يحتوي القرآن علي قصص الأنبياء ومن سبقونا من الأمم مثل قصة آدم مع إبليس وقصص نوح وهود وصالح وشعيب وموسي، وكلها قصص تحكي أنباء الأنبياء والرسل مع أقوامهم وتنتهي كل قصة بالعذاب والنكال لمن يخالفون أمر الله.. ونبدأ بقصة آدم أبي البشرية كلها.. خلق الله آدم من طين وتراب ثم صوره بعد ذلك فأبدع تصويره وأحسن تقويمه ثم أمر الملائكة بالسجود لآدم سجود تعظيم وخضوع وتحية لا سجود عبادة، فامتثلوا جميعاً للأمر وسجدوا من غير تباطؤ، إلا أن إبليس لم يسجد وأبي السجود تكبراً، وقال بعض العلماء إن إبليس لم يكن من الملائكة ولكنه كان من الجن ففسق عن أمر ربه، وهو أصل الجن كما أن آدم هو أصل الإنس، ولأنه خلق من نار والملائكة خلقوا من نور، ولأن له ذرية ولا ذرية للملائكة وسأله الله: ما منعك أن تسجد، قال إبليس: أنا خيرٌ من آدم لأني مخلوق من عنصر النار وهو خلق من عنصر الطين، والنار أشرف من الطين، فكيف أسجد لمن هو أدني مني؟! وقال العلماء إن الطين من شأنه الرزانة والتثبت، وهو محل الثبات والإصلاح والنار هي للإحراق والطيش، وهكذا أخطأ إبليس وأضاع عنصره بينما نفع آدم عنصره بالانقياد والاستسلام لأمر الله، وهكذا ارتكب إبليس عذرا أكبر من الذنب لأنه اعتقد أنه خير من آدم ولم يفطن إلي التشريف العظيم لأن الله خلق آدم بيده ونفخ فيه من روحه.. وأمر الله إبليس أن يهبط من السماء التي هي محل المطيعين من الملائكة الذين لا يعصون الله فيما أمرهم وأن الجنة لمن لا يستكبر وخرج إبليس من النعمة التي كان فيها.. وطلب إبليس من الله أن يمهله ولا يميته إلي يوم بعث آدموذريته من القبور، فأجاب الله تعالي ما سأل لحكمة له ولا معقب لحكمه، وعاد إبليس يرد علي عقوبة الله له فطلب من الله أن يترصد لآدم وذريته طريق الحق ويصدهم عنها ويصرفهم عن الصراط المستقيم.. وللحديث بقية.