عندما أبلغوه بنبأ فوزه بالجائزة لم يصدق الأديب البريطاني الخبر وقال إن لجنة نوبل لم تتصل به. وأضاف أنه غير متأكد إن كان في الأمر خدعة. فهو اسم ذائع الصيت وعند إعلان نبأ فوزه بنوبل للأدب هرع الكثير إلي مواقع البحث والتواصل لمعرفة من هو إيشيجورو. وقال إيشيجورو أمس »لطالما قلت علي مدي مسيرتي المهنية إنه رغم أنني نشأت في هذا البلد (بريطانيا)… فإن جزءا كبيرا من نظرتي للعالم ومن أسلوبي الفني ياباني لأني تربيت في كنف أبوين يابانيين يتحدثان اليابانية». وتصدر فوزه بالجائزة الصفحات الأولي في الصحف اليابانية التي وصفته بأنه ابن مدينة ناجازاكي الذي حصل علي الجنسية البريطانية وهو شاب. وقال كبير أمناء مجلس الوزراء »بالنيابة عن الحكومة أود أن أعبر عن سعادتنا بفوز شخص من أصل ياباني… بجائزة نوبل للأدب». هذه كانت مشاعر الفائز بجائزة نوبل في الأدب لعام 2017 الروائي الياباني المولد والبريطاني الجنسية كازو إيشيجورو. وعندما أفاق من نشوة ومفاجأة الفوز بالجائزة العالمية قال إيشيجورو البالغ من العمر 62 عاما إن في الجائزة »إطراء مذهلا» وأنه »شرف عظيم لأن الجائزة تعني في الأساس أني أسير علي خطي المؤلفين الكبار، فهذا ثناء رائع».وقالت الأكاديمية السويدية في حيثيات منحها الجائزة »للأديب المغمور» إنه ككاتب »قد عري في رواياته التي تتسم بقوة عاطفية عظيمة الخواء الكامن تحت شعورنا الواهم بالعلاقة بالعالم». وقالت سارة دانيوس السكرتيرة الدائمة للأكاديمية التي تمنح جوائز نوبل سنوياً منذ عام 1901 إن إيشيجورو »يقدم في رواياته طاقة عاطفية قوية كاشفاً الهاوية التي تقبع خلف شعورنا الوهمي بالارتباط بالعالم». وكتب إيشيجورو ثماني روايات ترجمت إلي 40 لغة. ولمع نجمه خاصة مع نشر روايته الثانية »بقايا النهار» عام 1989 والتي حاز بفضلها علي عدة جوائز أدبية عالمية ومن أكثر رواياته شهرة »بقايا يوم» و»لا تدعني أرحل أبدا» اللتان تحولتا إلي فيلمين سينمائيين نالا نجاحا كبيرا. ومنح إيشيجورو نوط (OBE) في بريطانيا في عام 1995 لما قدمه من خدمات في الأدب. يكتب الأغاني ويؤلف الروايات وهو في عمر ال15 عاما. ويري أن أسلوبه كروائي يأتي بالدرجة الأساسية مما تعلمه من كتابة الأغاني. ولد كازو إيشيجورو في 8 نوفمبر عام 1954 في نجازاكي المدينة التي شهدت مأساة مروعة بإلقاء القنبلة الذرية فوقها ثم انتقلت أسرته للعيش في انجلترا عام 1960. وحصل علي درجة الليسانس من جامعة كنت عام 1978، ثم نال الماجستير من جامعة إيست أنجليا في الكتابة الإبداعية عام 1980. وحصل علي الجنسية البريطانية عام 1982. وتبلغ قيمة الجائزة 9 ملايين كورونا أي ما يعادل مليونا و100 ألف دولار. ويعد منح إيشيجورو الجائزة هذا العام كما يقول مراقبون عودة بها إلي مسارها الأدبي في أعقاب منحها للمطرب الأمريكي والشاعر بوب ديلان. وقد ترجم المركز القومي للترجمة للروائي البريطاني 4 كتب وهي (من لا عزاء لهم) و(عندما كنا يتامي) و(فنان من العالم الطليق) و(بقايا اليوم).