يعيش العالم حالة من الترقب بعد إعلان البيت الأبيض عن استعداد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب, إعلان القدس عاصمة لإسرائيل بعد غد, وهو ما أثار حالة من الجدل, وفي هذا الشأن نشرت وكالة الأنباء الألمانية تقريرا أشارت فيه إلي أن هناك جهودا عربية مكثفة لإثناء واشنطن عن تلك الخطوة التي وصفوها بالخطيرة, خاصة أن ملف القدس مختلف وليس شأنا فلسطينيا وحسب, ولا يمكن تجاوز أي مس به, ونقلت الوكالة عن مصدر فلسطيني رفض ذكر اسمه أن أي خطوة كهذه ستعرض مصالح الولاياتالمتحدة في المنطقة للخطر وعلاقاتها كذلك بدول المنطقة. وفي الوقت الذي يعيش فيه العالم حالة من الترقب حذر مسئولون فلسطينيون, مساء أمس, الولاياتالمتحدة من تنفيذ خطة ترامب للاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل, بينما اتفق الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن وإسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس أمس, علي ضرورة تمتين البيت الفلسطيني والمضي سريعا في المصالحة والعمل الموحد في معركة القدس وضرورة تطبيق الاتفاقيات الموقعة, خاصة اتفاقية القاهرة2011 وملحقاتها وعمل الحكومة, والتأكيد علي مبدأ الشراكة والمضي في القضايا الوطنية بما فيها الانتخابات ومنظمة التحرير الفلسطينية. في غضون ذلك, قال نبيل شعث, مستشار رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس, لوكالة الأنباء الألمانية: لقد حذرنا الجانب الأمريكي من أنه إذا قامت الحكومة الأمريكية بتنفيذ هذا البيان بالاعتراف بقدس موحدة عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إلي القدس فإن هذه خطوة ستنهي أي فرصة لعملية السلام. وبدأ الرئيس محمود عباس أبو مازن جهودا دبلوماسية مع القادة العرب ودول أخري سعيا لوقف خطة ترامب, وحذر القادة الدوليين من أن هذه الخطوة سترسل المنطقة إلي مرحلة خطيرة لا يمكن السيطرة علي نتائجها. وقد امتنع الرؤساء الأمريكيون عن الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل علي أمل البقاء كدولة محايدة حتي يتم تحديد حدود المدينة المتنازع عليها من خلال المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية التي طال انتظارها. ومن جانبه, أكد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية واصل أبو يوسف, مساعي وجهود القيادة الفلسطينية مع الدول العربية والعالمية والمؤسسات الدولية, لمنع تنفيذ مخططات الاحتلال الإسرائيلي لتهويد القدسالمحتلة, مؤكدا أن نقل السفارة الأمريكية للقدس عدوان علي حقوق الشعب الفلسطيني التاريخية. وفيما حذر المتحدث باسم حركة فتح أسامة القواسمي من تداعيات اعتراف أمريكي بالقدسالمحتلة عاصمة لدولة الاحتلال أو نقل السفارة الأمريكية إليها, وقال: إن ذلك إذا تم فسيؤدي إلي إشعال العنف في المنطقة, حذرت جامعة الدول العربية من خطورة اعتزام ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة موحدة لإسرائيل. وفي هذا الشأن, قال السفير محمد العرابي, وزير الخارجية السابق: أعتقد أنه لن يتم هذا الإعلان لأن الإدارة الأمريكية حاليا تسير في طريق عملية سلام جديدة في المنطقة وهذا الإعلان من شأنه أن يجهض أي محاولات لإحياء عملية السلام من جديد, وليس من الحكمة أبدا الحديث عن هذا الأمر حاليا, مضيفا أنه رغم أن الإدارة الأمريكية الحالية قراراتها غير متوقعة فإن هناك مؤشرات سابقة مثل حديث ترامب منذ أن كان مرشحا للرئاسة حول نقل السفارة الأمريكية للقدس, مما يعزز فرضية عدم الإعلان, وأن الحديث الدائر حاليا هو لإقناع إسرائيل بأن تتقدم في عملية السلام, قائلا: لكن ليس هذا هو الأسلوب. وأكد العرابي أن ردود الفعل العربية بدأت بالفعل باتصالات غير معلنة تجريها الدول العربية المؤثرة وهي مصر والمملكة العربية السعودية والأردن والإمارات بهذا الشأن. من جانبه أشار اللواء دكتور نبيل فؤاد الخبير الإستراتيجي إلي أن كل الرؤساء الأمريكيين السابقين أعلنوا هذا, لكنهم في النهاية لم ينفذوه تخوفا من رد الفعل العربي الرافض لهذا الأمر, مشيرا إلي أن الوضع العربي الحالي والتفكك السائد جعلهم لا يشكلون قوة ضغط علي ترامب للتراجع عن هذا الإعلان الذي سيكون بداية لمرحلة جديدة من العنف ومن المواجهة مع أمريكا الداعم الأول لإسرائيل.