أكد عادل الجبير وزير الخارجية السعودي ان ايران هي الدولة الأولي الراعية للإرهاب في العالم. وأضاف خلال لقائه برؤساء تحرير الصحف المصرية علي هامش مشاركته في الاجتماع الاستثنائي بالجامعة العربية ان طهران لا تؤثر علي سيادة الدول ولا بمفاهيم حسن الجوار وانما سياستها تعتمد علي التدخل في الشئون الداخلية للدول الأخري منذ عام 1979. أضاف الجبير سجل ايران الإرهابي لايحتاج الي دليل وبدأ بشكل واضح وعلني منذ الاعتداء علي مقر قوات البحرية الامريكية المارينز في بيروت عام 1882 وإنشاء حزب الله في لبنان والتدخل الإيراني في الشئون الداخلية للبحرين كما ان ادلة تورط طهران في عمليات ارهابية في مدينة الخبر السعودية في عام 96 وفِي الرياض 2003 واضحة كما انها وراء عمليات انتهاك حرمة 12 سفارة علي أرضها دون مراعاة للأصول الدبلوماسية او الاعراف الدولية ومنها السفارة والقنصلية السعودية كما قامت عناصر إيرانية بعمليات اغتيال واستهداف لدبلوماسيين من دول عديدة. أكد الجبير علي ان الدول العربية تتصدي لإيران اذا كانت سياستها تؤرق الامن القومي العربي والاستقرار في المنطقة فهي وراء مد جماعة الحوثي بالصواريخ البالستية التي تستهدف المملكة ثلاثة منها تم اطلاقها باتجاه مكةالمكرمة دون مراعاة لحرمة المكان وقال الوزير » لقد بدأنا في التصدي لإيران من خلال رفع الوعي العربي والعالمي بمخاطر السياسة الإيرانية وحققت تلك السياسية نتائج طيبة وفِي انتظار المزيد ومن أهم أهدافها ادراك العالم بخطورة سياسات حكام ايران والذي تمثل في مواقف إدارة الرئيس الامريكي ترامب التي تخطط لفرض مزيد من العقوبات علي طهران في الفترة القادمة وكذلك الموقف الفرنسي الذي أكد علي ضرورة التصدي للصواريخ البالستية الإيرانية وكذلك الموقف البريطاني قرار قوي وأعرب عادل الجبير عن ارتياحه للقرار الذي تم اتخاذه من وزراء الخارجية العرب في اجتماعهم اول أمس ضد طهران باجراء اتصالات بالمجموعة العربية في مجلس الأمن لطلب عقد جلسة طارئة لبحث تدخلات ايران في المنطقة ودعمها للارهاب. وأضاف ان القرار ادان عملية إطلاق الصواريخ البالستية علي السعودية وتدخلها في البحرين وكذلك دور حزب الله في إشعال الفتنة الطائفية وطالب الدول العربية باتخاذ الإجراءات اللازمة لمواجهة تلك السياسات كما كان هناك اجتماع للجنة الرباعية التي تم تشكيلها منذ عامين وتضم مصر والسعودية والإمارات والبحرين والتي تقوم بدور مهم في رصد وتوثيق التدخلات الإيرانية كما شهد الاجتماع تقديم مملكة البحرين لآخر المعلومات التي تكشف عن تورط ايران في عمليات تخريب داخل المملكة. واكد الجبير ستشهد المرحلة القريبة القادمة تحركا عربيا مكثفا من خلال تقديم كافة تلك المعلومات والوثائق للدول الكبري والتشاور مع إدارة ترامب والدول الكبري بهذا الخصوص والهدف من هذا كله ان نقول لإيران» كفي. وأضاف الجبير نجحنا في الفترة الماضية وبشكل واضح وملحوظ في محاصرة ايران في العديد من الساحات خاصة الافريقية والتي شهدت تمددا ايرانيا ضخما في العديد من الدول علي شكل تقديم المساعدات او نشر التشيع عن طريق إقامة مكاتب ثقافية. وقال لقد امتدت المواجهة الي الساحة الاسلامية ولايخلو اي اجتماع علي مستوي منظمة التعاون الاسلامي من ادانه جماعية للسياسة الإيرانية كما ان هناك وعيا دوليا بمخاطر السياسات الإيرانية وهناك توجه لفرض مزيد من العقوبات علي ايران عقابا لها علي سياساتها. »جماعة إرهابية» وحول دور حزب الله في لبنان واعتباره جماعة ارهابية اكد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير ان الفترة الماضية شهدت قراراً خليجياً باعتبار حزب الله جماعة ارهابية بعد تورطه في عمليات تدريب للمخربين في عدد من الدول العربية وتزويدهم بالسلاح ومسئوليتها علي اثارة الفتنة الطائفية في المنطقة وهناك حاجة الي إجراءات إضافية بهذا الخصوص وانتقال الموقف خليجيا الي الإطار العربي خاصة بعد كل مايقوم به في سورياوالبحرينولبنان واليمن. وأضاف الأهم في نظري ليس فقط اعتبار الحزب جماعة ارهابية عربيا فقط ولكن ان يرافق ذلك مجموعة من الإجراءات علي مستوي كل دولة ومن هذه الإجراءات منع سفر عناصره وتجميد اي حسابات مالية ترتبط به خاصة وانه لاصحة لما يتم الترويج له من ان هناك لحزب الله جناحا عسكرياً وآخر سياسيا حزب الله واحد لافرق عنده بين العسكري والسياسي هما معا يتحملان المسئولية عن كل مواقفه وتدخلاته في العديد من الدول العربية. حرب اليمن وعن الازمة اليمنية قال عادل الجبير ان السعودية لم نسع الي بدء العمليات العسكرية في اليمن بل علي العكس سعت وبكل الوسائل الي إيجاد حلول سلمية للازمة اليمنية والتي بدأت منذ عام 2011 من خلال المبادرة الخليجية التي مثلت خريطة طريق للخروج من الازمة عبر مرحلة انتقالية شهدت حوارا وطنيا شارك فيه كل المكونات السياسية اليمنية وتوصل الي قرارات تمثل رؤية لحل كل الأزمات التي تواجهها اليمن ومنها نظام الحكم الفيدرالي عبر الاتفاق علي إقامة ستة أقاليم في اليمن في إطار الدولة الفيدرالية وتم تشكيل لجنة للدستور والاعداد لإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية. وأضاف أجهضت جماعة الحوثي وحليفها عبدالله صالح كل الجهود استولت علي العاصمة صنعاء وقامت باحتجاز الرئيس عبدربه منصور هادي ومحاصرته ومطاردته حتي مدينة عدن. اكد لم يكن خيارنا الدخول الي حرب في اليمن ولكننا ندافع عن امننا القومي ولن نسمح بوجود ميلشيا مسلحة تهدد المدن السعودية بالصواريخ البالستية. وأضاف الحوثي وصالح يتحملان مسئولية التطورات في اليمن لعدم الالتزام ب17 اتفاقية تم التوصل اليها لإيجاد حل للازمة. اشار انه لم يعد مقبولاً ان يتحكم 50 الف حوثي في كل سكان اليمن وان تسيطر علي 70 بالمائة من موارد الدولة واحتياطيات البنك المركزي ومدخرات صندوق التقاعد وتجارة القات وغيرها لشراء أسلحة وتكديسها. »أزمة صغيرة» وفيما يخص آخر تطورات الازمة القطرية مع الدول الأربعة الداعية لمكافحة الإرهاب أكد الجبير ان أزمة صغيرة اذا ماقورنت بغيرها من أزمات المنطقة في سوريا واستقرار العراق او ليبياومواجهة التطرّف والارهاب في المنطقة او تحديات التنمية الداخلية في الدول الأربعة والاصلاحات التي تقوم بها. وأضاف ان اعلان 5 يونيو كان بمثابة رسالة لقطر بان عليها ان تلتزم بمجموعة من المبادئ الستة وفي مقدمتها وقف دعم الاٍرهاب وتمويله وعدم نشر الكراهية وقف تبني جماعات متطرفة. واكد انه تم اتخاذ عدة إجراءات في هذا الخصوص قالت عنها قطر انه حصار وقلنا انها مقاطعة. وأضاف وزير الخارجية السعودي قامت قطر بعمل كل شئ الا الاعتراف بالمشكلة او الإقرار بالخطأ رغم انه اول الطريق لإيجاد حل وفِي إطار الضغوط وفِي ظل الازمة قامت باجراءات كانت ترفضها وتتحفظ عليها من قبل مثل توقيع اتفاقية تعاون لمكافحة الاٍرهاب مع أمريكا والقبول بمراقبة دولية وامريكية علي حركة الأموال وضبط خروجها وقلصت بالفعل دعمها للجماعات الإرهابية مما فتح الطريق امام تهدئة الأوضاع في سوريا وليبيا ودفع حماس الي الدخول في مصالحة مع حركة فتح ويبقي هناك العديد من الخطوات علي قطر القيام بها ومنها مشكلة التخلص من الأشخاص الداعمين للارهاب الذين تستضيفهم الدوحة ومنهم قيادات جماعة الاخوان الارهابية في مصر وغيرها ووقف التدخل في شئون الدول الآخري عبر المنابر الإعلامية المحسوبة علي قطر مثل قناة الجزيرة ووقف خطاب الكراهية والتحريض التي تبثه هذه الوسائل. أمور مستقرة واكد عادل الجبير وزير الخارجية السعودي ان الإجراءات والتطورات الاخيرة علي الصعيد الداخلي في المملكة العربية السعودية لم يكن مفاجئا فمنذ سته أشهر كان هناك تصريح من ولي العهد الامير محمد بن سلمان أكد العزم علي مواجهة الفساد اذا كان متورطا فيه اميرا او وزيرا. وأضاف ان التحقيقات حول قضايا الفساد لم تبدأ مع بداية المواجهة فهي مستمرة منذ عامين ونصف وكان هناك خيار بين ان تكون المواجهة شاملة او كل حالة بشكل منفرد وتم الانحياز إليّ الخيار الاول حيث تجري تحقيقات مع 208 أشخاص بإشراف المدعي العام وهناك سبعة منهم تم تبرئتهم بعد التحقيق معهم. اشار الي ان حجم الأموال التي تم رصدها حتي الان في قضايا الفساد وصل الي 100 مليار دولار وهناك توقعات بارتفاع الرقم. وعن خطط الإصلاح في المملكة قال الجبير الإصلاحات التي تمت في العامين الاخريين في المملكة كانت تحتاج 30 عاما للانتهاء منها حيث تمتلك المملكة فرص استثمارية غير مسبوقة ويكفي للتدليل علي ذلك المؤتمر الأكبر علي مستوي العالم الذي استضافته المملكة منذ أسابيع وشارك فيه اكثر من 3000 من كبار رجال الاعمال والمستثمرين واصحاب الشركات وهم يديرون رؤوس أموال تصل الي 30 تريليون دولار ومنهم بيل جيتس.