جاء افتتاح مهرجان الفسطاط الشتوى أمس الأول فى حديقة تلال الفسطاط ليضيف لليالينا الفنية الكثير بعدما حولنا مكان تجميع قمامة القاهرة إلى أكبر حديقة بالشرق الأوسط. هل نستيقظ يوما لنجد أن الخط الأصفر الذى يقسم قطاع غزة حاليا قد تحول إلى جدار برلين جديد؟ هذا ما كشفت عنه أمس الأول صحيفة ها آرتس الإسرائيلية مؤكدة أن هذا توجه إسرائيلى محتمل تسعى لتحقيقه حكومة نتنياهو ليتحول قطاع غزة بذلك إلى قسمين.. الجزء الحالى الذى تسيطر عليه إسرائيل ونسبته 53٪ من مساحة القطاع وهذا الجزء هو الذى ستوجه له جهود إعادة الإعمار وتحفظ الأمن والسلم فيه القوة الدولية المتوقع تشكيلها وبدء عملها خلال أسابيع.. والجزء الثانى ومساحته 47٪ من مساحة القطاع سيكون هو غزة القديمة التى سيعاد تعميرها لاحقا ولن تحظى بنفس الاهتمام حاليا. لو صدقت صحيفة ها آرتس فى توقعاتها فالأمر المؤكد أن هذا التوجه الإسرائيلى قد أخذ الضوء الأخضر من الرئيس الأمريكى ترامب الذى اتفق مع نتنياهو أيضا على بدء الإعمار فى مدينة رفح على الحدود المصرية. على أية حال خلال أيام ستتضح الصورة بعدما تنتهى المشاورات والمفاوضات الدائرة فى كواليس مجلس الأمن حول مشروع القرار الذى تقدمت به الولاياتالمتحدة لإضفاء الشرعية الدولية على خطة ترامب لإنهاء الحرب فى قطاع غزة وإحلال السلام فى المنطقة والذى تضمن لأول مرة إشارة إلى إمكانية إقامة دولة فلسطينية مستقلة حيث ينص مشروع القرار الأمريكى أنه بعد تنفيذ خطة إعادة الإعمار قد تتوافر الظروف الملائمة لمسار موثوق نحو تقرير المصير ووجود دولة فلسطينية. من ناحية أخرى أعلن الرئيس الأمريكى ترامب بدء المرحلة الثانية لتنفيذ اتفاق وقف الحرب فى قطاع غزة والتى تتضمن الاتفاق على شكل الحكم فى غزة بدون مشاركة حماس وهى مرحلة صعبة بلا شك فمازالت حماس تعلن موافقتها على عدم المشاركة فى حكم غزة لكن بالتصريحات فقط دون أن تتخذ خطوات عملية لتحقيق ذلك وخاصة استعدادها للتخلى عن سلاحها والخروج من المشهد لتتولاه بالكامل السلطة الفلسطينية بعد تنفيذ الاصلاحات الضرورية وإجراء الانتخابات خلال فترة محددة لا تتجاوز عاما واحدا. وتتضمن المرحلة الثانية أيضا إقرار خطة إعادة الإعمار وتوفير التمويل اللازم للبدء فى تنفيذها.. والمشكلة هنا أن هناك دولا عديدة خاصة الدول الخليجية ترفض المساهمة فى تمويل إعادة الإعمار ما دامت حماس تتمسك بالسلطة بأى شكل من الأشكال وتصر على ضرورة خروجها من المشهد تماما حتى لا تضيع مساهماتها المادية هباء إذا ما تجددت الحرب بين إسرائيل ومنظمات المقاومة الفلسطينية مستقبلا. حتى الآن.. من المفترض أن تستضيف مصر أواخر الشهر الحالى مؤتمرا لإعادة إعمار غزة سيناقش تكلفة الإعمار وكيفية تدبيرها وسنوات التنفيذ.. والمتوقع أن يشارك فيه عدد كبير من الدول العربية والأجنبية خاصة الأوروبية والآسيوية المهتمة بالقضية الفلسطينية وإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني. على صعيد آخر مع دخول الشتاء وبدء موسم الأمطار والعواصف الرعدية تعرض النازحون من أهالى غزة لأمطار وعواصف رعدية شديدة خلال الأيام الأخيرة مما يستدعى الضغط على إسرائيل للسماح بدخول أعداد كبيرة من الكرافانات والخيام لحماية النازحين من هذه الأجواء القاسية فالمساعدات ليست أغذية وأدوية فقط بل لا بد أن تشمل ما يحمى النازحين من الأمطار والعواصف الرعدية. مهرجان الفسطاط أصداء نجاح افتتاح المتحف المصرى الكبير مازالت مستمرة والإقبال على زيارة المتحف من الوفود السياحية والمصريين من كل الأعمار فاق كل التوقعات والمقتطفات التى تذيعها كل القنوات والفضائيات من حفل الافتتاح رائعة وتم اختيارها وإعدادها بدقة شديدة لتشجع وتحث المشاهدين على ضرورة زيارة المتحف فى أقرب وقت. ووسط فرحتنا بهذا الحدث العالمى جاء افتتاح مهرجان الفسطاط الشتوى أمس الأول ليضيف لليالينا الثقافية والفنية الكثير خاصة ليلته الافتتاحية مع الموسيقار الكبير المبدع عمر خيرت فى حديقة تلال الفساط التى تصل مساحتها إلى عشرة أضعاف مساحة حديقة الأزهر والتى أقيمت مكان تجميع قمامة القاهرة بعدما نجحنا فى تحويله إلى أجمل وأكبر حديقة بالشرق الأوسط ستفتتح رسميا أوائل يناير القادم.