الآن.. جاء الوقت لان ننظر في الدستور الاسلامي الذي وضعه الازهر الشريف في عهد امامه الاكبر الدكتور عبدالحليم محمود في 39 مادة.. وعندما وقفت مليونية الغضب الثانية اول امس لتنادي بأن يكون وضع الدستور أولا وسابقا علي الانتخابات البرلمانية والرئاسية كان ذلك عندي بمثابة كشف اللثام عن هذا الدستور الاسلامي الذي كتبت عنه في هذا المكان الاسبوع الماضي وقلت انه خريطة الطريق امام اي لجنة يتم تشكيلها لوضع دستور دائم لدولة اسلامية يكون لجميع المواطنين فيها نفس الحقوق والواجبات فالعدل والمساواة هما اساس الحكم باعطاء كل ذي حق حقه ومعاملة الناس بلا تمييز بسبب اللون أو الجنس أو الدين.. ومن حقنا ان نضم اصواتنا إلي اصوات الثوار لنؤكد ان الدستور يجب ان يكون اولا علي ان يكون الدستور الاسلامي هو المرجعية الاولي لنحكم بما انزل الله ولا نكون من الظالمين الذين شرعوا لانفسهم وتركوا ما شرع الله فاذاقهم الله الذل والهوان.. نعم الدستور الاسلامي هو طريقنا عملا بقول الله تعالي »وان أحكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم واحذرهم ان يفتنوك عن بعض ما أنزل الله إليك. فإن تولوا فاعلم انما يريد الله أن يصيبهم ببعض ذنوبهم وإن كثيرا من الناس لفاسقون، أفحكم الجاهلية يبغون. ومن احسن من الله حكما لقوم يوقنون« صدق الله العظيم. العودة إلي الله الله عز وجل هو الرب الذي يربي عبادة يتعاهدهم ويمدهم بكل ما يحتاجون اليه من سائر الامدادات. وهذا الرب العظيم يحب عباده جميعا ويريد لهم الخير والنجاح في الاختبار الذي نزلوا إلي الارض لتأديته. ولانه سبحانه هو الذي خلق الانسان ويعلم عنه اكثر مما يعلم هذا الانسان عن نفسه. فقد علم انه بحاجة دائمة إلي هاد يقوده في ظلمات الطريق.. فهيأ له دواء فريدا يصلح له في كل وقت وفي كل مكان ولكل جنس حتي قيام الساعة.. وهو القرآن الكريم.. فالقرآن هو اختيار الله لعباده اجمعين.. وفيه يخاطب الله الناس كلهم بقوله »يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدي ورحمة للمؤمنين«.. فلماذا تتأخر البشرية في الاخذ بما جاء في كتاب الله بوعي وبصيرة وهي علي ثقة بانها ستفوز وتنتصر اذا عملت بحكم الله الذي ارتضاه لعباده؟ ان الانسان يستدعي لإصلاح اي جهاز أو ماكينة مهندس المصنع الذي صنعها حتي يضمن سلامة الاصلاح ويتأكد ان الجهاز سيقوم بوظيفته التي صنع من اجلها ولكن الغريب ان هذا الانسان لا يطبق نفس القاعدة علي نفسه فيرد نفسه إلي توجيهات الخالق الذي خلقه؟! تري متي ننتبه إلي ان صلاحنا وفلاحنا هو فقط في العودة إلي الله.. وفي اتباع النموذج الذي جعله الله اسوة حسنة لنا جميعا ألا وهو رسول الله.. »صلي الله عليه وسلم«؟! ساعة المحاسبة إذا كان اليوم 42ساعة فهل كثير عليك ان تخصص منها ساعة 06 دقيقة لنفسك تقرأ فيها شيئا من القرآن.. وتحاسب فيها نفسك بوعي عن تجاوزاتك واهمالها وغفلتها. سميها »ساعة المحاسبة« تعتمد فيها قول الله تعالي »وإلي ربك فارغب« وتأكد انك في هذه الساعة ستملأ نفسك بطاقة لا نهاية لها وستجد حلولا لمشاكل لن تفلح في العثور لها عن مخرج بغير الاستعانة والتذلل والتقرب إلي الله بما يرضي به عنك. فاذا اردت النجاة من المشاكل أو طلبت المال أو الذرية أو الزوجة الصالحة.. كل ما تطلبه ستجده باذن الله وببركة هذه الساعة التي تحاسب فيها نفسك وتنقي قلبك وتستعين بخالقك وتوثق الصلة به ليكون حسبك.. ويا ايها المبتلون دقيقة في اليوم تساوي سعادة العمر كله.