أرسل الله من بعد نوح هود وصالح ولوط وشعيب كأنبياء إلي قومهم فكذبوا الانبياء وحق عليهم عذاب الله.. ومن بعدهم أرسل موسي عليه السلام وأتاه آيات ومعجزات تدل علي صدق رسالته وهي العصا تنقلب الي حية واليد تخرج من جيب موسي بيضاء وفي السنوات المجدبة التي مرت بمصر نقص الثمرات والجراد والقمل والضفادع والدم وطمس الاموال... وكان علي رأس البلاد فرعون ورؤساء قومه ووجهاؤهم »رجال الدولة» وكانوا مستبعدين لبني اسرائيل وليس لسائر المصريين من الامر شيء لانهم كانوا مستبعدين ايضا ولكن الظلم علي بني اسرائيل كان أشد وأقصي.. وأرسل الله موسي واخاه هارون إلي فرعون ليحذراه من عواقب الظلم والفساد ويرشداه الي وجود إله ونقل موسي رسالته الي فرعون بأدب واعتزاز لكي يعبد الله ويخضع له وطلب موسي من فرعون ان يرسل معه بني اسرائيل ويدعهم احرارا لكي يبعدوا الله وحده فكذبه فرعون وطلب منه ان يظهر معجزاته فألقي موسي عصاه فاذا هي ثعبان مبين وأخرج يده من جيبه فإذا باليد السمرة تتحول الي لون أبيض خارج عن العادة فاتهم فرعون وقومه موسي بأنه ساحر عليم وطلبوا جمع السحرة ليبطلوا سحر موسي وكانت أرض مصر تموج بالكهنة الذين كانوا يزاولون أعمال السحر وجاء السحرة فرعون وقالوا ان لنا لاجر إن كنا نحن الغالبين قال بل وإنكم من المقربين.. واجتمع السحرة ووقف أمامهم موسي الذي قال للسحرة القوا ما انتم ملقون فالقوا حبالهم وعصيهم التي كان في جوفها زئبق فلما أصابتها النار أخذت تطير في الهواء وأرهبت أعين الناس.. فأوحي الله إلي موسي أن يلقي عصاه وانقلبت العصا بقدرة الله إلي حية عظيمة التقمت حبال السحرة وافكهم وباطلهم وانقلب السحرة ساجدين لموسي واصابت الهزيمة فرعون وملأه.