بشغف كبير ينتظر المصريون افتتاح عددا من المشروعات المهمة بمحافظة كفر الشيخ واهمها الانجاز العملاق الذي تحقق بانتهاء المرحلة الاولي من انشاء اضخم منطقة صناعية متكاملة لانتاج الاسماك والجمبري بغليون. وكان الرئيس عبدالفتاح السيسي قد وعد سكان المنطقة بمحاربة ومنع ظاهرة مراكب الموت والهجرة غير الشرعية ومصرع عشرات الشباب خلال رحلات الموت التي كانت كثيرا ما تبدأ من امام تلك النقطة البحرية والتي تحولت اليوم من منطقة يطلق عليها اسم بركة غليون الي اكبر منطقة صناعية سمكية بغليون والتي ساهمت بتوفير وظائف لشباب المنطقة وتغييرها ديموجرافيتها من منطقة ريفية الي منطقة حضارية ليتحقق ذلك بجهود مخلصة و ضخمة من القوات المسلحة ووزارة الزراعة ومحافظة كفر الشيخ ..الاخبار انطلقت في جولة بالمشروع للوقوف علي اخر الاستعدادات والترتيبات ورصدت هذا الانجاز العملاق البداية .. المشروع ليس كما يعتقد البعض هو مجرد مئات من الاحواض السمكية التي تمتلئ بالماء وصغار الاسماك فقط ولكن الحقيقة ان المشروع هو اكبر بكثير من ذلك حيث يتكون مشروع المنطقة السمكية بغليون من عدد من المصانع والمنشآت تم تصميمها علي احدث مستوي تكنولوجي في العالم لتتكامل مع منطقة الاحواض السمكية الضخمة حيث يضم المشروع اول مفرخ اسماك وجمبري من نوعه بمصر والشرق الاوسط واقيم علي مساحة (17) فدانا بطاقة (20) مليون اصبعية اسماك بحرية وقادرة علي انتاج 2 مليار يرقة جمبري. كما يضم المشروع مركز ابحاث و تطوير و تدريب بمساحة (700 م)و يتكون من معمل جودة المياه ومعمل الغذاء الحي ووحدة الإرشاد و التدريب ، ومعمل بيولوجية الاسماك ومعمل صحة و امراض الاسماك ، ومعمل تركيب و جودة الاعلاف . كذلك مصنع إنتاج اعلاف الاسماك و الجمبري وهو الاول من نوعه ايضا ويضم مصنع اعلاف الاسماك البحرية علي مساحة (1518م2) بطاقة انتاجية 120 الف طن سنويا ، ومصنع اعلاف الجمبري علي مساحة (567م2) بطاقة انتاجية 60 الف طن سنوياً ، ومصنع عبوات الفوم علي مساحة (1200 م2) لإنتاج عبوات مختلفة الأحجام من الفوم لتداول جميع منتجات الاسماك و الجمبري للاسواق الداخلية و التصدير بطاقة انتاجيه (900/1500) كجم / يوم ، ومصنع الثلج علي مساحة (448 م2)، وبطاقة إنتاجية: (40) طن ثلج مجروش / يوم ، (20) طن ثلج بلوكات / يوم وتضم المدينة السمكية الصناعية غليون اكبر مصنع تجهيز الاسماك و الجمبري في الشرق الاوسط علي مساحة (19695 م2) و يشتمل علي مصنع منتجات الاسماك:، وذلك بطاقة انتاجية (100) طن / يوم . كما يضم المشروع مزرعة انتاج الاسماك البحرية باجمالي 453 حوض تربية و 155حوض تحضين (50-150) بطاقة إنتاجية (3000) طن اسماك / دورة تقريباً ، ومزرعة إنتاج الجمبري وتضم 655 حوض تربية (50-50م) و الاحواض ذات صرف مركزي و مبطنة بمشمع بولي ايثيلين عالي الكثافة HDPE بطاقة انتاجية (2000) طن جمبري / دورة تقريباً ، ومزرعة لأنتاج اسماك المياه العذبة وتضم (83) حوض مساحة 100م-200 م بطاقة إنتاجية (2000) طن وهو ما يعني ان المدينة قادرة علي انتاج مايقرب من 5 ملايين كيلو من الاسماك والجمبري في العام الواحد بدين: إستراتيجية متكاملة لزيادة الثروة السمكية وإنشاء أسطول للصيد الإقليمي أكد اللواء حمدي بدين رئيس مجلس ادارة الشركة الوطنية للثروة السمكية والأحياء المائية ان الشركة تعمل علي تنفيذ استراتيجية متكاملة للتطوير وزيادة حجم الثروة السمكية في مصر حيث اعطي الرئيس عبد الفتاح السيسي اولوية قصوي للعناية بمناطق البحيرات في مصر والتي تعرضت طوال سنوات مضت للاهمال والتلوث مما ادي الي تدمير الثروة السمكية بها لذلك بدأنا بتكليف مباشر من الرئيس وبالتعاون مع وزارة الزراعة والعديد من الاجهزة المعنية بالدولة لإجراء الدراسات للوقوف علي حالة البحيرات وايضا العمل علي مشروعات الاستزراع السمكي والتي تمثل طاقة انتاجية جديدة تسهم بعد تشغيلها في زيادة الناتج المحلي عن طريق تطوير وتنمية البحيرات وادخال انظمة جديدة للاستزراع السمكي عن طريق الاقفاص البحرية والاستزراع المكثف وكانت الانطلاقة العملاقة من خلال مشروع المدينة السمكية الصناعية (غليون) بمحافظة كفر الشيخ وكذلك مشروعا المزرعة السمكية والاقفاص السمكية البحرية بمنطقة (شرق التفريعة) ومشروع المزرعة السمكية (مثلث الديبة ) بمحافظة بورسعيد، ومشروعا استزراع التونة بكل من (مرسي جرجوب ) محافظة مرسي مطروح، و(الزعفرانة) محافظة البحر الاحمر واضاف بدين الي انه يجري خاليا العمل علي إنشاء اسطول للصيد في المياه الاقليمية والدولية و من المتوقع ان تساهم إنتاجية مشروعات الشركة في تخفيض وارادت الاسماك بنسبة (27%) تقريباً.مؤكدا ان مشروعات الاستزراع السمكي توفر الالاف من فرص العمل المباشرة وغير المباشرة للصيادين وخرريجي الجامعات موضحا ان مصر تحتل المركز السابع عالمياً في الاستزراع السمكي طبقاً لإحصائيات منظمة الأغذية والزراعة (FAO) كما تحتل المركز الاول إفريقيا في إنتاج الأسماك ، وبلغ إنتاج جمهورية مصر العربية من الإسماك (1.5) مليون طن طبقاً لاخر كتاب إحصائي (2016 ) صادر عن الهيئة العامة لتنمية الثروة السمكية، كما بلغ حجم الواردات من الأسماك (236) الف طن تقريباً بنسبة (16% ) من الانتاج العام.وتعد الشركة الوطنية للثروة السمكية والأحياء المائية احدي ابرز الشركات التي انشئت حديثا بهدف تنمية الثروة السمكية في مصر وسد الفجوة بين الانتاج والاستهلاك من خلال تنفيذ العديد من مشروعات الاستزراع السمكي. بعد صبر أيوب.. صيادو غليون تحقق حلم عمره 40 سنة.. ومراكب الموت يجب أن تتوقف فرحة عارمة غمرت معظم الصيادين والعاملين بالمنطقة الصناعية السمكية بغليون بعد اكتمال المرحلة الأولي من المزرعة السمكية العملاقة، فرحة لا توصف رصدتها الاخبار بعد أن تحول حلم دام اكثر من 40 عامًا الي واقع ملموس في عام ونصف فقط. في البداية يقول محمد سعد بحري 54 عاما من مركز مطوبس كفر الشيخ: أعمل صيادا بالمنطقة منذ صغري وكل عام يقل السمك في البحر لم يعد مثل الماضي لاسباب كثيرة ومنذ الثمانينيات ونحن نسمع ان هناك مشروعا للاستزراع السمكي سيتم انشاؤه بالمنطقة لكن كلها كانت وعود واهية وفقدنا الامل خاصة ونحن نعيش في قري فقيرة للغاية والخدمات الحكومية ابعد ما نكون عنها والحمدالله بعد صبر ايوب الذي استمر ما يقرب من اربعين عاما نري المشروع الحلم يتحقق في عام ونصف بل ويسمح لنا بالعمل فيه وتوفير وظائف لنا والاستعانة بخبراتنا في إطعام ورعاية الاسماك . اما محمد سالم صياد شاب 23 عاما فيقول ان قلة الاسماك في البحر ادخلت الصيادين في دوامة صراع دموي علي مناطق النفوذ بالبحر ووصل الامر الي حملهم الاسلحة بدل الشباك لتهديد من يحاول الاقتراب من مناطقهم وكذلك العمل في تهريب الشباب الي الخارج عبر مراكبهم المتهالكة ليموت من يموت وينجو من ينجو واضاف ان مشروع المنطقة الصناعية بغليون سيساهم في محاربة ظاهرة الهجرة غير الشرعية من خلال توفير فرص عمل للشباب والصيادين وايضا سيفرض المشروع المزيد من الرقابة علي مراكب الهجرة غير الشرعية اما محمد مسعد شاب لم يتجاوز عمره الثامنة عشرة حاول اكثر من مرتين السفر عن طريق الهجرة غير الشرعيه من خلال احد اصحاب القوارب التي كانت تمر برشيد تحمل ابناءنا لطريق الموت واجتاز الطريق في احدي المحاولات الا ان السلطات الايطالية تمكنت من ضبط مجموعة من الشباب وقامت بترحيلهم الي أرض الوطن مرة اخري وتحدث محمد عن مشاهد الهجرة وما كان يتم في بركة غليون.. موضحا انها كانت صحراء لا احد يستطيع المرور بها. وأشار محمد إلي انه الآن يعمل بإحدي منشآت المنطقة الصناعية للشركة الوطنية لتمنية الثروة السمكية والموارد المائية قائلا» لم يكن أحد يحلم يستطيع الحلم بأن تعمر هذا المنطقة وانني حاولت الهجرة سعيا وراء الرزق إلا انني الآن عامل وأستطيع الكسب دون مخاطرة الموت مع أصدقاء لي من كفر الشيخ ومن البحيرة والاسكندرية». افتتاح مصانع للأعلاف والتجهيزات وإنتاج الثلج والفوم ومركز أبحاث ومفارخ بالأرقام: أعمال الحفر والردم تساوي 6 أضعاف الهرم الأكبر الحديد المستخدم أكبر من برج إيفل دلالات الارقام هنا ضخمة بشكل يمكن تسجيلها في موسوعة الارقام القياسية.. المشروع اقيم علي مساحة (4000) فدان تقريباً ويبلغ عدد العمالة اليومية خلال فترة إنشاء المرحلة الاولي للمشروع 5000 عامل وفني ومهندس، وعدد المعدات و الآلات المستخدمة في اعمال البناء والتشييد يتحاوز ال1700 معدة ثقيلة وبلغت إجمالي كميات الحفر و الردم حوالي (16) مليون م3 ، وهو يساوي (6) اضعاف الهرم الاكبر وإجمالي وزن كميات الحديد المستخدمة حوالي (13) الف طن و هو مايزيد عن وزن الحديد ببرج إيڤل بفرنسا . محافظ كفر الشيخ: المشروع يوفر 40 ألف فرصة عمل والأولوية لأوائل الجامعات أكد اللواء السيد نصر محافظة كفر الشيخ أن المدينة السمكية الصناعية بغليون توفر 10 آلاف فرصة عمل مباشرة و30 ألف فرصة عمل غير مباشرة تم منح أوائل الجامعات الأولوية للالتحاق بالمشروع مؤكدا أن بعد إقامة بركة غليون بالمحافظة يصبح إنتاج كفر الشيخ من الأسماك يغطي 70٪ من الإنتاج المحلي لمصر وأضاف نصر أنه من المنتظر تنفيذ مرحلتين إضافتين خلال الفترة القادمة مساحة كل مرحلة كمنهما 3500 فدان المشروع موضحا أنه ساهم بشكل كبير من تغير دموجرافية منطقة غليون وتحويلها من منطقة اكثر احتياجا وبؤرة لمخالفة للقانون ومنفذ للهجرة غير الشرعية الي مدينة صناعية متكاملة توفر الآلاف من فرص العمل المباشرة وغير المباشرة للصيادين وخريجي الجامعات من أبناء كفر الشيخ والمحافظات المجاورة لها .. واشار الي ان المدينة منحت سكان تلك القري الفقيرة الامل من جديدة بعد ان كانوا في طي النسيان ويعانون من الاهمال لسنوات طويلة حيث يتفتح الباب للاستثمار في تلك المنطقة وتلبية احتياجاتهم الاساسية لقربهم من المشروع العملاق. 6 تحديات صعبة لإنجاز المشروع في 550 يوماً بناء 870 قاعدة خرسانية في 45 يوماً والصينيون أصابهم الذهول واجه انشاء مشروع المنطقة الصناعية السمكية بغليون ستة تحديات صعبة كادت ان توقف العمل فيه نهائيا.. »الأخبار» رصدت تلك التحديات خلال زيارتها للمشروع والذي تم تنفيذه في زمن قياسي هو 550 يوماً. التحدي الأول كان هو طبيعة الارض التي لاتصلح تربتها للبناء عليها لانها مشبعة بمياه البحر المالحة و عندما قامت الشركة الصينية ايفر جرين المسئولة عن توريد مكونات المصانع الخاصة بتجهيز وتخزين الاسماك والمعامل عليها أرسلت تقريرا إلي مصر تشير فيه الي انها ستتأخر في توريد اجزاء المصانع الي القاهرة لان تجهيز الارض وبناء القواعد الخرسانية »الخوازيق» التي ستوضع عليها اجزاء المصانع يحتاج الي وقت كبير قد يصل من 6 شهور الي عام او اكثر بل وشككت في امكانيات و قدرات الشركات الهندسية المصرية علي التعامل الهندسي مع تلك التربة الرخوة التي تحتاج الي خبرات هندسية خاصة قد لا تتوفر لدي المصريين ..وهنا كان التحدي الاول وكانت ايضا المفاجأة الاولي للصينيين انه بعد 45 يوما فقط قامت شركة المقاولات الهندسية التابعة للقوات المسلحة وبالتعاون مع الشركات الهندسية المصرية من الانتهاء من تنفيذ 870 قاعدة خرسانية داخل اعماق تلك التربة الرخوة وحضر خبراء الشركة الصينية للمعاينة واذهلتهم سرعة الانتهاء من تلك القواعد الصلبة في هذا الزمن القياسي ودون الاستعانة بخبرات اجنبية. التحدي الثاني كيف يمكن ان يتم بناء هذا المشروع العملاق دون ان تكون هناك كوادر مصرية قادرة علي تشغيل مصانع التجهيز والانتاج السمكي والمعامل وانتاج الاعلاف السمكية والعمل في معامل التفريخ عالية التقنية التي تحتاج الي خبرات خاصة وعلي الفور وفي نفس الشهر الذي تم توقيع العقد مع الشريك الصيني 2015 وخلال شهر رمضان تم ارسال مجموعة من شباب مصر ليتلقوا دورات علي تشغيل واستخدام المعدات والمعامل ونجحوا خلال شهرين فقط من استيعاب تلك التكنولوجيا والعودة الي القاهرة ليقوموا هم بتدريب مجموعات عمل اخري وهو امر اذهل الصينيين ايضا وتعجبوا من هدا الاصرار وفي نفس الوقت تم الاستعانة بأساتذة جامعات مصرية في عمليات التدريب للمشروع العملاق والذي اثبتنا بالفعل نجاحنا. التحدي الثالث توفير بنية اساسية من طرق ومحطات كهرباء وصرف صحي حول منطقة غليون حتي تتمكن الشركات الهندسية المنفذة للمشروع من العمل ونقل المعدات والتجهيزات وعلي الفور تم تنفيذ خطة عمل سريعة لتمهيد الطريق وازدواجه الي حارتين بدلا من حارة واحدة ورصفهم وانارتهم وانشاء محطات كهرباء اضافية وبالطبع توفير احتياجات القري المحيطة وعقد اجتماع مع مجموعات من سكان القري المحيطة للاستماع الي مطالبهم وشرح اهمية المشروع لتحويلها من منطقة ريفية الي حضرية والتعاون مع الصيادين وتأهيلهم للعمل بالمشروع.. وكل ذلك يتم بالتزامن مع تجهيز وبناء المشروع . التحدي الرابع منطقة بركة غليون هي منطقة مهجورة تماما مستنقع يمتلئ بالافات وارض غير ممهدة وغير صالحة للزراعة أو البناء ومساحتها شاسعة تصل الي 2590 فدانا ولتنفيذ مشروع الاستزراع السمكي العملاق عليها يتطلب الامر وفقا للدراسات الهندسية ما بين 3 الي 5 سنوات علي الاقل.. لكن صدرت الاوامر من الرئيس عبد الفتاح السيسي ان يتم تنفيذ المشروع خلال عام ونصف فقط وكانت احد اسباب اصرار الرئيس علي سرعة انجاز المشروع هي سرعة مساعدة اسر وشباب القري المحيطة بمنطقة بركة الغليون والذين خطفت مراكب الموت ارواح المئات منهم طوال سنوات مضت وهم يحاولون بإصرار الهجرة بطرق غير شرعية الي دول اخري سعيا منهم نحو حلم الحصول علي وظيفة وتحقيق ذواتهم كما ان تلك القري المحيطة بالمشروع تم تصنيفها ضمن القري الاكثرا فقرا واحتياجا في مصر ويعاني اهلها من الاهمال ونقص شديد في الخدمات الاساسية من محطات مياه وكهرباء وصرف صحي وكان هذا المشروع العملاق بمثابة طوق نجاة لهؤلاء المواطنين. التحدي الخامس هو الانتهاء من المرحلة الاولي للمشروع في الزمن المحدد وهو عام ونصف يتطلب فيها بناء مصانع الاعلاف السمكية والتجهيز والحفظ والتبريد ومعامل التفريخ وبناء الاحواض السمكية الضخمة..مع بدء توقيع العقود في يوليو 2015 كان المطلوب هو ان يتم التنفيذ فورا و بالدراسات كان لابد ان يكون العمل علي مدار 24 ساعة في اليوم و مواصلة الليل بالنهار و توفير اقامة للمهندسين والعمال وسط تلك الارض الصعبة والرياح القوية لقرب الارض من البحر مباشرة وبالفعل بدأ العمل ..5 آلاف مهندس وعامل ومقاول تم تقسيم العمل بينهم علي ورديات صباحية ومسائية وبدأت آلة العمل الجهنمية في الدوران لتمهيد الارض ووضع الاساسات والاهم هو حفر الاحواض السمكية بطريقة علمية تتضمن انسياب مواسير المياه بداخلها بشكل علمي يحتاج الي خبرات هندسية لم تكن متوفرة لدينا في مثل تلك المشروعات الجديدة مصر لكن كما نقول دائما مصر مليئة بالعلماء والكفاءات التي تحدت التحدي ونجحت في انجاز المشروع ليتم بالفعل الانتهاء من المرحلة الاولي خلال عام ونصف فقط.
التحدي السادس المشروع مخطط له ان يتم ملء الاحواض السمكية بمياه البحر المتوسط المطلة علي المشروع ولكن مياه البحر تصبح شديدة الملوحة عند وضعها في احواض صغيرة ولا يستطيع السمك ان يعيش بداخلها مثل البحر الواسع العميق اذن يتطلب الامر خلطها بمياه عذبة لخفض الملوحة بها وهو ما يتطلب محطات خلط بتقنيات معينة وتم اجراء الدراسات للتغلب علي هذا التحدي وبالفعل نجح المصريون في استخدام مياه الصرف الزراعي بالمحافظة وتحويلها ليتم خلطها داخل محطات بنسب معينة حتي نصل الي نسبة الملوحة المناسبة لحياة الاسماك والجمبري بداخلها وزراعة الطحالب اللازمة لغذاء صغار الاسماك ..كل تلك التحديات كانت صعبة للغاية واحدها كان كفيلا بتعطيل او انهاء المشروع.. فتحية لهؤلاء الابطال الذين واصلوا الليل بالنهار لانجاز هذا المشروع العملاق. عبد الفتاح: مدرسة ثانوية صناعية للمزارع السمكية أكد د. محي الدين عبد الفتاح أستاذ بكليه العلوم جامعه قناة السويس والمشرف علي وحدة معامل السلامة الصحية للاسماك بالمشروع ان مطالب انشاء مشروع قومي للاستزراع السمكي بدأت منذ 1960 واستمرت المطالب 54 عاما حتي أخذت القيادة السياسية القرار بتنفيذه جديا مشيرا إلي انه فخر لكل مصري ما تم بمنطقة غليون كاكبر منطقة صناعية للاستزراع السمكي بالشرق الأوسط في غليون. وأنه جاري العمل علي تأسيس مدرسة صناعية ثانوية للاستزراع السمكي لاستكمال احتياجات المشروع. وأشار إلي امكانيات المعامل البحثيه بمشروع الاستزراع السمكي بغليون والذي يهدف الي تحليل الاعلاف وانسجة الاسماك والجمبري واكتشاف اي مواد ضارة بصحة الانسان وليس فقط للأمن الغذائي المصري بل للباحثين من خلال التعاون مع الجامعات المصرية المختلفه وتوفير أحدث الأجهزة والإمكانيات في العالم. الشئون المعنوية تسابق الزمن سابق مقاتلو الشئون المعنوية من الضباط الزمن بجهود جبارة لتوفير كافة الامكانيات المتاحة للمحررين العسكريين بمختلف الصحف ومعدي القنوات الفضائية لاجراء اللقاءات مع مختلف المسئولين عن هذا المشروع العملاق من المدنيين والعسكريين قبل افتتاحه. كما قامت الإدارة بإعداد وإخراج فيلم عن المشروع باستخدام أحدث تقنيات التصوير والمونتاج وتجهيز مادة فيلمية وافية تشرح للمواطنين والإعلاميين ابعاد المشروع العملاق بمنطقة »بركة غليون» وتوصيل الصورة كاملة لأهالي وسكان المنطقة المجاورة للتعامل المجتمعي مع المشروع حتي يتفهموا أهميته بالنسبة لهم خلال الفترة القادمة.