لا أعرف ما الذي دفع الرئيس التونسي في اتجاه العبث بأحكام الشريعة الإسلامية بدعوي إقرار المزيد من الحقوق للمرأة التونسية. ولكني في نفس الوقت لم تفاجئني فكرة إقحام الدين واستخدامه لتحقيق المآرب السياسية فهذا ما نجيد فعله منذ قرون. ولكن أريد أن أعرف من حقا يحب الإسلام ومن يكرهه؟ إن كنا نتهم الغرب بأن لديهم اتجاهاً معاديياً للإسلام فنحن نعاديه أكثر. فالغرب غير المسلم واقع تحت تأثير ما تبثه جماعات اليمين المتطرفة والصهيونية العالمية من معلومات مغلوطة عن الإسلام جعلتهم يعتقدون أن الإرهاب والإسلام وجهان لعملة واحدة خاصة بعد أحداث 11 سبتمبر. ومازلنا نواجه هذا الخطاب المغلوط في الإعلام الغربي كلما وقع حادث إرهابي فنجد كلمة إسلامي مقترنة بالإرهاب حتي وإن كانوا يدركون أن كل التنظيمات الإرهابية هي صنيعتهم مثل القاعدة وداعش وأنها لا تمت للإسلام بأية صلة. ورغم أننا أعضاء في كل المنظمات الإعلامية العالمية لم نفعل شيئا لنغير ذلك. ولكن الغرب رغم كل مساوئهم يعيشون حالة من التناقض والخوف الصحي. فالإسلام هو أكثر الأديان انتشارا في العالم. ووفقا لآخر بحث أجراه مركز بايو للأبحاث فإنه من المتوقع أن يزداد عدد المسلمين في العالم خلال الخمسين عاما القادمة إلي 3 مليارات مسلم وبذلك سيصبح غالبية سكان العالم من المسلمين. جانب آخر من تناقض الغرب سنجده مرتبطاً بتطبيق الشريعة الإسلامية. فهل تعرفون أن دول العالم المتقدمة التي لا تدين بالإسلام من أكثر الدول التي تطبق تعاليم الشريعة الإسلامية؟ هذا ما أثبتته دراسة أجراها حسين اذكاري الأستاذ في جامعة جورج تاون الأمريكية علي 208 دول حول العالم ووجد أن أيرلندا ونيوزيلاندا والدنمارك وكندا وبريطانيا واستراليا وهولندا وبلجيكا وسنغافورة من أكثر الدول التي تستخدم الشريعة الإسلامية في قوانينها بينما جاءت أول دولة إسلامية تطبق الشريعة في الترتيب ال 38 وهي دولة ماليزيا. بينما إحتلت السعودية الترتيب 91 بين دول العالم في تطبيق الشريعة، وجاءت مصر في الترتيب 128. واستندت الدراسة إلي مقارنة دساتير هذه الدول وأسس حكمها واقتصادها وطريقة تعاملها مع المواطنين استنادا علي 113 مبدأ إسلامياً مستمداً من القرآن والسنة يتعلق بالعدالة وتوزيع الثروة والحريات والاقتصاد. وستدهشك حقيقة أن تعاليم القرآن والسنة تدرس في الدول غير الإسلامية أفضل من الدول الإسلامية. فماذا فعلت الدول الإسلامية بالإسلام؟ فكم من حروب دفاعا عن الإسلام؟ وكم من منظمات تشكلت تحمل وصف إسلامي في نهايتها وهي تعجز عن الدفاع عن القيمة والمعني والأماكن والرموز الإسلامية التي يساء لها ليل نهار في دولنا الإسلامية قبل الغربية. وماذا فعلنا بالإسلام غير أننا جعلناه وسيلة للسلطة ولم يكن دستورا لتحقيق التقدم الذي نرجوه. فمن قال إننا نحتاج أن نغير الشريعة ؟ بل نحتاج أن نطبقها.. نحتاج فقط أن نعرف الإسلام.