نصحني أستاذنا الكاتب الكبير محمد العزبي بعدم قراءة كتابه الجديد »صحفيون غلابة» إلا بعد الانتهاء من رسالة الدكتوراة، وما أن تلقيت كتاب العزبي أمس إلا وانتهيت من قراءته في نفس اليوم، وعلي الآن أن أقدمه هدية للقراء الأعزاء وأبناء المهنة حتي يتعلموا من دروس الكبار، لأن العزبي قيمة وقامة صحفية وإبداعية، وحالة إنسانية فريدة في مهنتنا، حيث يلتف حوله أغلبية أبناء المهنة من جميع مشاربها لموضوعيته وقدرته علي تحليل الأوضاع بدقة وتميز، إضافة إلي أنني أفتخر شخصيا بكونه مولودا في مدينة المطرية بالدقهلية التي تبعد عشرة كيلومترات عن بلدتي الكفر الجديد. وإذا كان العزبي ينتمي إلي جريدة الجمهورية العملاقة ورأس تحرير صحيفة الايجبشن جازيت الشهيرة، إلا أنه بدأ حياته في مدرسة مصطفي وعلي أمين أشهر المدارس الصحفية علي الاطلاق. وينتمي إلي جيل عمالقة المهنة، له من القيم والمبادئ المهنية ما تشكل دستورا لا يحيد عنه، وله صداقات حميمية مع الجميع من كل الاتجاهات والتيارات، وله إبداعاته الأدبية والصحفية، ويتميز بالأسلوب السهل الممتنع كما تعلمنا في مدرسة الأخبار، وله رؤية سياسية واجتماعية تقربه من القراء والغلابة، يشعر بالناس ويحس آلامهم ويدعم آراءهم. يقول في مقدمة كتابه »تقدم بي العمر، وضعف البصر، ولكنني أحاول أن يكون عندي نظر». يتناول في الكتاب هموم المهنة ولخصها في كلمة أقتبسها منه »تخلف مهني أخشي أن يكون قد أصبح مزمنا وفساد إداري ومالي عميق». دعاء : اللهم أعني علي ذكرك وشكرك وحسن عبادتك.