مطالبهم: نقابة تدافع عنهم.. وتأمين صحي ضد الأمراض قصص وحكايات عمال التراحيل تمتلئ بالأوجاع والألم التي يندي لها الجبين.. فقد خرجوا من مقر إقامتهم بالمحافظات المختلفة ليستقر بهم الحال بالقاهرة بحثا عن فرصة عمل لتنتشلهم من الفقر المدقع الذي عاشوا فيه منذ نعومة أظافرهم والعيش حياة كريمة, ولكنهم اصطدموا بحقيقة بعد سنوات من عملهم انه محلك سر, فلا يعترف بهم احد, وليس لهم أدني حقوق, من تأمين صحي وعلاج بالمجان, وليس لهم نقابية, اي عمالة بلا حقوق. في البداية يقول خلف السيد من محافظة سوهاج دبلوم تجارة انه كان يعمل في الزراعة قبل النزوح إلي القاهرة ولكن قلة ذات اليد وتدني الحال جعله يترك مسقط رأسه ويستقل القطار للبحث عن فرصة عمل في اي مكان والسكن في غرفة تحيط به هو وزوجته وأولاده الثلاثة الصغار, مشيرا إلي انه بحث عن عمل لعدة أيام حتي حاق الجوع بأهله مما اضطره لان يفترش الأرض بحي المطرية للعمل في أعمال الهدم ورفع الأنقاض والأتربة من المنازل, وبعد ثلاثة أيام بالضبط تذوق طعم العمل عندما اصطحبه صاحب شقة لهدم حائط حصل بعد انتهاء اليوم علي120 جنيها أخذها وطار إلي أهله بعد أن اشتري متطلباتهم.قال إن عمال التراحيل لا تعترف بهم الدولة, فهم بلا حقوق, وليست لهم نقابة مثل الزبالين أو العربجية تدافع عن حقوقهم مما يجعلهم عرضة للبهدلة من أي شخص, مؤكدا أن العمل لا يتوافر بشكل يومي فهناك أيام يعمل فيها وأخري ينتظر علي الرصيف طوال اليوم دون أن يسال عنه أحد, مطالبا الدولة بإنقاذهم من الجلوس في الشوارع وتوفير فرص عمل في اي مشروع من المشروعات القومية التي تقوم بها الدولة. أما صابر الصعيدي من سوهاج فقال إن التأمين الصحي شمل كل القطاعات في الدولة للعلاج في المستشفيات بالمجان إلا عمال التراحيل وكأنهم جاءوا من دولة اخري للتسول او العمل في الخفاء, موضحا أن عمال التراحيل تتزايد أعدادهم يوما بعد يوم مع زيادة معدلات البطالة وتقلص مساحة الأراضي وأضاف أن عمال الحكومة الذين يحصلون علي أجور ثابتة ولهم حد أقصي وأخر أدني ويعملون لفترات محددة ويتمتعون بالحصول علي كافة الحقوق بما فيها الأرباح علي الرغم من الخسائر التي تتعرض لها شركاتهم, في الوقت الذي لا يعرفون ذلك, فضلا عن الاستغناء عن خدماتهم في اي وقت دون إبداء اي أسباب, مشيرا إلي أن عمال التراحيل ناس تريد أن تأكل لقمة العيش بشرف ولهم حق الحياة مثل بقية أفراد الشعب, موضحا أنهم غير مؤمن عليهم رغم أن هناك نسبة تستقطع من المقاول تحت بند رب العمل تحصل عليها التأمينات دون ان يعرف عنها أحد. أكد حسن محمود من محافظة سوهاج انه يأتي كل يوم في الصباح الباكر للجلوس بجوار محطة مترو أنفاق المرج منذ ست سنوات بعد أن ترك أسرته في بلده من أجل السعي علي لقمة العيش حاملا معه أدواته من أزميل وشاكوش وعتلة ورغيف خبز بداخله قطعة من الجبن تحسبا لطول فترة الانتظار بجوار المحطة, مضيفا انه يعمل في أي وكل شيء بعيدا عن مخالفة القانون بتنزيل حمولة سيارة نقل أو هدم بعض الحوائط أو اي نوع من أنواع التكسير. أوضح أن مدة العمل قد تستغرق ساعة أو اثنتين وقد تطول لتصل لأكثر من12 ساعة وعلي قد العمل تكون قيمة الأجر المادي الذي نحصل عليه, معترفا بأن فئة عمال التراحيل تتعرض لظلم بين من المجتمع والدولة فبعض الناس ضعاف النفوس ينظرون لهم نظرة غير سوية, في الوقت الذي لا تعترف بهم الدولة علي الإطلاق ولا تمنحهم اي حقوق مادية أو أدبية أو صحية أو اجتماعية, مطالبا بأن تنظر إليهم الدولة بعين الرحمة والرأفة بحالهم ومد يد العون خاصة أنهم لا يسببون اي مشكلة للمجتمع.