الرياح القادمة إلينا من الجنوب حيث الهضبة الأثيوبية حملت معها بالأمس أنباء طيبة كنا ننتظرها، عن انقشاع السحابة الطارئة التي كانت تلبد الأجواء بين دول حوض النيل الثلاث، مصر والسودان وأثيوبيا خلال الأسابيع والأيام الماضية، بما كانت تحمله في طياتها من اختلاف في الرؤية حول الدراسات الفنية الخاصة بسد النهضة الأثيوبي. الأنباء الطيبة عن تبدد أو انقشاع سحابة الخلافات جاءت علي لسان الرئيس السيسي، في ختام القمة الثلاثية التي عقدت بالعاصمة الأثيوبية بين الرئيسين المصري والسوداني ورئيس الوزراء الأثيوبي، علي هامش اجتماعات القادة الأفارقة في القمة الثلاثين للاتحاد الافريقي. وكلمات الرئيس عبدالفتاح السيسي المتفائلة، بشرت بوجود اتفاق بين القادة الثلاثة، وزوال الخلاف في وجهات النظر، وزاد علي ذلك بالتأكيد علي التوافق التام بين أثيوبيا ومصر والسودان علي الرعاية الكاملة لمصالحهم المشتركة، وقال إن القادة الثلاثة اجتمعوا واتفقوا علي أن مصلحتهم واحدة وأنهم يمثلون دولة واحدة وليس ثلاث دول. وفي ذلك نقول إنه لا خلاف في عالم السياسة اليوم ومنذ فترة ليست بالقليلة، علي الأهمية البالغة لدبلوماسية اللقاءات والمحادثات المباشرة، علي مستوي القمة بين رؤساء الدول وقادتها، وما يمكن أن تسفر عنه من ايجابيات عديدة في العلاقات بين الدول، وإزالة أي خلافات تطرأ عليها، وترسيخ وبناء قواعد لبناء الثقة المتبادلة والتفاهم المشترك،...، وهذا ما تأكد بوضوح خلال القمة الثلاثية بالأمس. وهنا لابد أن نشير بكل التقدير والفخر بالجهد الحكيم والكفء، الذي بذله ويبذله الرئيس السيسي باقتدار، للحفاظ علي علاقات الأخوة والود مع السودان الشقيق وأثيوبيا الصديقة، وهو ما يؤدي لإزالة الشوائب والخلافات.