محمد : » الأجنة والإزميل صدوا» من »القعدة» علي الرصيف..والمشروعات القومية استوعبتنا كيرلس: يوميتي أصبحت 200 جنيه.. بعد ما كنت أجلس طوال اليوم في الشارع في انتظار »50 جنيه» فئة مهمشة.. لا يشعر بهم أحد ، لم يفكر اي نظام سابق في احتوائهم وحل مشاكلهم وتوفير فرص عمل لهم.. يتخذون من الشارع ملاذا لهم ، يخرجون إليه قبل بزوغ اول شعاع ضوء بحثا عن الرزق ، ليلتحقوا بقطار الرزق وسط عشرات العمال الذين يجلسون في الشوارع في انتظار لقمة العيش.حياتهم ترحال وتجول سعيا وراء الرزق لا يعرفون للحياة طعما سوي »المرارة ».. انهم عمال التراحيل او »الفواعلية» ، الذين يعيشون معاناة البحث عن العيش ، هؤلاء الذين هجروا بلادهم بعد أن ضاق العيش بهم وتركوا أبناءهم لهثا وراء لقمة العيش، ولكن أدار الزمان ظهره فتركهم للشارع الذي لا يعرف الرحمة تطاردهم لعنة الجوع وخيبة الأمل، لكن الآن حياتهم تبدلت ، واحوالهم انصلحت، واحتوتهم المشروعات القومية الموجودة في كل ربوع مصر ، اكثر من 3،5 مليون عامل اختفوا من الشوارع.. ودعوا الارصفة ، تركوا الاهانة والمذلة في البحث عن الرزق ، وسكنوا المشروعات القومية ، التي وجدوا فيها فرصة عمل آمنة ومستمرة ، ومعاملة حسنة ومقابلا ماديا كبيرا . هؤلاء العمال الذين ينظراليهم البعض علي انهم طبقة مهشمة، مُلقاة علي الأرصفة لا فائدة منها ، يذكرالتاريخ لهم أدوارا عظيمة في بناء إنجازات يفتخر بها الوطن، وقامت علي أكتافهم انجازات عديدة كبناء الأهرامات والسد العالي وحفر قناة السويس.. وها هو التاريخ يعيد نفسه ويصبح هؤلاء العمال هم الابطال الحقيقيين للمشروعات القومية التي يطلقها الرئيس من حين لآخر ويحققون انجازات للوطن يكتبها التاريخ بأحرف من ذهب.. الأخبار التقت عددا من هؤلاء العمال بمشروع العاصمة الادارية ، ورصدت كيف تحولت حياتهم من »جحيم الشوارع» إلي جنة العمل بالمشروعات القومية».. اقتربنا من هذه الفئة التي كانت مهمشة فاكتشفنا أن وراء كل منهم حكاية.. في البداية يقول هشام السيد »نجار» : انا باشتغل من سنة ونصف ونعمل دون ملل كخلايا النحل وأشار إلي انه جاء من محافظة سوهاج من أجل لقمة العيش ولكنه وجد نفسه يجلس علي الرصيف دون عمل، ، وعندما سمعت عن العاصمة الادارية ذهبت إلي هناك ووجدت عملا لي ولباقي زملائي الذين كانوا يجلسون معي علي الرصيف في انتظار » الفرج » ،ومن هنا تغيرت حياتي ، وبعد ان كنت لاأستطيع ان أنفق علي اولادي الاربعة الذين تركتهم في الصعيد للبحث عن الرزق ، الآن انا اعمل وأتقاضي » اجرة » جيدة ، واستطيع ان ارسل لأولادي كل شهر ما يكفيهم.. وبجانب »بلدوزر» عملاق يجلس محمد عبد الباسط الذي كان يأخذ قسطا من الراحة،يقول : المرتبات هنا جيدة وأوقات العمل معروفة ومن يمرض يقوم المسئول عنا بإرساله إلي العيادة وهذا ما كنا نفتقده في العمل الخاص ومع المقاولين الذين كانوا يمصون دمنا بالبطيء ولكننا أيقنا أن العمل في المشروعات القومية ومن ضمنها العاصمة الإدارية الجديدة له ميزات كثيرة فنحن نأخذ حقوقنا علي أكمل وجه بالاضافة إلي تسجيل اسمائنا في سجل التاريخ مثلنا مثل اخواننا في الماضي الذين حفروا قناة السويس وشيدوا السد العالي . وبطاقة ايجابية جبارة استقبلنا فضلي حبيب »حداد» عامل بأحد المواقع بالعاصمة الجديدة يحمل إزميله ويستعد لجولة اخري من العمل الشاق،يقول :»كنت بقعد كل يوم من خمسة الفجر في الشارع تحت الامطار عشان يجيلنا اي شغلانة ب50 جنيها تطعمنا لكي نعيش،ولكن الآن الحال تغير فنحن نقبض بالأسبوع وهناك حوافز وبدلات بالاضافة إلي وجبات الغداء وصرف الدواء والكشف الطبي في حالة المرض،واضاف::ولكن أهم شيء اننا نعمل بحب من أجل البلد ونعامل باحترام لأول مرة نحن عمال التراحيل». ونفس المأساة كان يعيشها »ممدوح مرزوق» الذي جاء من »أسيوط» بحثا عن مصدر للرزق وقد كان يعمل يوما واحدا ويظل 10 أيام بدون عمل ، وكان اقصي ما يتمناه ان يجد عملا بدخل ثابت ليضمن حياة كريمة له ولأطفاله.. وبعد ان انتقل للعمل في العاصمة الادارية تغيرت حياته ، واصبح له عمل مسئول عنه ، ويتقاضي مقابله الاموال التي يرسلها لأولاده.. ويلتقط منه طرف الحوار علاء عبد الفتاح »حداد» والذي أكد أنهم كانوا يشتغلون باليومية ويعملون في كل شيء سواء تكسير أو رفع انقاض أو بناء في مقابل جنيهات قليلة ، ولكننا الآن كل منا يعمل في شيء معين من اجل سرعة الاداء ونأخذ 200 جنيه في اليوم كأحد ادني وهناك زيادات في حالات انجاز المزيد من العمل. ويقول كيرلس طلعت الشاب العشريني والذي يسكن بمنطقة الطالبية قادما من سوهاج أن العمل بالعاصمة الجديدة دائم وليس وقتيا أو باليوم مثل عمال التراحيل الذين يعملون ليل نهار من أجل حفنة جنيهات.، وأكد أن اليومية بالموقع تتجاوز ال200 جنيه يوميا بعكس عامل التراحيل الذي يكسب في أفضل يوم له 50 جنيها فقط. اما مايكل سمير فيري »أن العمل بهذه المشروعات مثل تدشين الكنيسة الجديدة أفضل لأنها عمل يؤمن عليك اما العمل الحر فلو جاء لك تعب أو مرض فربنا يتولاك » علي حد قوله، ويشير مجدي عياد عامل لحام بأن العمل هنا شيء يدعو للفخر فنحن فخورون بالعمل هنا وسنحكي لأولادنا اننا نحن من قمنا ببناء العاصمة الإدارية الجديدة. ويري عادل ميخائيل صنايعي لحام أن الوضع هنا بالعاصمة الجديدة مختلف وافضل بكثير من العمل تحت رحمة مقاول فنحن في الماضي كنا نجلس في الشارع وننتظر الفرج ولكن الآن الشغل »علي قفا من يشيل» والمواقع الجديدة فتحت بيوت ناس كتير، واضاف »اللي ملوش صنعة ييجي يشتغل هنا». »اللي عايز يشتغل ييجي العاصمة الادارية»جملة خرجت من فم الشاب »بطل اسماعيل»الذي يعمل حدادا قادما من بني سويف،يقوم بتقطيع اسياخ الحديد بهمة وحماس قاطعناه ليؤكد لنا أنه كان عامل تراحيل منذ عامين ولكنه الآن يعمل بمشروع كنيسة الكاتدرائية الجديدة بالحي الحكومي وبيته مفتوح بفضل العمل هنا،وقدم بطل رسالة لكل من يريد أن يكسب لقمة عيشه بالحلال بالنظر لهذه المشروعات والتقدم للعمل بها، اما محمد رجب والذي جاء من منطقة سقارة بمحافظة الجيزة من أجل العمل بعدما قصم ظهره من الجلوس علي الرصيف كعامل من عمال التراحيل، ويروي رجب بانه قام بوضع إزميله والأجنه في بيته بعدما أكلهما الصدأ من قلة العمل،قائلا : العمل مريح ولنا ساعات عمل محددة ونقوم بأخذ فترات للراحة وتناول الغداء وشرب الشاي ومن يتعب أو يصاب لاقدر الله فالعيادة علي بعد خطوات قليلة من المشروع،