الشهادة في سبيل الوطن اصبحت رمزاً لكرامة المصريين وكبريائهم وهي أروع صور العطاء والتضحية والفداء التي يقدمها ابناء القوات المسلحة والشرطة في حربهم ضد الإرهاب وعناصره من العملاء والحاقدين والمشبوهين والخارجين عن القانون الذين ينطلقون من عقليات متخلفة رافضة التقدم والنمو والاستقرار. ابناء القوات المسلحة والشرطة يقدمون في تلك الحرب ملاحم اسطورية يسطرونها بدمائهم للذود عن مصر وامنها واستقرارها، لايخافون الموت تنشرح صدورهم عندما يسمعون نداء الواجب لتطهير كل شبر من دنس ورجس هؤلاء، فالكل يهون في سبيل رفعة الوطن حتي الحياة والاهل وفلذات الاكباد، من هؤلاء الذين قدموا أرواحهم فداء للوطن في حربهم ضد الإرهاب الشهيد عميد شرطة الهامي عبدالمنعم عبدالغني ابن مدينة الإسكندرية والذي استشهد خلال مداهمته لاحدي البؤر الإجرامية بقرية العتامنة في مركز طما بسوهاج. تقول د. شيرين سعد زوجة الشهيد العميد الهامي وبنبرات يملأها الالم والحزن شاء القدر ان يختار رفيق حياتي في عليين مدافعا عن وطنه حافظا لشرف مهنته لم يهب الموت وانه بمجرد علمها باستشهاد زوجها في ملاحقة لعدد من الخارجين علي القانون بمحافظة سوهاج توجهت إلي بارئها أن يلهمها الصبر علي فقدان السند الوحيد في الحياة واستطردت قبل استشهاده يوم 24 يونيو 2014 بساعات تلقيت مكالمة من رفيق العمر لم تستغرق نصف ساعة قال خلالها خلي بالك من الأولاد نفسي أراهم في أفضل مكان علمي.. واكدت زوجة الشهيد انها عازمة علي استكمال مشوار البطل والحمد لله ربما نصف امنياته بدأت تتحقق وخاصة عقب التحاق أحمد الابن الأكبر بكلية الطب والذي تم تكريمه أكثر من مرة بوزارة الداخلية ولحقت به نورين الطالبة بالصف الأول الاعدادي لتكرم منذ أسبوع ايضا في الحفلة الخاصة بتكريم ابناء الشهداء المتفوقين عقب حصولها علي المركز الأول في الشهادة الابتدائية وكنت أحفزهم علي ذلك بقولي لهم »أولاد» الشهيد في مكانة الشهيد، وعادت تقول انها كانت عازمة علي ان يلتحق نجلها الأصغر عمر الذي يدرس بالصف الثاني الثانوي بكلية الهندسة تلبية لرغبة والده الشهيد بأن يكون مهندسا ولكن بعد استشهاد الوالد صمم عمر علي الالتحاق بكلية الشرطة للثأر من قتله والده وأوضحت انه ينتظر الانتهاء من الثانوية العامة ليكمل مسيرة والده بالشرطة ووجهت رسالة للشهيد »إحنا هنحقق كل ما كنت تتمناه وإن شاء الله مكملين مسيرة التفوق وقالت إنه دائما كان يؤكد أن العلم والتفوق والاخلاق أهم شيء في الحياة وأن مصر ستظل بخير طالما أولادها يشعرون بقيمتها ويقدمون كل شيء من أجلها حتي وإن كان ذلك حياتهم.. ووجهت الشكر لكل من اللواء مجدي عبدالغفار وزير الداخلية واللواء خالد حمدي واللواء علاء الدين الاحمدي الذين يبذلون كل ما لديهم من أجل إنهاء كافة العقبات التي تواجه أسر الشهداء وجميع العاملين في إدارة العلاقات الانسانية في الإسكندريةمسقط رأسهم والقاهرة علي المجهودات والرعاية واضافت أن الشهيد كان مهتما بعمله يؤديه علي أكمل وجه لذا تعودت الأسرة علي عدم حضوره المناسبات بسبب شعوره القوي بالمسئولية تجاه عمله واصراره علي التواجد المستمر فيه الذي احتل معظم وقته بجانب سعيه الدائم لاداء واجبه تجاه وطنه. وأشار أحمد بن الشهيد أن آخر ما نشره والده علي صفحته بموقع التواصل الاجتماعي »نص مكالمة هاتفية بين أحد الضباط وزوجته وكيف أن واجبه يمنعه من مشاركة أسرته أوقاتهم ووعدهم بزيارتهم بعد مأمورية العمل لضبط الخارجين علي القانون ويغلق الهاتف ليأتيها بعد ذلك اتصال يحمل خبر استشهاده» وهكذا كان شعور والدي الذي شعر بالشهادة قبل أن ينالها.. وبعدها بأيام لقي ربه أثناء قيامه بمداهمة إحدي البؤر الإجرامية بقرية العتامنة في مركز طما شمال محافظة سوهاج والذي لم تكن الابتسامة تفارق وجهه طوال خدمته في اقسام شرطة »اللبان ومينا البصل وكرموز» غرب الإسكندرية علي مدار أعوام طويلة استطاع خلالها ضبط عدد من الخارجين علي القانون أراح منهم المجتمع. وأوضح عمر الابن الاصغر للشهيد ان كل ضباط الشرطة يحملون أراوحهم علي اكفهم ولكن عليهم ألا يخافوا علي اسرهم لانها -ستصمد وتكون قوية لأن مسئوليتهم في حماية مصر كبيرة وبالرغم من ذلك أتمني أن اكمل مسيرة والدي بالشرطة.. وأكد ان منحة الداخلية لهم بتأدية فريضة الحج كان لها مردود كبير علي تهدئتهم أسريا وساهمت بشكل أكبر في تحمل الفراق، وقال عمر إنه كانت لدي رهبة من لقاء الرئيس عبدالفتاح السيسي اثناء تكريم أسر الشهداء ولكن الرئيس ازال الرهبة عنا جميعا عندما أقبل بروح الأبوة لتكريمنا ووقفت بجانبه مع أبناء الشهداء وكم كان متواضعا وبسيطاً وشعرت ساعتها أنه قريب إلي قلبي مثل ابي وقال انه اكتسب من والده صفة الحلم وسعة الصدر.