· سيمفونية عمل جاد داخل القابضة لمصر للطيران وتلافي سلبيات توقف الخطوط بالعمل الممدود وبلا حدود · الفريق شفيق ورجاله تغلبوا علي الأزمة وأداروا الأمور بالعقلانية والحكمة والكياسة والرزانة فعلا وقت الأزمات تظهر معادن الرجال فما بالنا والأمر يتعلق بمنظومة الطيران.. وعلي غير المتوقع تمرد بركان «أيسلندا» وتصاعدت الحمم والغازات من باطن البركان الهائج بعد خمود زاد علي ال200 عام وبلغ ارتفاع الحمم وما يصاحبها أكثر من 16 كيلو مترا في عنان السماء وبالطبع تواجدت السحابة البركانية بالاجواء الأوروبية مما شكل الخطورة علي طيران الشركات العالمية فتوقفت حركة الطيران وجثمت الطائرات علي ارض المطارات انتظارا لفرج السماء.. وارتبكت مواعيد الاقلاع والهبوط.. الموقف كان كالصدمة للعديد من كبريات شركات الطيران العالمية ولأن مصر للطيران شركة واعية كان لابد من اتخاذ الاجراءات السريعة والفورية.. لقاءات واجتماعات وبتوجيه حاسم من الفريق أحمد شفيق للمسئول الأول عن القابضة لمصر للطيران المهندس حسين مسعود. تم تشكيل فريق «فاعل» لإدارة الأزمة فانبثق عنه غرفة عمليات تعمل علي مدار 24 ساعة بدون ملل أو كلل بل كانت هناك مجموعات عمل من مختلف القطاعات وتم التنسيق اللحظي المباشر مع سلطة الطيران المدني المصري وشركة مصر للطيران وعلي كافة المستويات الإدارية.. بالطبع تم توفير مواقع الطائرات لإيواء طائرات شركات الطيران التي توقفت رحلاتها بل تمت مواجهة التكدس في مباني الركاب وملحقاتها وجميع مرافق المطار والأمر لم يقتصر علي ذلك فقط بل تم التنسيق بين شركات الطيران والليموزين ومندوبي الفنادق لنقل الركاب إلي اماكن الاعاشة المختلفة.. هذا الأمر لم يخل من دور عظيم للعلاقات العامة بتهدئة وتطمين الركاب لإزالة حالة القلق والترقب والانتظار احتراما لتعامل الوقار.. كل ذلك تم من خلال سيمفونية عمل تم عزفها بالكياسة والاقتدار.. الحال كان في القاهرة يؤكد أن التعامل مع هذه الأزمة تميز بالمفخرة ولم لا والقيادة واعية وملهمة لاتقبل التباطؤ أو التهاون لأن هناك دورا حتميا يؤكد الولاء والانتماء لصرح كبير من صروحنا الوطنية أكد خلال السنوات الماضية أنه نموذج مثالي لما يجب أن تكون عليه قطاعات الدولة وليس بالغريب أن اشاد ومنذ ما يقرب من شهر الدكتور «جودت الملط» رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات بأداء الفريق «شفيق» وهو أكثر من ممتاز.. هي شهادة حق لمنظومة الطيران المدني المصري ولكل العاملين بدون استثناء فكانت التحية للنبهاء لأنه لا مكان داخل المنظومة للبلهاء ولأن للعمل أصول كان القراربتعديل طرازات الرحلات لاستيعاب أكبر عدد من الركاب المتجهين إلي أوروبا وتنفيذا لتعليمات الطيار الواعي كابتن علاء عاشور رئيس مجلس إدارة مصر للطيران للخطوط.. مثلا الطائرة ذات الطراز الأصلي ثم استبدالها بطراز آخر فلو كان الطراز الأصلي يحمل 73 راكبا تم العوض عنه بطراز يحمل 185 راكبا ولو كان يحمل 140 راكباً تم الاستبدال بطراز يحمل 346 راكباً.. وإذا كانت الأزمة قد بدأت يوم 15 ابريل كانت الانفراجة يوم 20 ابريل الجاري.. في البدايات مثلا وتحديدا يوم 17 ابريل بلغ عدد الرحلات الملغاة 13 رحلة كانت متجهة إلي فرانكفورت ودوسلدروف وباريس ولندن وبروكسل وامستردام وفيينا وبرلين وجنيف وميونخ وميلانو وموسكو وبودابست وخلال أربعة أيام عادت رحلات مصر للطيران وانطلقت الطائرات إلي 13 مطاراً دولياً.. وعلي حد تعبير المهندس حسين مسعود رئيس القابضة للطيران قال: كنا نتابع عن كثب موقف التشغيل بالمطارات الأوروبية ونتفاعل معها لتقديم أفضل خدمة لعملائنا في الداخل والخارج لأن هناك التنسيق الذي أدي إلي التخفيف من تأثير هذه الأزمة .. كان هناك مركز العمليات المتكامل لمتابعة حركة الرماد البركاني أولا بأول وبالتنسيق مع مركز الملاحة الجوي الأوربي بعد أن كان الاعتقاد السائد في بدايات الأزمة بأنه يوجد سوء للأحوال الجوية ولم يكن احد يدري بسر الثورة البركانية وكانت هناك منظومة عمل متكامل بمصر للطيران للخطوط والمحطات الأرضية ومركز العمليات وسلطة الطيران المدني والملاحة الجوية والارصاد. عموما الحمد لله تصدينا للأزمة بالمرصاد وبفضل التوفيق من الله وبالعمل الجاد.