بعد زيادة حدة الخلافات بين القوي السياسية حول ايهما افضل وضع الدستور الجديد قبل اجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية او وضعه بعدهما اصبح المشهد السياسي متغيرا بشكل كبير وبدأت المصالح والحسابات الشخصية تلعب دورا كبيرا في المعادلة واصبحت هناك حالة من الشيزوفرانيا السياسية بين القوي السياسية في مواقفها ففي الوقت الذي تعلن فيه انها مع وضع الدستور اولا قبل اجراء أي انتخابات وتعلن مشاركتها في الوقفة الاحتجاجية يوم 8 يوليو القادم من اجل وضع الدستور اولا الا انها اعلنت فتح باب الترشيح امام اعضائها الراغبين في خوض الانتخابات القادمة والتنسيق مع القوي السياسية التي ترفض وضع الدستور قبل الانتخابات .. نفس الامر يحدث مع الشخصيات السياسية البارزة ومنها من قرر خوض انتخابات الرئاسة القادمة وكان اخرها عمرو موسي الرئيس السابق لجامعة الدول العربية حيث اعلن مؤخرا انه مع وضع الدستور قبل اجراء الانتخابات البرلمانية وطالب باجراء الانتخابات الرئاسية اولا بناء علي الدستور الجديد وبعدها يتم اجراء الانتخابات البرلمانية وهو ما كان غير واضح في موقف عمرو موسي طوال الفترة الماضية والتي انتشر فيها جدل كبير بين السياسيين حول وضع الدستور اولا ام اجراء الانتخابات وهو ما دفع منافسيه في حملة الانتخابات الرئاسية لانتقاد موقفه بشكل كبير في اشارة منهم الي ان هذا الموقف يحاول من خلاله خدمة موقف حملته الانتخابية ومحاولة كسب شعبية خاصة بعد تراجع ترتيبه في الاستطلاع الذي يجريه المجلس الاعلي للقوات المسلحة علي موقعه علي الفيس بوك والذي تربع علي قمته لفترة طويلة منافسه د. محمد البرادعي صاحب الموقف الواضح من وضع الدستور اولا قبل الانتخابات منذ اعلان نتيجة الاستفتاء علي الاعلان الدستوري. وقام د. البرادعي باطلاق وثيقة الدستور اولا والتي يطالب فيها بضرورة وضع الدستور اولا قبل اجراء أي انتخابات وقام بجولة علي الاحزاب السياسية من اجل حشدها خلف هذه الوثيقة في خطوة تعتبر اول مرة يقوم فيها البرادعي بالسعي وراء الاحزاب ومحاولة كسب ودها . في نفس التوقيت اكد ايمن نور رئيس حزب الغد ل»الاخبار« ان الحزب بالائتلاف الذي يضمه وهو ائتلاف الغد المدني الحر سيشارك في الوقفة الاحتجاجية التي ستتم يوم 8 يوليو القادم لوضع الدستور اولا . نفس الموقف المزدوج يعيشه حزب التجمع حتي الان ففي الوقت الذي ينادي فيه شباب الحزب من خلال الائتلاف الذي كونه في الثورة بضرورة التضامن مع المطالب التي تنادي بوضع الدستور اولا اكد د. رفعت السعيد رئيس الحزب ان الحزب سيشارك في الانتخابات القادمة الا انه رفض التنسيق مع تحالف الاحزاب . في نفس الوقت اكدت حركة 6 ابريل -جبهة الديمقراطية - انها سوف تشارك في مظاهرات يوم 8يوليو من اجل تحقيق باقي مطالب الثورة .