هل سنظل نردد تساؤلنا متي تعود الشرطة ومتي تؤدي دورها الكامل لإعادة الانضباط للشارع؟ وبنفس القدر نتساءل أيضا ولماذا كل هذا العنف مع رجال الشرطة ضباطا وأفرادا، ضرب بالنار واشتباكات بالأيدي وتعد بالألفاظ الجارحة ومحاصرات للأقسام واعتداء عليها لمجرد أن رجال الشرطة يحاولون فرض الأمن بالقانون؟ ما دعاني إلي تلك التساؤلات موقف الملازم أول شريف صبرة ضابط مباحث مدينة السادات ولا أدري هل أشد علي يده أم أعاتبه أو أعذره فأثناء عمله استوقف سيارة نقل لتفتيشها بدائرة خدمته وعندما اقترب منها اكتشف أن راكبيها يحملون أسلحة آلية وتجرأ أحدهم- حسب ما نشر- ليقول له خاف علي نفسك مش شايف الآلي!! ثم أسرعوا بالهرب وهم يطلقون النار ليصاب شريف الذي قال في حديثه للاعلام أنه كان بمقدوره قتلهم وضربهم ولكنه خاف من المسئولية؟. ما قاله الضابط خطير وأرجو ألا يكون الخوف من المسئولية هو السبب في تأخر رجال الامن في العودة للشارع، أو يكون هذا شعور زملاءه. إذا أردنا أن تعود الشرطة لأداء واجبها بصورة فعالة فعلينا أن نقدم لها الحماية اللازمة علي أن تؤديه بلا تجاوز ولا تشدد ولا تعصب فما معني أن تكون هناك شرطة وأمن ولا يمكنها اداء دور في مكافحة الانفلات والقضاء علي التسيب والفوضي فلا أمن مع ضابط خائف من المساءلة علي أداء واجبه الصح ولا أمان مع رجل أمن يشعر أن أداء الواجب سيف مصلت علي رقبته قد يسوقه إلي السجن. الحقيقة ما رأيناه من بطولة لبعض رجال الشرطة ضباطا وأفرادا خلال الفترة القليلة الماضية وأسفرت عن ضبط العديد من الجرائم والآلاف من البلطجية الذين روعوا الناس يجعلنا نوجه لهم الشكر علي أنهم قدموا أنفسهم ووضعوا أرواحهم علي أكفهم وهذه ثقتنا بها. الصورة عن الشرطة يجب أن تتغير ويجب أن نساعدها نحن كأفراد علي ذلك، فهم يواجهون نيابة عنا البلطجة والانفلات الأمني والسلوكي وابسط شيء ان نحميها. يجب أن تعود الشرطة بقوة هي قوة القانون ولكنها قوة يجب أن يساندها الشعب كله، ولست مع النغمة النشاذ التي يرددها البعض بأن هناك صورا من الماضي مازال بعض رجال الامن يؤدون بها عملهم علي غير الحقيقة فالسواد الأعظم من رجال الشرطة أدركوا الدرس ويكفي أن كل قياداتهم وعلي رأسها الوزير منصور العيسوي أكدوا علي ضرورة حسن معاملة الجماهير واستقبالهم داخل الأقسام والمصالح الشرطية وهي السياسة الجديدة التي يلمسها كل الناس. القانون وحده هو الضمانة لحمايتنا وحماية الشرطة التي نطالبها بالحزم الباتر في التعامل مع البلطجية أما من يخافون من أن الشرطة قد تتجاوز فالرد عليهم بسيط للغاية واعلنته كل قيادات الداخلية من انه سيتم التحقيق فورا في أي تجاوز. لقد شاهدت أحد البرامج علي فضائية خصصه مقدمه مستضيفا أحد اللواءات للاستماع إلي شكاوي المواطنين من الشرطة ورغم ان الرجل الأمني أبدي استعداده لتحقيق كل الشكاوي التي انحصرت في تفتيش الكمائن ليلا إلا أن امثال هذا البرنامج يضر جدا بمسألة إعادة الثقة للشرطة والتي نطالب بها، فقد عرض الصورة سلبية ولكنه لم يقدم أي صورة ايجابية مضيئة لما يبذله رجالها لحمايتنا والقضاء علي البلطجية. لا نرضي أن يمد إنسان مهما كان يده ليصفع مأمورا أو يضرب ضابطا أو يهين جنديا يؤدي واجبه لأي سبب فللشرطة هيبتها واحترامها وطالما أن القانون وقيادات الداخلية تعطينا كل الحق أن نشتكي أي رتبة وإن علت فعلينا ان نفرض احترام الشرطة وأن نساعدها في أداء واجبها. لقد رأينا سائقي الميكروباصات يتطاولون علي رجال الشرطة علنا وهو ما لا نرضاه.