- هناك مثل عامي يقول »خدوا فالكم من عيالكم» وهذا هو سبب مخاوفي من السفر إلي بيروت لحضور مؤتمر »توءمة الإعمار والتنمية» الذي يقيمه اتحاد المصارف العربية.. فقد جاءتني الدعوة عن طريق ممثل الاتحاد في القاهرة الأخ الأستاذ هاني عبد الله، لذلك تراني حريصاً علي المؤتمرات التي يعقدها اتحاد المصارف العربية في بيروت لأنها ثرية بالمعلومات الاقتصادية والمحاضرون فيها من كبار الاقتصاديين.. من مصر يتحدث هشام عكاشة رئيس البنك الأهلي عن الثروة العربية في خدمة الإعمار.. ويتحدث جمال نجم نائب محافظ البنك المركزي عن الآثار الاقتصادية المباشرة وغير المباشرة للنزاعات في الدول العربية، الجديد في المؤتمر الذي تبدأ فعالياته بعد غد الخميس أن الأمين عام الأستاذ وسام حسن فتوح سوف يعلن عن جائزة عام 2017 والتي يستحقها هذا العام طارق عامر محافظ البنك المركزي المصري وسوف يتم تكريمه رسمياً في حفل تحت رعاية رئيس وزراء جمهورية لبنان، وصفوة من الوزراء وكبار الشخصيات الاقتصادية ورؤساء البنوك العربية يتقدمهم رؤساء البنوك المصرية.. - لهذه الأسباب أحاول أن أقنع صغيرتي »وسام» التي تخطت الثلاثين في العمر بعامين يعني ليست طفلة ومع ذلك مصابة »بفوبيا» فهي قلقة دائما عليّ.. تخشي أن يصيبني شئ جراء أي انفجار مفاجئ قد يحدث وما أكثر انفجارات قلب العاصمة بيروت ومع ذلك الحياة فيها لا تتوقف.. صحيح أن الأمور قد تهدأ بعد لقاء الحريري برئيس فرنسا الذي أجبر السعودية علي خروجه منها هو وأسرته لمقابلته في فرنسا.. مع أن الزيارة لم تكن مقصورة علي فرنسا بل امتدت إلي لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي في القاهرة، وخطة الرئيس الفرنسي ماكرون أن يعود الحريري إلي لبنان ويستقبله رئيس الجمهورية اللبنانية استقبال رئيس حكومة.. يعني ينسي الاستقالة التي لم تعترف بها بيروت.. قد يري »حزب الله» أن عودة الحريري هو انتصار لهم ليؤكدوا للمنطقة العربية أن الحريري لم يخلع بدلته الرسمية كرئيس حكومة بسبب إيران.. لذلك أتوقع هدوء الأوضاع السياسية وتجميد التحرشات التي كان الشارع اللبناني يعيش أجواءها.. - للأسف حالة الرعب التي تعيشها ابنتي وسام لا تزال قائمة، لم تتغير الرؤية فهي تعلق علي سحب السعودية والإمارات رعاياهما من بيروت، اعتقدت ان سحب الرعايا مؤشر لإعلان الحرب، ولا تعرف أنه تعبير عن الاحتجاج وهذا عرف بين الدول عندما تختلف سياسة مع دولة.. فكم من مرة سحبت امريكا رعاياها من دول كثيرة ومع ذلك لم تنشب حروب بينها.. - علي أي حال قررت أن أحسم قضية سفري إلي بيروت بعد أن رتبت زميلتي الأستاذة وفاء الغزالي مديرة تحرير اخبار اليوم ومدير عام المركز الإعلامي العربي عدة ارتباطات لنا منها موعد مع سفيرنا في بيروت ولقاءات مع عدد من وزراء الحكومة اللبنانية إلي جانب أنها نظمت أيضا لقاءات مع المحاضرين في المؤتمر في مقدمتهم جنتلمان المصارف العربية »وسام فتوح» هذا الرجل حكايته حكاية فهو يتمتع بعقلية كانت سببا في نجاح جميع المؤتمرات التي أدارها لما له من علاقات دولية قوية ويتمتع باسم كبير بين البنوك العالمية، لذلك لم يفوتنا تكريمه في مؤتمرنا الاقتصادي »الناس والبنوك» الذي يعقد سنويا تحت رعاية محافظ البنك المركزي ففِي الشهر الماضي قام المركز الإعلامي العربي بتكريمه وأهداه الدكتور مصطفي الفقي رئيس المركز بمشاركة هشام عكاشة رئيس المؤتمر درع العطاء تقديرا عن عطائه المتميز لجميع البنوك العربية ووقفته الشجاعة مع البنوك التي تتعرض لمحنة.. لذلك رأيت من العيب أن أعتذر عن سفري إلي بيروت، وخاصة أن طارق عامر قد أعد العدة ورتب حقيبته للسفر إلي بيروت.. وخاصة أن تكريمه هو تكريم لنجاح السياسة النقدية في مصر.. وهذه حقيقة. - وأمام هذا الموقف لا أملك إلا أن أهدئ من روع صغيرتي فأهديتها نسخة من كتاب الله يثلج صدرها وينتزع مخاوفها، وللحق وجدت تشجيعا من زوجتي التي حرصت ألا تفوتني فرصة مؤتمر له ثقله الاقتصادي بهذا الشكل، لذلك استخرت الله وتوكلت عليه.