هل سينظر أولادي واحفادي مستقبلا إلي حي الزمالك بعيون تفيض بالحسرةكما أشعر الآن كلما مررت بحي الحلمية أو العباسية أو حلوان؟ فقد كان الآباء والأمهات يتحدثون بفخر عن أيام وليالي الحلميةوعن قصور العباسية وحدائقها وعن عيون وحمامات حلوان. فبالرغم من وجود مدارس وكليات ومطاعم ومقاه بالزمالك لايزال للحي مذاق خاص كمنطقة سكنية هادئة بعد غروب الشمس ويحاول العديد من أهل الحي الحفاظ علي ما تبقي من لمسات جمالية بالابقاء علي الاشجار وإزالة المخالفات لاحتلال الارصفة ومنع هدم الفيلات. ولكن اليوم أصبح سكان الزمالك يشعرون بالخوف علي حياتهم وعلي المباني التراثية التي ستتصدع بل علي الهواء الذي سيتلوث نظرا للكوارث البيئية والاختناقات المرورية الناجمة عن دخول الخط الثالث للمترو لقلب الزمالك واقامة محطة في شارع المنصور محمد الضيق البالغ عرضه 12 مترا وهذا ما جعلني اتذكر انه منذ فترة وجيزة تم اغلاق شارع طه حسين بسبب هبوط أرضي أمام مدرسة بورسعيد كما حدث قبل ذلك هبوط في شارع المعهد السويسري عند قصر عائشة فهمي وأعتقد كان هناك هبوط ثالث أمام مدرسة الجزيرة بالقرب من شارع 26 يوليو.. فما بالكم بما سيحدث نتيجة للاهتزازات الناجمة عن سير المترو أو بعد حفر نفق بعمق 12 مترا وبقطر عشرة أمتار والذي سيخترق جزيرة الزمالك ذات التربة الطينية والمباني العتيقة والتي تعرضت لهزات عنيفة خلال زلزال 1992؟! أنا لا أطالب بتغيير موقع محطة شارع المنصور محمد لان جميع شوارع الزمالك لا تصلح كما لا أطالب بايقاف منفعة عامة ومشروع قومي حيوي وضروري لاهل مصر ولكن يمكن اعادة النظر في مسار الخط الثالث للمترو بالرجوع إلي دراسات وتقارير اعدتها مكاتب استشارية كبيرة وذات خبرة واسعة علما بأنه توجد بالفعل محطة مترو في الزمالك في مواجهة دار الاوبرا المصرية. وأتمني ان يكون التحرك سريعا لانه بعد دخول المدارس والكليات ستشهد الزمالك اختناقات مرورية جسيمة.