تخيم أجواء الحرب الأهلية علي السودان بين شماله وجنوبه بسبب منطقة إبيي الحدودية والغنية بالنفط بعد سيطرة الجيش عليها عقب اشتباكات وقعت الخميس الماضي, وأعلن الجيش السوداني استمراره في المنطقة لحين إجراء تسوية ودعت فرنسا إلي انسحاب كامل للعناصر المسلحة كلها. فقد توقع مسئولون غربيون نشوب حرب أهلية بين شمال وجنوب السودان جراء سيطرة الجيش السوداني علي مدينة' أبيي' النفطية المتنازع عليها وذلك وسط سلسلة من التصعيدات العسكرية الخطيرة حيال المدينة المحورية محط انظار جميع السودانيين. ونقلت صحيفة' نيويورك تايمز' الامريكية في موقعها الالكتروني عن المسئولين الغربيين قولهم إن جنوب السودان يستعد الان إلي إعلان استقلاله في شهر يوليو القادم غير أن الشمال والجنوب يتنازعان علي مدينة' أبيي' وهي واحدة من اكثر القضايا اشتعالا بينهما مشيرين إلي أنه علي الرغم من أن' أبيي' تنتج كميات قليلة من النفط غير انها اصبحت منطقة قوية ورمزا عاطفيا للجانبين الشمالي والجنوبي إلي درجة انه أطلق عليها لقب' قدس السودان' بسبب صعوبة حل المشاكل التي تواجهها. ونوهت الصحيفة بخبر بثه التليفزيون السوداني الرسمي أمس قال فيه إن القوات المسلحة السودانية احكمت سيطرتها علي المدينة وطردت قوات العدو' مشيرة إلي أنه وفقا لمسئولي الاممالمتحدة داخل' ابيي' فهناك عشرات الدبابات التابعة لقوات شمال السودان تجوب في انحاء المدينة حاليا, غير أن فريق الاممالمتحدة لمراقبة الوضع في السودان لم يستطع تقديم تفاصيل بسبب سقوط العديد من قذائف الهاون بالقرب من مبني الاممالمتحدة وهو ما منع موظفي المنظمة من الخروج إلي شوارع أبيي. وقالت الصحيفة إن قوات جنوب السودان- التي تمتلك عشرات الالاف من الجنود المسلحين جيدا وتلقي معظمهم تدريبات من قبل الولاياتالمتحدة- لم يبينوا حتي الان الطريقة التي سيردون بها. ومضت الصحيفة تقول إن' أبيي' كان من المفترض ان يجري استفتاء خاص بها لكي تنضم إلي الشمال أو إلي الجنوب لكن تم تعليق الامر بسبب الجدل الساخن حول من يمتلك شرعية التصويت. من جانبه, أكد الدكتور إمام حسن عمر وزير الدولة برئاسة الجمهورية السودانية أن دخول القوات المسلحة الي منطقة' إبيي' يهدف الي فرض الامن والاستقرار وليس لفرض حل أحادي للمنطقة. وقال عمر في تصريح للصحفيين أمس إن هناك أكثر من ألفي جندي من الحركة الشعبية ظلوا يتسترون منذ ديسمبر الماضي في زي الشرطة بهدف فرض واقع في أبيي, مضيفا أن واجب الحكومة السودانية أن تتحرك للتعامل مع هذه المجموعات غير القانونية. وأكد أن القوات المسلحة ستظل في المنطقة لمنع دخول هذه المجموعات مرة أخري وحتي يتم التوصل الي تسوية سلمية للقضية, مؤكدا في نفس الوقت التزام الحكومة باتفاقية السلام وبروتوكول أبيي واتفاق كادوجلي, وأنها تتعامل مع أية جهة عبر هذه الاتفاقات. وفي الوقت نفسه, أعربت فرنسا عن إدانتها للهجوم الذي استهدف القوات التابعة للاتحاد الافريقي والأمم المتحدة في ابيي. ودعا المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية بيرنار فاليرو في بيان أمس الي انسحاب كافة القوات المسلحة من منطقة ابيي, وطالبت الأطراف المعنية بالتفاوض وتنفيذ بروتوكول ابيي الذي يمثل جزءا من الاتفاق الشامل للسلام لعام2005. وحثت فرنسا هذه الأطراف إلي مواصلة المحادثات تحت رعاية الفريق عالي المستوي التابع للاتحاد الافريقي.