[email protected] دعونا نعترف أن الدروس المستفادة من ثورة 25 يناير كثيرة ولكن هل نعي كيف نحقق الاستفادة الفعلية من تلك الثورة أم نقف موقف الشاهد علي تلك الثورة والذي لم يشاهد سوي الشكل دون المضمون ؟ فنحن نعي أن الذي قام بتلك الثورة هو الإنسان المصري في مراحله الحياتية المختلفة بداية من مرحلة الطفولة ومروراً بمرحلة الشباب وإنتهاء بمرحلة الشيخوخة الأمر الذي يدعونا إلي السؤال الأهم وهو أين ثورة الاستثمار الحقيقي للدولة ؟ أو بالاحري ما هو الحلم القومي الذي يجب أن تصبوا إليه مصرنا الحبيبة ؟ وهل المقصود بالاستثمار هو نجاح الدوله اقتصادياً وتحقيق الثروة الماديه أم أن المقصود هو تنامي الوعي بقيمة الانسان في مراحل الحياه سيما مرحلة الطفولة وهو ما يسمي بالتنمية البشرية؟ وفي سبيل الإجابة علي تلك الاسئلة لن اتحدث عن مصطلح التنمية البشرية في عموميته لكونه موضوعا يحتاج إلي مقالات بل مؤلفات عديدة سيما أنه أصبح بؤرة الاهتمام في الخطاب الاقتصادي والسياسي علي مستوي العالم وقد لعب البرنامج الانمائي للأمم المتحدة الدور الأكبر من خلال تقاريره السنوية عن التنمية البشرية في نشر وترسيخ هذا المفهوم لكن تبقي ثقافة التفكير في النظر إلي التنمية البشرية هي المعيار وهذه الثقافة تختلف من دولة إلي دولة. من هنا بات ضرورياً من وجهة نظرنا أن تتغير ثقافة التفكير نحو التنمية البشرية سيما بعد تلك الثورة العظيمة ليكون الاهتمام بالطفل هو أحد ابعاد تلك التنمية ولذا فإن اجابتنا تنحصر في أن الطفل هو ثورة الاستثمار الحقيقي للدولة في المستقبل وهو الحلم القومي لمصر وأن الوعي بقيمة الإنسان لن يحقق جدواه إلا بالاهتمام به في مرحلة الطفولة. فلا يجب النظر إلي الطفل علي أنه مخلوق صغير , عاجز وضعيف لاقوة ولاسلطة له وقيمته تتحدد بأنه مستهلك وحاجاته الاساسية هي الطعام والشراب !! إن هذه الثقافة تقف عائقاً أمام تقدم المجتمع وتقضي علي أهم اعضائه فالطفل هو أهم عناصر التخطيط للمستقبل سيما أن هذا الطفل في هذا العالم التكنولوجي المتقدم أصبح يواجه نتاجاً معرفياً تقنياً هائلاً مما يجعله بحاجة إلي أسلوب تعامل عقلي وفكري مختلف يساعده علي تنمية قدراته نحو التعامل مع تلك التقنيات ومجريات الاحداث السريعه حتي لايفقد الثقة في نفسه وفي السيطرة علي تلك الاحداث فيصبح طفلا ضاراً بمجتمعه جانحاً نحو ارتكاب الجريمة بمختلف صورها . ونحن نري أن السبيل إلي الاهتمام بتلك المرحلة يبدأ من المؤسسات التعليمية وذلك بتدريس مهارات التفكير وتنميتها لدي الطفل وهذا يحتاج مُعلم ذات طبيعه خاصة وليس معني ذلك أن نقسوا علي هذا المُعلم لكونه تلميذا سابقا ونتاج هذه المنظومة التعليمية التقليدية !! ولكن يجب أن نهتم به ونؤهله ونطوره فنياً ونفسياً ولن يحقق التطوير هدفه من خلال إقامه المدارس والمباني التعليمية فقط بل تطوير الفكر والجانب الابداعي للمُعلم وذلك من خلال آليات معينة يوفرها المختصون في المنظومة التعليمية !! وذلك كله من أجل تنمية ثقافة الاحساس بأهمية الطفل باعتباره محوراً مهماً للتنمية البشرية فهو النواة الأولي للانسان الذي يمثل في النهاية الأداه لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية من أجل ذات الانسان !! فالإنسان هو أداة وغاية التنمية من هنا بات ضرورياً إحداث هذه الثورة الفكرية لتغيير الثقافة نحو الاهتمام بالطفل هو الحلم القومي الذي تتحق معه إرادة الحياة للشعب المصري نحو مستقبل أفضل.