراه في كل مواقعنا ومؤسساتنا.