عقد وزراء الخارجية العرب اجتماعاً طارئاً لهم مساء أمس بمقر الجامعة العربية، بناءً علي طلب فلسطينوالأردن وبتأييد المغرب، لبحث تداعيات اعتراف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال الإسرائيلي..وسبق اجتماع وزراء الخارجية، اجتماعاً للجنة مبادرة السلام العربية التي ترأسها الأردن وتضم في عضويتها مصر وفلسطين والسعودية والبحرين وتونس والجزائر والسودان والعراق ولبنان والمغرب واليمن وقطر إلي جانب الأمين العام للجامعة العربية؛ وتمت مناقشة مجمل التحركات العربية الواجبة حول التغير في الموقف الأمريكي الذي يمس بمكانة القدس ووضعها القانوني والتاريخي. وطالب وزراء الخارجية العرب الإدارة الأمريكية بالتراجع عن ذلك الاعتراف غير القانوني الذي يشكل تهديداً جدياً للسلم والأمن والاستقرار في المنطقة، وينسف فرص السلام وحل الدولتين، ويعزز التطرف والعنف.. واعتبر الوزراء أن أي اعتراف بمدينة القدس عاصمة لدولة الاحتلال، أو إنشاء أي بعثة دبلوماسية في القدس أو نقلها إلي المدينة يعتبر اعتداءً صريحاً علي الأمة العربية، وحقوق الشعب الفلسطيني وجميع المسلمين والمسيحيين، وانتهاكاً خطيراً للقوانين الدولية، وقرارات مجلس الأمن..وطالب الوزراء الولاياتالمتحدة وجميع الدول، بالالتزام بكافة القرارات الدولية الخاصة بمدينة القدس. وأكدت مصادر عربية ل »الأخبار»، أن فلسطين طالبت خلال اجتماع وزراء الخارجية، بقطع علاقات الدول العربية الدبلوماسية مع الولاياتالمتحدة بعد الموقف الأمريكي الجديد، استنادا إلي قرار قمة الأردن العربية عام 1980، والذي تضمن »قطع جميع العلاقات مع أي دولة تعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل أو تنقل سفارتها إليها».. وأوضحت المصادر أن عدداً من الدول العربية طالبت خلال اجتماع الوزراء، تقديم شكوي ضد شخص دونالد ترامب في مجلس الأمن، لمخالفته القرارات الدولية السابقة بشأن مدينة القدسالمحتلة.. من جانبه أكد أحمد أبو الغيط الأمين العام للجامعة العربية، أن قرار الإدارة الأمريكية المرفوض والمستنكر، هو المسئول عن إشعال التوترات وتأجيج مشاعر الغضب في فلسطين، والعالمين العربي والإسلامي، بكل ما ينطوي عليه من تداعيات خطيرة علي الأمن والاستقرار في الإقليم.. وأضاف أن سلطات الاحتلال تحاول انتهاز الفرصة لإشعال الأوضاع بصورة أكبر في القدسالمحتلة عبر توظيف العنف المفرط في مواجهة المتظاهرين، وحذر من أن العنف والتصعيد من جانب سلطات الاحتلال لن يسهم سوي في مزيد من الاحتقان والتوتر.