اكد الجيش السوداني الشمالي امس ان منطقة ابيي المتنازع عليها هي "مدينة شمالية" بالرغم من دعوات الجنوب والمجتمع الدولي للانسحاب. وقال عبد الرحيم محمد حسين وزير الدفاع السوداني ان ابيي ستبقي مدينة شمالية حتي يقرر السكان مصيرهم بانفسهم مضيفا ان الجيش الشمالي سيبقي في ابيي من اجل الحفاظ علي الامن والاستقرار الي ان يتم اتخاذ قرار سياسي. جاء ذلك قبل ساعات من محادثات يجريها وفد من مجلس الامن الدولي مع رئيس جنوب السودان سلفا كير في مدينة جوبا عاصمة الجنوب. وطالبت الحكومة الجنوبية القوات الشمالية المسلحة بالانسحاب فورا. وقال وزير الاعلام في جنوب السودان بارنابا ماريال بنجامين ان علي القوات السودانية انهاء "احتلالها غير القانوني" لابيي ومغادرتها. واعلن مكتب تنسيق الشئون الانسانية في الاممالمتحدة ان 20 الفا علي الاقل فروا من منطقة ابيي الي الجنوب هربا من المعارك. وقال مسئولون جنوبيون ان افراد قبائل المسيرية الموالية للشمال والتي تعيش علي تربية الماشية وتعبر ابيي كل عام بماشيتها للرعي بدأوا يدخلون ابيي باعداد كبيرة. وكان من المقرر ان تصوت ابيي علي تقرير مصيرها في يناير الماضي تزامنا مع الاستفتاء علي استقلال الجنوب الا انه لم يجر التصويت بسبب خلافات حول من يحق لهم التصويت. وسيطرت القوات الشمالية علي جسر استراتيجي علي نهر بات يعتبر خط الجبهة مع الجيش الجنوبي. وذكرت صحيفة "الرأي العام" السودانية نقلا عن مصدر مطلع ان الدكتور لوكا بيونق القيادي بالحركة الشعبية ووزير رئاسة مجلس الوزراء قدم استقالته الي سلفا كير احتجاجا علي دخول الجيش السوداني منطقة ابيي. ومن جانبه تعهد الرئيس السوداني عمر البشير بالتوصل إلي حلول سلمية لقضية آبيي. وقال البشير خلال قمة ثلاثية في الخرطوم جمعته برئيسي تشاد ادريس ديبي وإفريقيا الوسطي فرانسوا بوزيزيه إنه سيبذل كل جهد لحل القضايا العالقة وإزالة التوتر في آبيي والوصول لحلول سلمية في المنطقة. وفي المقابل اعتبر المبعوث الأمريكي إلي السودان برنستون ليمان "احتلال" القوات السودانية الشمالية لأبيي "ردا مبالغا فيه جدا" علي تعرض قافلة للأمم المتحدة والجنود الشماليين الأسبوع الماضي للهجوم. ودعا الحكومة السودانية إلي سحب قواتها وإعادة الأوضاع إلي ما كانت عليه من قبل. وأكد ليمان أنها خروقات خطيرة جدا لاتفاق السلام الموقع عام 2005 وهي تعرضه للخطر معلنا أنه يعتزم التوجه إلي هناك خلال الأيام القليلة المقبلة. واكد ليمان ان الخرطوم تغامر بفقد برنامج مقترح لتخفيف الديون بقيمة 38 مليار دولار وحوافز اخري باحتفاظها بمنطقة ابيي وان عليها ان توافق علي استئناف المحادثات المتعلقة بالمنطقة المتنازع عليها. كما استبعد رفع السودان من القائمة الامريكية للدول الراعية للارهاب واعادة السفير الامريكي اذا واصلت الخرطوم "احتلال المنطقة". وفي جنيف, ادانت نافي بيلاي رئيسة مجلس حقوق الانسان في الاممالمتحدة الهجمات علي ابيي داعية الخرطوم والجيش الشعبي لتحرير جنوب السودان الي التفاوض لانهاء الازمة.