واحد من ألمع الصحفيين بمدرسة »الأخبار»، أبدع في مجال صحافة التعليم ، حفر اسمه فيها بماء الذهب ، احترم نفسه فاكتسب احترام الخصوم والاعداء قبل الاصدقاء، تميز بالنزاهة والموضوعية والحيدة، وهي مبادئ علمها للاجيال من بعده ، برع في فن الاركان الصحفية ، فكان ركنه »اخبار الجامعات» بالصفحة الاخيرة للاخبار ، طيلة اكثر من خمسين سنة، مرجعا مهما للعديد من الدراسات والبحوث العلمية والتعليمية، وكان ينتظره القراء كل أربعاء، إنه بحق مدرسة صحفية نادرة، لانه التزم بمبادئ الشرف والنزاهة في وقت تاهت فيه كل المبادئ ، لم يطلب مجاملة من أحد علي حساب مبادئ او قواعد قانونية، وحارب الاستثناءات في الجامعات ، وقاد حملات صحفية ناجحة ضدها ، وبقي محمود عارف بمبادئه وزالت المخالفات والاستثناءات، ليؤكد لنا ان المبادئ لا تموت ابدا. فقدنا صحفيا مبدعا، ربما لم يأخذ حقه في الدنيا، لكن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا، لقد تعلمت وجيلي منه الكثير، تعلمنا الصراحة بلا وقاحة، لا يهم شخصية من تنتقده المهم انك تنتقد عمله وليس شخصه او تتجني علي أسرته ، فذاك ليس من شأنك ، برحيل محمود عارف فقدنا صحفيا يقرأ الصحف المنافسة جيدا ليقارنها بالأخبار في مجلس التحرير، ويثبت لنا أننا افضل الصحف علي الاطلاق ، وأنه يجب علينا في مجلس تحرير الأخبار أن نفتخر بما قدمناه للقارئ من مواد صحفية مميزة ، وألا نخشي من أي نقد يقدمه أعضاء مجلس التحرير ل »الأخبار» لأن طموحنا أكبر مما نقدمه، هكذا كان عضوا فاعلا ومشاركا في مجلس تحرير الاخبار، فقدنا مناضلا في محراب النقابة، فقدنا مهتما بشئون المهنة والصحفيين خاصة من تخطوا سن الستين، فقدنا محكما نزيها في المسابقات المهنية، فقدنا واحدا من جيل العمالقة، رحم الله من رحل منهم عن دنيانا ، وأطال الله عمر من يتمتع معنا بالدنيا ومازال علي قيد الحياة، رحم الله الكاتب الصحفي المحترم محمود عارف. دعاء : »رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ». »إبرهيم - 41».