أحسب إننا لسنا في حاجة إلي تكرار القول، بأن ما يربط مصر والسودان، ليس مجرد علاقات ودية طيبة، تحتمها القواعد المتوافق عليها بين الجيران من الدول ذات التلاصق الجغرافي والمشاركة في مياه النهر الواحد فقط،...، بل هناك ما هو أكبر من ذلك وأعظم بكثير. ولعلي لا أبالغ علي الاطلاق إذا ما قلت بأننا في مصر نؤمن بأننا والسودان بلد واحد وشعب واحد ولسنا علي الاطلاق شعبين في دولتين متجاورتين،...، كنا كذلك علي مر التاريخ وتعاقب الأزمنة، وسنظل كذلك بطول الزمن القادم بإذن الله. أقول ذلك بكل الاقتناع رغم تعدد المواقف السلبية الصادرة تجاه مصر من جانب النظام الحاكم بالسودان الشقيق في الآونة الأخيرة، والتي أصبحت ظاهرة لافتة ومثيرة للانتباه والاستنكار في وقت واحد، نظرا لكونها تخرج عن كنه وطبيعة الأخوة القائمة بيننا والأشقاء هناك. وأقوله رغم الاصرار الواضح من جانب السلطة الحاكمة بالسودان علي السير علي طريق اختلاق الأسباب والذرائع لإثارة المشاكل مع مصر، وإثارة الأزمات المفتعلة بأي صورة من الصور،...، وقد رأينا ذلك يتكرر عدة مرات خلال الفترة القليلة الماضية وحتي الآن. وهناك أمثلة كثيرة ومواقف عديدة في ذلك كلها تؤكد سوء القصد وفساد المقصد، منها علي سبيل المثال وليس الحصر، الموقف الغريب للأخ السوداني في مفاوضات سد النهضة، والذي كان ومازال منارئا لمصر،...، ثم الشكوي التي قدمها السودان الشقيق ضد مصر في الأممالمتحدة بخصوص حلايب وشلاتين،...، وكذلك ما تابعناه ورأيناه من تواصل وتعاون بين السلطة الحاكمة في السودان الشقيق وقوي الشر المتآمرة علي مصر في تركيا وقطر والساعية للإرهاب والتخريب في وطننا،...، ثم ما وقع مؤخرا في سحبهم للسفير السوداني من القاهرة،...، وهو ما لم يكن متوقعا علي الإطلاق. وحسنا فعلت مصر عندما لم ترد علي كل ذلك بانفعال أو بغضب، واكتفت بالقول علي لسان وزير الخارجية بأنها حريصة علي علاقاتها مع السودان الشقيق، غير أن منحي العلاقات في حاجة إلي تصويب.