في الوقت الذي جدد فيه وزير الخارجية سامح شكري خلال زيارته أمس الي رومانيا التأكيد علي تمسك الدول العربية الداعية لمكافحة الإرهاب بمطالبها لقطر بضرورة تصحيح مسارها ازاء الدول العربية، والتوقف عن دعم الجماعات الارهابية وتقديم الدعم والملاذ لقيادات تلك الجماعات، شدد الخبراء علي أن قطر لا تزال مستمرة في دعم الإرهاب وايواء قياداته.. وشددوا علي أن الدول العربية لا يمكن ان تتسامح مجددا مع الاعتداءات والجرائم القطرية التي تسببت في تمزيق الجسد العربي. وأكد سياسيون وخبراء استراتيجيون أن إصرار النظام القطري علي دعم وتمويل الإرهاب ونشر الفوضي وخطاب الكراهية والتدخل في الشئون الداخلية للدول العربية والخليجية والاستقواء بقوات أجنبية، يعمق من عزلته في محيطه العربي والخليجي والدولي. جاء ذلك خلال الندوة التي نظمتها وكالة أنباء الشرق الأوسط تحت عنوان »سبل مواجهة المؤامرات القطرية تجاه عالمنا العربي» أمس وأدارها الكاتب الصحفي علي حسن رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير، بمشاركة السفير محمد العرابي وزير الخارجية الأسبق والقيادي بائتلاف دعم مصر، واللواء حمدي بخيت عضو لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب، واللواء طلعت موسي أستاذ الاستراتيجية والأمن القومي بأكاديمية ناصر العسكرية، والدكتور أيمن سلامة أستاذ القانون الدولي. وأشار الخبراء المشاركون في الندوة إلي أن قطر ما زالت حتي هذه اللحظة، ورغم كل النداءات والمبادرات التي قدمتها الدول الداعية لمكافحة الإرهاب (مصر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين) تدعم وتمول جماعات ومنظمات الإرهاب في العديد من الدول العربية وعلي رأسها تنظيم القاعدة وداعش وجبهة النصرة وجماعة الإخوان الإرهابية وغيرها من الجماعات المتطرفة، بهدف زعزعة الاستقرار وتقويض الأمن والسلم في المنطقة العربية، مستخدمة قناة الجزيرة كمنصة للتحريض الإعلامي وإثارة القلاقل والفتن داخل المجتمعات العربية. ومن جانبه، قال الكاتب الصحفي علي حسن إن قيام قطر بتوفير الملاذ الآمن لقيادات وعناصر معروفة بجماعات الإرهاب، ومنهم أفراد محظورون من قبل الأممالمتحدةوالولاياتالمتحدةالأمريكية، وسعيها الحثيث لانتهاك سيادة الدول العربية والخليجية، هو أمر غير مقبول علي وجه الإطلاق، ويدخل تحت بند المؤامرة الواضحة والصريحة ضد العالم العربي. وأضاف أن كل المؤامرات التي تحاك ضد العالم العربي، للنظام القطري اليد الطولي فيها، سواء بالتمويل أو التدريب أو الإيواء أو توفير المنصات الإعلامية لضرب الاستقرار داخل الدول العربية خاصة في مصر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين وليبيا وسوريا والعراق.. وأشار إلي أن هذا الأمر واضح وجلي، وهناك أدلة متعددة ودامغة أعلنتها الدول الداعية لمكافحة الإرهاب تؤكد تورط النظام القطري في هذه الاعتداءات والتدخلات. واستنكر علي حسن التصريحات والتصرفات القطرية الأخيرة بمحاولة تسييس الحج وعرقلة مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز باستضافة الحجاج القطريين علي نفقته الخاصة ونقلهم بطائرات الخطوط الجوية السعودية من الدوحة إلي الأراضي المقدسة مباشرة. من جانبه، قال السفير محمد العرابي وزير الخارجية الأسبق وعضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب إن قطر انشقت عن الإجماع العربي والنظام الإقليمي، وأكد أن مطالب الدول الأربعة الداعية لمكافحة الإرهاب بالكف عن تمويل ودعم الإرهاب تتسق مع المواثيق الدولية. وأضاف العرابي خلال الندوة أن قطر حولت صفة الإرهاب من إرهاب داخلي إلي إرهاب عابر للحدود ومولت العديد من الجماعات الإرهابية المسلحة وعقدت صفقات شراء سيارات الدفع الرباعي التي تستخدم في العلميات الإرهابية في المنطقة، داعيا إلي ضرورة أن تقوم الشركات المصنعة للسيارات بواجبها الأخلاقي بتتبع مثل هذه الصفقات، واكد أن مصر - عبر عضويتها في لجنة مكافحة الإرهاب في مجلس الأمن - تعمل جاهدة علي اتخاذ إجراءات مالية وإدارية لوقف هذه الصفقات. وأوضح أن قطر تحاول دفع الوطن العربي إلي مرحلة جديدة من الانقسام، وتصر علي إحداث ثغرة في الجسد العربي، والتي عادة ما تأتي بوبال علي المنطقة العربية، وأشار إلي أن الأزمة الأخيرة مع قطر فضحت مخططات كثيرة كانت تحاك ضد كبري الدول العربية في إطار من السرية، وهو ما كشفته العديد من الوثائق خلال الفترة الماضية. وشدد السفير محمد العرابي علي أن الشعوب العربية لن تتجاهل الدور الذي قامت به قطر، مؤكدا أن محاسبة النظام القطري لن تسقط بالتقادم لأنها أدت إلي خسائر فادحة في المنطقة العربية وخارجها. وأردف قائلا: إن قطر كانت تتحسب لهذا اليوم منذ فترة، حيث حرصت خلال السنوات الماضية علي بسط نفوذها في عدد من الدول الغربية الكبري من خلال شراء عقارات وشركات ومؤسسات مالية، لتكون لها كلمة مؤثرة في قرار هذه الدول وتلوح بقوتها الاقتصادية من أجل حماية مخططاتها تجاه الدول العربية. ومن جانبه.. أكد اللواء طلعت موسي أستاذ الاستراتيجية والأمن القومي بأكاديمية ناصر العسكرية أن مطالب الدول الداعية لمكافحة الإرهاب (مصر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين) التي أعلنتها لإنهاء الأزمة العربية القطرية، لا تمس سيادة قطر من قريب أو من بعيد ولا تمثل تدخلا في شئونها الداخلية.. وأشار إلي أن قطر تتعمد إطالة أمد الأزمة ولعب دور »الدولة المضطهدة والمظلومة» برفضها للوساطة الكويتية وكافة المبادرات الأخري. ولفت إلي أن موقف الولاياتالمتحدةالأمريكية والدول الأوروبية وتحديدا بريطانيا وفرنسا وألمانيا يتسم ب »الغموض وعدم الحسم» في شأن التصدي لتمويل قطر للإرهاب نظرا لوجود استثمارات قطرية هائلة في اقتصاديات الدول الأوروبية والتي تمثل جانبا مهما في اقتصاديات تلك الدول. وأشار إلي أن قطر بدأت في عملية تصعيد سياسية وإعلامية ممنهجة ضد السعودية والإمارات علي وجه الخصوص والهجوم عليهما واختلاق أكاذيب وادعاءات ضدهما علي الساحة الدولية في محاولة لتشويههما في الغرب.. وأشار إلي أن قطر في مطالبتها بتدويل الحج تتبني فكرة إيرانية خالصة وسبق أن أعلن العالم أجمع رفضها لها فضلا عن تحديها للإرادة الخليجية بإعلانها إعادة سفيرها إلي طهران. ودعا موسي إلي المسارعة بتقديم شكوي للمحكمة الجنائية الدولية ومجلس الأمن ضد قطر وفضح تمويلها للإرهاب في العديد من الدول إلي جانب تجميد عضويتها في جامعة الدول العربية ومجلس التعاون الخليجي وكذا تجميد الأرصدة المالية القطرية الموجودة في بنوك ومصارف الدول الداعية لمكافحة الإرهاب وسحب الودائع الخليجية بالبنوك القطرية، وإيقاف التعامل مع الشركات التي تتعامل مع قطر.