هي المراسلة الوحيدة الأمريكية من أصل افريقي التي تعمل في البيت الأبيض، ومدير مكتب واشنطن لشبكات الإذاعة الحضرية الأمريكية التي تبث عبر 300 محطة، في جميع أنحاء أمريكا، يسلط الكتاب الضوء علي القضايا العرقية من خلال عديد من المقابلات مع الرؤساء الأمريكيين: باراك اوباما وجورج دبليو بوش وبيل كلينتون الذي أجرت معه معظم مقابلاته الإذاعية، ووزيرة الخارجية هيلاري كلينتون، ونائب الرئيس آل جور، والسناتور جون كيري. يتضمن الكتاب 8 فصول، الأول عن اصول العنصرية، والثاني عن البيت الأبيض، والثالث عن الإعلام الخاص، والرابع عن الرئاسة والعنصرية، بينما يتناول الخامس والسادس والسابع الرؤساء كلينتون وبوش واوباما، أما الأخير فيدور حول تقارير العنصرية الرئاسية. تقدم الكاتبة وجهة نظر أقلية نادرة في الجماعة الصحفية في البيت الأبيض، وتعكس سنوات تجربتها الشخصية التي عاشتها خلال ولاية رؤساء أمريكا الثلاثةوتعطي القارئ نظرة ثاقبة عما يدور وراء الكواليس حول العرقية في امريكا المعاصرة من مركز قوة الولاياتالمتحدة وصنع السياسة في البيت الأبيض حيث اتاح موقعها كمراسلة في البيت الأبيض التعرف علي القضايا والصراعات السياسية التي واجهها الرؤساء الثلاثة. قالت الكاتبة إنه يجب علي الرئاسة الامريكية الاعتذار لشيطان العبودية وميراث العزلة والتمييز الذي مازال يقمع السود في كل قطاع من المجتمع، وعلي الأمريكيين أن ينهوا المآسي التي ارتكبت لأجيال العبيد واجدادهم سيكولوجياً وروحياً ومادياً. مشيرة إلي أن الرئيس » لينكولن » عندما حرر العبيد وألغي العبودية، رفض أيضاً وجود عبيد في البيت الأبيض. وتري الكاتبة أن كلينتون، جمع بين السياسي الذكي وبين رجل تألم بشكل خاص من الأخطاء التي ارتكبت للأمريكيين من اصل افريقي عبر التاريخ الأمريكي. وعلي الرغم من أن كلينتون احتضنه الكثيرون من المجتمع الأمريكي الأفريقي لكنهم واجهوا صعوبة في معالجة قضايا المجتمع، لأنه كان عليه أن يكافح في قضية التعويضات الساخنة التي لم يصل المجتمع الأسود فيها إلي توافق. وتري الكاتبة أن كلينتون يعتقد أن الطريق الوحيد للأمريكان الأفارقة هو تشكيل حزب يهتم بقضاياهم مثل الوظائف والسكن والتعليم والصحة لرفع تلك المشاكل عن كاهلهموتري الكاتبة ان كلينتون واجه العديد من التحديات مثل اصلاح المنظومة الصحية، والتضييق علي مبيعات الأسلحة، ودفع عملية السلام واتفاقية المناخ، الا انه لم يستطع علاج قضايا العنصرية. أما »جورج دبليو بوش» فتقول المحررة انها تحترمه كزوج وأب مخلص، ولكن تعامله مع ازمة إعصار كاترينا، اعتبرها البعض عنصرية. بينما اشارت إلي أنه أكثر رئيس قدم مساعدات لأفريقيا، لما قدمه من مساعدات إنسانية وتمويل أبحاث لعلاج الإيدز، بالإضافة إلي مبادرته في مكافحة الملاريا في القارة الأفريقية. بينما لاحظت الكاتبة أن »باراك أوباما» وهو الرئيس الذي كان متوقعاً منه أن يتخطي الانقسامات الحزبية المريرة، ويسمو فوق المشاجرات العرقية، والتي حدثت في قت مبكر بعد توليه الحكم، غيابه المفاجئ للعديد من القضايا العرقية التي فرضت نفسها علي الساحة الوطنية. كما وصفت الانتخابات التاريخية لباراك أوباما بأنها لحظة مهمة في امريكا. وعندما يسأل أحد الصحفيين باراك أوباما سؤالاً حول العرق في مؤتمر صحفي رئاسي، فغالباً ما يكون منها. لقد اولت الكاتبة المعركة ضد العنصرية اهمية قصوي في كتابها ولن تتوقف أبداً عن القتال حتي تتمكن من اعطاء صوت لهؤلاء في مجتمعهم والذي تم إسكاتهم لفترة طويلة. كما خصصت لكل رئيس فصلاً من الرؤساء الثلاثة، فضلاً عن العديد من الرؤساء الذين يناقشون مسألة العرق، بينما أفردت مساحة لتاريخ مبني البيت الأبيض، فأشارت إلي أنه يشبه »مبني الكابيتول»، الذي قام ببنائه العبيد، بالاضافة إلي جلب الرؤساء العديد من العبيد، للعيش معهم كطهاة وخدم منازل، وخادمات، كما أنها تري أن الطفل الثاني الذي ولد في البيت الأبيض كان عبداً ينتمي إلي » توماس جيفرسون»، ورأت أنه من السخرية أن يصبح البيت الأبيض رمزاً للحرية والتحرر. كما حاولت الكاتبة أن تلقي الضوء علي الطرق التي تلعب دوراً في قضايا العرق والعنصرية في البيت الأبيض والمكتب البيضاوي، وقالت »نحن أمة تنحدر من العبيد والمواطنين والمهاجرين، ولكننا نسير بعيداً عن هذا، ونشهد المزيد من الأحاديث عن الانقسام اكثر من الأحاديث عن الوحدة».