صنعاء- رويترز: يقترب اليمن الذي يواجه احتجاجات منذ يناير الماضي بسرعة من حرب أهلية وقال الرئيس علي عبدالله صالح إن من يمسك كرسي الحكم في اليمن "يرقص فوق رؤوس الثعابين". ولكن مع تصاعد المعارضة لحكمه من كل حدب وصوب طوال العام الماضي ولت تقريبا أيام الرقص. وقال صالح لرويترز مؤخرا انه سيبقي في اليمن ويدير شؤون حزبه وينتقل لصفوف المعارضة وسيقود العملية وسيكون شريكا في السلطة. ولكنه لا يزال في منصبه معتمدا علي قاعدة للسلطة لا تتجاوز فعليا حدود العاصمة صنعاء. وعبرت الولاياتالمتحدة صراحة عن قلقها في من قد يخلف صالح وهو حليف في الحرب ضد القاعدة في جزيرة العرب وهو جناح لتنظيم القاعدة مقره اليمن. وفي العام الماضي كان أنصار صالح يضغطون من أجل ادخال تعديلات علي الدستور تتيح له أن يبقي رئيسا لفترات غير محدودة مدة كل منها خمس سنوات وكانت هناك توقعات قوية بأنه كان يعد أحد أبنائه كخليفة محتمل في حكم اليمن. ولكن بعد ثورتي تونس ومصر بدأ عشرات الالاف من اليمنيين احتجاجات يومية خارج جامعة صنعاء وبدأ صالح يقدم تنازلات شفاهية. وفي البداية قال انه لن يرشح نفسه للرئاسة في عام 2013 ونفي فكرة أن ابنه سيخلفه. ولكن مقتل 52 محتجا بنيران قناصة علي الاغلب في صنعاء في 18 مارس كانت نقطة تحول حيث دفع عددا من لواءات الجيش وزعماء القبائل والدبلوماسيين والوزراء الي الاستقالة أو اعلان انحيازهم للمحتجين. وكثيرون منهم من عشيرتي الاحمر وسنهان وهم أقارب لصالح عينهم في مناصب رئيسية في الجيش وفي مواقع أخري مما أدي الي انحراف بناء الدولة في مجتمع عشائري وأثار الاستياء بين الناس العاديين في بلد يعد من أفقر بلدان العالم. وتملص صالح منذئذ ثلاث مرات من التوقيع في اللحظة الاخيرة علي اتفاق بوساطة من دول مجلس التعاون الخليجي مما أدي الي اطالة أمد المواجهة. ويشتكي معارضون من أن اليمن في عهد صالح فشل في تلبية الاحتياجات الاساسية للسكان حيث يعيش ثلثا السكان علي أقل من دولارين في اليوم. وتتراجع ثروته النفطية وتشح فيه المياه. وفي الوقت نفسه تمرد شيعة شماليون علي حكم صالح وبدأ جنوبيون يشعرون بالتهميش مسعي جديدا للانفصال عن الشمال. وردت السعودية والولاياتالمتحدة وحلفاء اخرون بتكثيف مساعداتهم المالية لدعم حكم صالح. ولد صالح في عام 1942 بالقرب من صنعاء وتلقي تعليما محدودا قبل أن يلتحق بالجيش كضابط صف. وذاع صيته لاول مرة عندما عينه الرئيس السابق أحمد الغشمي وهو من قبيلة حاشد التي ينتمي اليها صالح حاكما عسكريا لتعز ثاني أكبر مدينة في اليمن الشمالي. وعندما اغتيل الغشمي في انفجار سيارة ملغومة في عام 1978 حل صالح محله.