رغم مرور 18 شهرا علي المذبحة الثانية التي ارتكبها الإرهابي عادل حبارة وتم تنفيذ القصاص العادل فيه بالإعدام شنقا الا أن الحزن مازال يخيم علي قرية المهدية مركز ههيا بمحافظة الشرقيةمسقط رأس الشهيد المجند عبد الفتاح عبد الحميد محمد مكاوي 21عاما والذي استشهد ورملاؤه في تلك المذبحة النكراء.. يقول والده عبد الحميد محمد مكاوي 65عاما لقد كان عبد الفتاح شعلة من النشاط مليئا بالحيوية وكان سندي في الحياة فرغم تفوقه في دراسته حتي المرحلة الاعدادية قرر عدم استكمال تعليمه لمعاونتي في اعمال الزراعة بعد اصابتي بالشلل الرعاش وذلك لتوفير احتياجات الاسرة ويخفي دموعه ويقول: ان نجلي الشهيد كان سعيدا عندما التحق بالخدمة العسكرية بشمال سيناء ولم يفكر لحظة طوال فترة خدمته في حياته المستقبلية، كان همه الشاغل تواجده مع زملائه وقادته في حربهم ضد الارهاب ومن شدة خوفي عليه كان يقول لي: سلمها لله يابا، والاعمار بيد الله، وكان يتمني الشهادة وقد منحها له الله قبل ايام من انهاء خدمته ويلتقط انفاسه قائلا: لقد كان نجلي رجلا شجاعا لا يهاب غير الله، وكان وطنيا من الطراز الاول، وتمني ان يستمر في الخدمة العسكرية لتأمين وطنه والدفاع عنه لحين القضاء علي الارهاب الاسود.. وفي يوم استشهاده كان متوجها لوحدته العسكرية لتسليم متعلقاته والحصول علي شهادة انهاء الخدمة إلا انه سقط وزملاؤه برصاص الغدر علي يد خفافيش الظلام من الارهابيين، وحسبي الله ونعم الوكيل، لقد احتسبته عند الله شهيدا.. تقول والدة الشهيد شفية طلعت غريب 48عاما: لقد كان نجلي شمعة مضيئة في حياتي ونعم العون والسند للأسرة ويشهد له الجميع بالطيبة وحسن الخلق وكان محبوبا بين اقاربه وابناء القرية، في آخر اجازة له كان حريصا علي وداعنا جميعا قبل سفره، أحسست وقتها بانقباض في صدري وانخرطت في البكاء قائلة: لقد خطب الشهيد ابنة خاله التي تمناها قلبه وأجل حفل زفافه لحين انهاء خدمته العسكرية وأعد عش الزوجية وأشرف علي ترتيبه بنفسه قبل سفره بساعات قليلة لكن القدر لم يمهله حيث اغتالته يد الارهاب الذي لا دين له ولا ملة، مؤكدة ان هؤلاء الجناة لا يعرفون شيئا عن الاسلام والله لو هؤلاء كفرة ما يعملوا كده في خير اجناد الارض، وتوجهت بالدعاء الي الله ان يحرق قلوب الارهابيين علي أعز ما لديهم وان ينتزع الفرحة منهم كما حرموها من رؤية نجلها في عرسه، وقالت: كانت فرحتي عارمة وأطلقت الزغاريد عندما تم تنفيذ حكم الاعدام علي الارهابي حبارة وان هذا الحكم أطفأ النار المشتعلة في صدري، وتمنت تنفيذ هذا الحكم علي جميع الارهابيين وان يتم اعدامهم في مشانق عامة ليكونوا عبرة لغيرهم، وتنهمر دموعها مرة اخري وتقول: لقد كان الشهيد صديقا وأخا لي ورأيت الهنا كله علي يده، وكان حريصا علي تخفيف معاناتي ويناديني بشوشو وتواصل حديثها قائلة: لقد أكرمنا الله سبحانه وتعالي بالخير الكثير بعد استشهاده ولم تنسنا الدولة حيث تم توفير فرصتي حج وعمرة لي ولوالده، كما تم تكريمنا في العديد من المناسبات، وتطالب بتوفير فرصة عمل ثابتة لنجلها الاكبر محمد حفاظا علي البعد الاجتماعي للأسرة.. ويقول محمد شقيق الشهيد 38عاما: لقد التحقت بالخدمة العسكرية لمدة عامين وهذا يشرفني ويرفع رأسي وأتمني أن ألتحق بالجيش مرة اخري للثأر لشقيقي وزملائه وللدفاع عن ارض الوطن وتطهيرها من براثن الإرهاب ويقول ان قرار إعدام حبارة أثلج صدورنا وعقبال باقي الارهابين وتوجه بالشكر للمحافظ اللواء خالد سعيد والمسئولين بالمحافظة وضع اسم شقيقه الشهيد علي مدرسة القرية الابتدائية تخليدا لذكراه وأشار الي ان هذا القرار يؤكد ان الدولة لا تنسي ابناءها وان الشهيد ما زال حيا بيننا وتوجه بالدعاء للرئيس عبد الفتاح السيسي الذي أنقذ مصر من المخططات الخارجية وأعاد مصر لمكانتها الطبيعية بين دول العالم.. وتقول نورا شقيقة الشهيد 34عاما: حسبي الله ونعم الوكيل في القتلة معدومي الضمير الذين حرمونا من أخينا الذي كان عطوفا وحنونا علينا وحريصا علي توفير احتياجات الاسرة من عمله بالاراضي الزراعية وعلي معدات رفع مواد البناء خلال إجازته وانهارت في البكاء وقالت لقد أصيبت خطيبة شقيقي الشهيد بمرض مفاجئ لحزنها الشديد عليه عقب استشهاده قبل زفافهما بأسبوع واحد ولفظت أنفاسها علي اثره.. ويقول مهدي شقيق الشهيد الأصغر 15عاما: منهم لله القتلة معدومي الضمير الذين حرموني من أخي الذي كان بمثابة الاب لي فقد كان حريصا علي شراء كل حاجة حلوة لي ويوم استشهاده ودعني بحرارة واتصل بي وقال لي: اجهز يا بطل علشان فرحي قرب خلاص ووعدني بشراء هدية لي عند عودته من الخدمة العسكرية لكن ربنا ينتقم منهم الارهابيين الذين اغتالوه بلا ذنب اقترفه.. مؤكدا أنه سوف يسارع بالالتحاق بالخدمة العسكرية فور استكماله تعليمه وسيحرص علي توزيعه بشمال سيناء ليؤدي واجبه بالدفاع عن الوطن والثأر من الارهابيين وأضاف يكفيني فخرا إنني شقيق الشهيد.