القرار الهمجي المتخلف الذي أصدره الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بنقل السفارة الأمريكية إلي القدس أدي إلي تداعيات كثيرة كان أهمها الاتصال بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس وبين ترامب وحذر فيه من خطورة توابع مثل هذا القرار علي عملية السلام والأمن والاستقرار في المنطقة والعالم.. كما أكد الرئيس الفلسطيني انه لا دولة فلسطينية بدون القدس عاصمة لها وفقا لقرارات الشرعية الدولية.. ومبادرة السلام العربية.. إن قرار نقل السفارة الأمريكية إلي القدس هو وفاء للعهد الذي اتخذه ترامب » هذا المهرج » علي نفسه في حملته الانتخابية ، ووعد بنقل السفارة من تل أبيب إلي القدس.. وهو مايعني اعتراف الرئيس الأمريكي بأن مدينة القدس بكاملها عاصمة لدولة إسرائيل.. حاول الكيان الصهيوني إقناع العالم بأن القدس شرقها وغربها عاصمة لها ، يومها رفض العالم بأكمله هذه المحاولة الخسيسة ، وانصاعت اسرائيل صاغرة لهذا الإجماع الدولي.. وجاء المتهور ترامب ليصدم العالم بقراره بالاعتراف بأن القدس عاصمة للكيان الصهيوني.. رغم أن هذا القرار يتناقض مع وضعية فلسطين القانونية،حيث إنها حصلت علي حقها في تأسيس دولة بما فيها القدسالشرقية ، وهذا يرجع إلي قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 222 لعام 67.. وبهذا فإن قرار هذا الترامب يدمر عملية السلام لأن فلسطين بلا قدس ليس لها أي معني.. وقد يعطي هذا القرار الفرصة لنتنياهو بتهويد الدولة الفلسطينية محاولا فرض ذلك علي أرض الواقع.. مما يغير مسار القضية الفلسطينية من المسار الدبلوماسي إلي المستوي الشعبي ، وهو مايدخل القضية في نفق مظلم.. ويصبح الشعب الفلسطيني بلا هوية ، كما ستؤول جميع المنشآت الموجودة في القدس إلي الدولة الإسرائيلية ، وقد تدفع مقابلها تعويضات بسيطة لا تعوض الشعب الفلسطيني عن هويته وتاريخه.. فالقدس من أهم مقدرات العرب والفلسطينين دينيا وتاريخيا وثقافيا. وقد صدر هذا القرار منذ22 عاما من الكونجرس لاعتماد قانون حول نقل السفارة إلي القدس ، لكن بسبب النزاع الواقع علي المدينة تم تأجيل الوثيقة كل 6 أشهر من جانب جميع الرؤساء الأمريكيين بمن فيهم ترامب.. ولكن هو الوحيد الذي قام بتنفيذه مما كان مستفزا للعرب والمسلمين ، فالقوانين الدولية وكل المواثيق تؤكد أن القدسفلسطينية محتلة كالضفة الغربية.. وجميع ما فيها يعود إلي الدولة ولاعلاقة لإسرائيل بها وهو يعني أن قرار ترامب مخالف للقانون الدولي ولايعتد به. هذا القرار المغرض يمنح من ليس له حقوق ويغتصب من لديه كل الحق في الحياة في ظل دولة حرة مستقلة ، ويحكم علي الشعب الفلسطيني بالخنوع والخضوع طالما أنه لايملك القوة العسكرية لحماية أرضه المغتصبة.. آن للشعوب العربية والأمة الإسلامية أن تغضب وتهب لإنقاذ مقدساتها الدينية ،واستعادة حقوقها التاريخية.. وآن للمجتمع الدولي أن يقف إلي جانب الحق ويعترف بالصدق.. وينبذ الأهواء العرقية ويرفض الانصياع للضغوطات الصهيونية..