لا أتصور نظام حكم مهما بلغت بشاعته أن يتصرف أركانه علي هذا النحو! حتي قوي الاحتلال، ودوله ذات التاريخ الراسخ في الاستعمار لم تكن تفعل ما ذهب إليه أذناب »المحتل الوطني«! لم يُشبع نهم حرامية نظام مبارك المخلوع للسرقة تجريف مصر: الثروات والموارد والقدرات والدور و... ولم يرض نوازعهم الإجرامية السطو علي عقود من اعمارنا، فكان ان تصرفوا كما أعتي المجرمين في لحظات الحرائق والنكبات! بينما يصارع الجرحي الموت، ويرقد الموتي بلا قدرة علي الصد، وفرق الانقاذ تحاول الاسعاف أو الاطفاء، وسط ألسنة النار والركام المنهار تجدهم: أحط أنواع اللصوص يقلبون الاشلاء والانقاض بحثاً عن الغنائم، بل ربما كان هؤلاء علي انحطاطهم أشرف من أصحاب الوجوه اللامعة- وإن كان لمعانها أقرب إلي بريق الوحل- الذين لم يتورعوا في عز الثورة وشباب في عمر الزهور يدفعون اعمارهم ودماءهم فداء لمصر، لم يتورع »السفلة« عن سرقة تاريخ الوطن عبر عمليات نهب منظمة ومنهجية للقصور الملكية، فلم يتركوها إلا »ع البلاط«! الفضيحة التي كشفها الكاتب الكبير فاروق جويدة- مؤخرا- تدمغ »السفلة« الذين حكمونا - كعصابة- بصفات يبدو معها عتاة المجرمين اطفالا أبرياء! لا أستبق سلطات التحقيق ونتائجه، ولكن من كان يملك السيطرة علي هذه القصور إلا رجال زكريا عزمي، أو هامان المخلوع مبارك؟! حاكموا »السفلة« ولا تدعوهم يفروا بغنيمتهم.