قرار صعب لكنها اتخذته بسهولة فقد قررت ان تترك عملها كطبيبة اسنان ومعيدة باحدي الجامعات الخاصة وطالبة زمالة بريطانية بمعهد ناصر لتدرس التمريض بالجامعة البريطانية حتي تصبح ممرضة وتقف بجوار الانسان في اضعف حالاته هو قرار جريء بكل المقاييس ويتطلب حسا انسانيا عاليا ولهذا فقد بحثت عن اكثر المهنة انسانية وافادة للآخرين ووجدت ان التمريض هو المجال الوحيد الذي يتيح لها ذلك فاتخذت قرارها الذي صدم اسرتها لكن والدها طبيب التخدير وشقيقها الطبيب الممارس تفهما موقفها ووافقاها واستطاعا اقناع الام وبدأت ياسمين يحيي سعد الطريق الذي اختارته في المجال الذي احبته . وياسمين ليست فتاه عادية لكنها انسانه تشع ذكاء وجمالا وقبل كل هذا وبعده تمتلئ انسانية وتمتلك شخصية قوية كانت وراء القرار الصعب تقول ياسمين : دخلت كلية طب اسنان باحدي الجامعات الخاصة وتخرجت سنه 2004 كنت الثانية علي الدفعة وتم تعيني معيدة بقسم باثيولوجي وبدأت عمل الزمالة البريطانية في معهد ناصر مع د. حاتم مكاوي ثم تقدمت لقسم تركيبات متحركة وبدأت التعامل مع المرضي وشعرت باهمية عمل الممرضة ومدي احتياج المرضي اليها وكيف انها تخدمهم في حالات ضعفهم بل قد تكون اخر من يراه المريض فتقدم له شربه ماء او تخفف عنه الألم قبل ان يترك الحياة فكرت كثيرا ووجدت ان الممرضة هي الاكثر انسانية وعطاء وأنا منذ صغري احب ان اخدم الناس واساعدهم فقد كنت اعمل مع ذوي الاحتياجات الخاصة من اصحاب الاعاقات الذهنية منذ ان كنت طالبة وكنت اقوم بالتدريس في حضانه واتعامل مع الاطفال، كنت ادرس للمدرسين واولياء الأمور كيف نحافظ علي اسنان ذوي الاعاقات الذهنية ونحميها واحببت هذه الفئة وفجأة وجدت نفسي ابحث عن مجال اخدم به المرضي واتفاعل معهم حتي اشعر ان هناك فائدة من حياتي وتضيف ياسمين منذ ان دخلت مجال الطب كنت اضع هدفا وحيدا نصب عيني وهو ان اعمل في جمعيات غير حكومية وكنت اتمني الذهاب الي أفريقيا لأساعد أهلها وأقدم لهم ماأستطيع فأنا اراهم احق الناس بالمساعدة وقد تعاملت معهم وتمنيت لو استطيع ان اخدمهم في بلادهم بعد ان شاهدت صورهم وضعفهم ومدي احتياجهم للمساعدة علي شاشات التلفزيون. ولكن وجدت ان التمريض هو المجال الاكثر عطاء وفائدة للآخرين فقررت ان احول اتجاهي ومجال عملي من الطب الي التمريض واتخذت قراري وبدأت ابحث عن كلية للتمريض تكون مناسبة وعلي الفور تقدمت بأوراقي الي كلية التمريض بالجامعة البريطانية وتم قبولي ووصلت للسنه الثالثة وانجح بتفوق وتقول ياسمين: لاأعرف لماذا ينظر المجتمع الي الممرضة بنظرة غير جيدة رغم انها مهنة انسانية ونحن بأمس الحاجة اليها وهي تقف بجوار الانسان في اضعف حالاته بل انها تقضي مع المريض فترات اطول من الطبيب وهي حاصلة علي شهادة عالية مثلها مثل الطبيب ولها مجال عملها الذي يحتاجها بشدة . وتؤكد انها تحب مهنه التمريض بشدة ولذلك استطاعت تحقيق الكثير حتي قبل ان تتخرج فقد رشحتها الجامعة بتوصية من الدكتورة شهرزاد عميدة الكلية لعضوية الاتحاد العالمي للتمريض واستطاعت اجتياز كل الاختبارات اللازمة لذلك ففي هذا الاتحاد يتم اختيار واحد فقط علي مستوي منطقة شمال افريقيا والشرق الاوسط وبعد ان نحجت في الاختبارات دخلت مسابقة لاختيار نائب الرئيس واجتزتها بنحاج ايضا ثم دخلت مسابقة أخري لأصبح رئيس اتحاد الطلبة بالمجلس العالمي للتمريض ولم يعد حلمي ان اخدم في أفريقيا بل ان اذهب الي المناطق النائية وصعيد مصر لأخدم أهلها الطيبين الذين هم في امس الحاجة الي المساعدة والتوعية وأنا حاليا اتدرب علي التمريض باحدي المستشفيات وهو شرط الحصول علي البكالوريوس من الجامعة البريطانية كما انه شرط من شروط جامعة الملكة مارجريت وهي الجامعة الشريكة حتي احصل علي الشهادة منها ايضا وأستطيع ان امارس عملي الذي احبه واحلم بان اكون ماهرة فيه .