يابلد.. إمتي حييجي الولد؟ مثل شعبي أو ربما قول مأثور كان يعتمل في قلوب الشرفاء من أبناء هذا البلد علي مدي العصور.. لم يكن بأيديهم لتغيير الواقع إلي الأفضل أي سبيل، كانوا لا يملكون إلا ازدراء المنكر باللسان عندما يأمنون إلي من يسمعونهم والأغلب أنهم كانوا يستنكرونه بقلوبهم وذاك أضعف الإيمان. علي مر العصور في مصرنا القديمة والمحروسة جاء الولد علي فترات تباعدت أو تقاربت، إنما كان يأتي مثلما جاء مينا ليوحد القطرين ورمسيس ليحقق نهضة لا مثيل لها، كما جاء لقيادة أهلها صلاح الدين وقطز وبيبرس ثم محمد علي. لاحظ أنه في العصور الوسطي والحديثة كان القائد من خارجها لا يحمل جنسيتها ولكنه وجد في أهلها خير أجناد الله في الأرض فاستعان بهم لنصرة الحق. والظاهر ان الزعامات بعد لينين وستالين وهتلر وعبدالناصر وغاندي ونهرو وغيرهم قد ولي زمنها كما ولي زمن ارتباط الابتكارات والاختراعات بأسماء أصحابها فإذا كان أديسون يرتبط اسمه بالمصباح الكهربائي وجراهام بل بالتليفون وماركوني بالراديو وغيرهم من مبتكري الأنسولين والبنسيلين فتعالوا نبحث عن مخترع التليفزيون أو الفيديو أو الدش أو النت والحاسب الآلي.. لن تجد اسما محددا يرتبط بهؤلاء إنما عمل جماعي وأبحاث هنا وهناك وكأن الإنسانية وضعت بروادها الأوائل قاعدة علمية استند إليها الباحثون بعد ذلك في كل ما وصلنا إليه حتي هذه اللحظة ولم يعد هناك ابتكار أو اختراع يرتبط باسم شخص محدد. نعم ولي زمن الزعماء وكأن هؤلاء أيضا فعلوا كما فعل عباقرة العلم ووضعوا كذلك قاعدة للشعوب تنطلق منها لتحقيق أهدافها في الحرية والمساواة والعدل وغيرها من شعارات تصب كلها عند الحق في حياة حرة كريمة. وأتصور أن الإنسانية قد بلغت الرشد في أعتاب الألفية الثالثة ولم تعد في حاجة للولد الذي يأخذ بيدها وينتشلها من بحر الظلمات الذي عاشته قرونا عديدة. وخير مثال، ما حدث عندنا في ثورة 52 يناير، ليس هناك زعيم يشار له بالبنان، ولا صاحب »كاريزما« التف حوله الناس ليثوروا ويحققوا هدفهم فيما يطمح إليه كل حر لا يرضي أن يستعبده أحد غير خالقه. في تونس وليبيا وسوريا لن تجد زعيما لثورة أي بلد منهم وما سوف يلحقها من ثورات في بلاد أخري شرقت أم غربت.. انها سن رشد البشرية إلي أن تهرم أو تشيخ ليرث سبحانه الأرض ومن عليها. مبروك يامصر ألف مليون مبروك لمصر وللغتها العربية، فقد أظهرت نتائج تصحيح اجابات امتحانات اللغة العربية في الثانوية العامة بمرحلتيها أن نسبة النجاح تتراوح عند 79٪!! النتيجة المذكورة تؤكد أننا مازلنا نتعامل مع هذه الشهادة من باب السياسة لا من باب العلم والتحصيل.. يا عالم يا هو.. يعني خلاص حيبقي عندنا خريج جامعة يعرف ان الفاعل مرفوع والمفعول به منصوب والذي منه.. حيبقي عندنا خريج يجتاز اختبار الخارجية والإعلام وينطق لغة عربية كما ينبغي.. إذا ما حصلش كده بعد 4 سنين.. وبالتأكيد مش هايحصل.. يبقي ذنب مين؟!