أثارت قرارات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بخصوص الاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل موجة غضب كبيرة اجتاحت الوطن العربي والاسلامي بأكمله ونددت الشعوب بتظاهرات واحتجاجات ضخمة ونزولهم الي ميادين وشوارع البلاد العربية، ولكن الاهم كيف يمكن تحويل تلك الموجة العنيفة من الغضب إلي مواقف صارمة وقرارات إيجابية وخطوات جادة تحول دون تنفيذ هذا القرار والتراجع عنه .. في البداية يستنكر الدكتور ايمن شبانة استاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة ردود الافعال العربية التي صدرت بعد قرار ترامب باعلان القدس عاصمة لاسرائيل، واعتبرها لا ترقي لمستوي الحدث الجلل والكارثة الكبري التي اعلنها الرئيس الامريكي، ويشدد علي ضرورة اتخاذ موقف موحد وصارم ضد امريكا واسرائيل واي دولة تؤيد ذلك، واول هذه الخطوات كما يؤكد استاذ العلوم السياسية هي مقاطعة جميع الدول العربية والاسلامية لجميع جلسات الاممالمتحدة، وتخفيض مستوي التمثيل الدبلوماسي مع امريكا واسرائيل واي دولة تحذوحذوالولاياتالمتحدة، وحذر من ان يكون رد فعل العرب ضعيفا، لان هذا سيجعل دولا اخري تؤيد هذا القرار، ووقتها سيصبح من الصعب مواجهة كل الدول .. ويشير ان الخطوة الثانية التي يجب علي العرب تنفيذها هي المقاطعة الاقتصادية، ونضرب مثالا لذلك بالهند عندما تعاملت مع الاحتلال البريطاني بالمقاومة السلبية من خلال مقاطعتها لكل منتجات بريطانيا، فجعل بريطانيا تنسحب ويموت الاستعمار من الهند، وهوما يجب ان نفعله الان نحن العرب والمسلمين، بالاضافة الي ضرورة التواصل مع الاتحاد الاوربي وجميع القوي الفاعلة للتوضيح للعالم اجمع ان فلسطين هي اخر دولة محتلة بهذا الشكل العسكري الكامل من جانب الدولة الصهيونية.. ويطالب د. شبانة قيادات الدول العربية والاسلامية بضرورة التوحد مع شعوبها وان يصبحوا يدا واحدة، وان تتحرك الجماهير مطالبة بقطع المصالح الامريكية مع العرب . شل حركة امريكا يؤكد د. حسن نافعة، الرئيس السابق لقسم العلوم السياسية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، ان القرار الأكبر للضغط علي الإدارة الأمريكية يقع علي عاتق فلسطين وضرورة مساندتها من العرب وتقوية جبهتها ووحدتها وعدم انقسام الإدارة داخليًا فيما بينهم، وأن العرب دورهم كبير لشل حركة أمريكا. وشدد علي ضرورة إلغاء اتفاقية أوسلووبناء استراتيجية جديدة من الإدارة الفلسطينية لتتبني نظاما جديداً للمقاومة غير المسلحة، المقاومة علي الصعيد السياسي وانهاء التعامل مع أمريكا علي أنها وسيط إسرائيل . دولة مصالح ويشير محمد سامي، المحلل السياسي ورئيس حزب تيار الكرامة، ان ورقة المصالح هي السلاح الابرز لللضغط علي الولاياتالمتحدةالامريكية للتراجع عن هذا القرار الظالم والسبب في ذلك ان امريكا دولة مصالح وتتعامل مع جميع الدول وفق مصالحها واذا احست بان اي قرار اتخذته سيؤثر علي استثماراتها وخططها سرعان ما تتراجع .. واضاف انه بجانب ورقة المصالح فانه يجب علي الجهات الرسمية في الدول العربية تفعيل القرار السابق الصادر من جامعة الدول العربية الخاص بانه سيتم مقاطعة اي دولة تقوم بنقل سفارتها للقدس وتكون المقاطعة شاملة كافة المنتجات الامريكية بجانب ان تستغل مؤسسات الدول العربية الغضب الشعبي كورقة ضغط اخري لتبرير المقاطعة واشار الي ان الدول العربية ايضا تمتلك سلاحا خطيرا تخشاه امريكا وهوالبترول واذا تم التلويح بمنع تصدير البترول لها سيكون لهذا تاثير خطير علي خطة الادارة الامريكية ومتخذي القرار هناك واوضح ان نجاح كل هذه الضغوط يتوقف علي نجاح الدبلوماسية العربية وبالاخص الخارجية المصرية بتفعيل دور القنصليات والسفارات في جميع دول العالم لتبني راي عالمي موحد يجعل امريكا منعزلة بالاضافة الي ان ضرورة الاسراع للدعوة لاجتماع عاجل للجمعية العامة للامم المتحدة والتأكيد علي الرفض الشعبي العربي لهذه القرارت وان الدول العربية لن تسمح بالمساس بالقدس والتأكيد ايضا ان القدس ستبقي العاصمة الابدية للدولة الفلسطينية. ويشير د. محمد عطا الله، أستاذ القانون الدولي، أن القدس لا تخص العرب وحدهم أوالمسلمين وحدهم لكنها تخص جميع الأديان وجميع دول العالم التي يجب أن تتكاتف ضد القرارات الأمريكية وقرار نقل السفارة إلي القدس، أما فيما يخص الوطن العربي فلا بد من تصعيد القرارات وتوجه الدول العربية إلي مجلس الأمن للفصل في هذه القضية والضغط علي الدول الكبري للضغط علي الولاياتالمتحدةالأمريكية للتراجع عن هذا القرار، حتي وإن استغلت أمريكا حق الفيتوفلن يكون له أي مصداقية أمام اعتراض العالم. وأضاف عطا الله أن هناك أوراقا أخري يمكن الضغط من خلالها علي الإدارة الأمريكية منها التصدي الاقتصادي وتوقف الاستثمارات الأمريكية مع الدول العربية كافة، مؤكدًا أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عندما قدم في زيارات الي منطقة الشرق الأوسط عاد إلي بلده باستثمارات ضخمة فلا بد من الضغط عليه من خلالها. تشرذم عربي ويشير الدكتور سعيد صادق استاذ علم الاجتماع السياسي بالجامعة الأمريكية أنه حتي الآن لا يوجد هدف واضح من جانب الدول العربية من أجل القضية الفلسطينية حتي الآن ، كما ان دعوات المقاطعة للمنتجات الامريكية لن تنجح في ظل تفرق 57 دولة اسلامية و22 دولة عربية واضاف حتي الان اي دعوات لمجابهة قرار الرئيس ترامب بنقل السفارة الأمريكية للقدس لن ينجح بل سيشجع القوي المتطرفة في المنطقة علي المتاجرة بالقضية الفلسطينية علي حساب الانظمة العربية الموجودة حاليا . وأوضح اذا طبقت اي دعوات للمقاطعة للمنتجات للضغط لن تنجح الا في الأردن لانها هي البلد العربي الوحيد الذي يمكن أن يواجه مظاهرات ومشاكل كبيرة نظرا لوجود عدد كبير من الفلسطينيين بها وأشار الي ان اسرائيل تنظر الي العالم العربي الي انه عالم مفكك جاهل يشهد حربا وتقسيما وصراعا علي الكراسي وهوما جعلها تتجرأ بالتعاون مع امريكا من اجل اعلان نقل السفارة الي القدس . سلاح البترول وأكد الدكتور أكرم بدر الدين استاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة أنه لا بد من دراسة جدوي لعدة أوراق سياسية تستخدم كورقة ضغط علي الولاياتالمتحدةالامريكية واضاف ان دعوات المقاطعة صعبة في هذا التوقيت لان دول الخليج تربطها علاقات استراتيجية مع الولاياتالمتحدةالامريكية وبالتالي صعب المقاطعة واشار الي ان هناك عدة حلول للضغط وهوعلي سبيل المثال تحويل الاموال العربية من الولاياتالمتحدةالامريكية الي اي دولة اوربية اخري للضغط عليهم اقتصاديا مع امكانية دراسة الضغط من اتجاه الصادرات البترولية التي استخدمت كسلاح قوي في حرب 73 وهوما أربك الحسابات الامريكية واضاف ان هناك كروتااخري للضغط وهي اللجوء للمنظمات الدولية ومجلس الامن والمنظمات الحقوقية كنوع من التنديد بالقرار واظهار الغضب للمجتمع الدولي من قرار ترامب .