54 دولة أفريقية يمثلون نحو ربع عدد الدول الأعضاء في الأممالمتحدة تنظر إليهم إسرائيل حاليا علي أنهم كنز قد يحقق لها حلم العضوية غير الدائمة لمجلس الأمن لمدة عامين في الاقتراع الذي سيجري في يوليو من العام المقبل، فالقارة الافريقية تبدو من أصعب المناطق التي تحاول الدبلوماسية الإسرائيلية كسب رضاها بسبب المواقف التاريخية المعارضة لتل أبيب والمؤيدة للمواقف العربية في المنظمات الدولية خلال عشرات السنين الماضية. جهود تل أبيب لدخول مجلس الأمن بدأت منذ إعلانها عام 2000 نيتها التقدم لعضويته عام 2018 - 2019، وعلي مدار السنوات الأخيرة كثفت من تحركاتها داخل افريقيا لتعزيز علاقاتها وعرض الكثير من المغريات علي الأفارقة مثل التعاون في مجالات الري والزراعة والأمن. شارك رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في قمة المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا »الإيكواس» التي أقيمت في ليبيريا يونيو الماضي كأول رئيس غير افريقي يدعي للقمة والتقي عدد من الرؤساء كان دعم ترشح اسرائيل في المنظمات الدولية وعلي رأسها مجلس الأمن علي أولويات مباحثات نتنياهو في ليبيريا. المشاركة في قمة الإيكواس سبقتها زيارات اسرائيلية عديدة خلال السنوات الماضية، أهمها جولة نتنياهو في أوغندا وكينيا ورواند وإثيوبيا في يوليو من العام الماضي، حيث أبدي نتنياهو إستعداده لتقديم مساعدات تنموية وعسكرية متنوعة للدول التي زارها مقابل تعهدها بمساندة إسرائيل في المنظمات الدولية ودعمها لمطلبها باستعادة وضعها كمراقب بالاتحاد الإفريقي. التصويت الافريقي كان في الغالب مناهض لإسرائيل ومساند للقضية الفلسطينية ففي عام 2012، صوتت الأغلبية الكاسحة للدول الإفريقية في الجمعية العامة للأمم المتحدة لصالح منح فلسطين وضع مراقب في المنظمة الدولية. لكن إسرائيل تتحرك دبلوماسيا لكسب تأييد دول افريقية، فعلي سبيل المثال، ساهم امتناع نيجيريا ورواندا عن التصويت في فشل صدور قرار من مجلس الأمن في ديسمبر 2014 يطالب إسرائيل بتوقيع إتفاق سلام مع السلطة الفلسطينية خلال عام والانسحاب من الأراضي الفلسطينيةالمحتلة خلال ثلاث سنوات.. الخطوة القادمة في تحركات إسرائيل الافريقية ستكون إلي توجو التي من المقرر أن تشهد في منتصف أكتوبر القادم القمة الإفريقية-الإسرائيلية للتكنولوجيا العليا والاتصالات والزراعة والأمن، والتي أكد وزير الخارجية التوجولي مشاركة ما بين 20 إلي 25 رئيسا افريقيا في القمة. وعلي الجانب العربي، حذر مجلس الجامعة العربية علي مستوي المندوبين برئاسة الجزائر يونيو الماضي من انتخاب اسرائيل لعضوية مجلس الأمن لعامي (2019- 2020)، اعتمادا علي الكتلة التصويتية الأفريقية، وقالت مصادر دبلوماسية إن الأمين العام أحمد أبو الغيط أجري اتصالات مكثفة مع دول عربية وأفريقية وأرسل خطابات إلي مندوبيات الدول العربية للتنبيه من خطورة التغلغل الإسرائيلي في أفريقيا، من جهتها تري السفيرة سعاد شلبي مساعد وزير الخارجية الأسبق أن تلك المحاولات ستبوء بالفشل بسبب مقاومة فلسطين والدول العربية،مشيرة إلي محاولاتها السابقة للانضمام إلي مجلس الأمن والتي لم يكتب لها النجاج فيها ايضا. واكدت ان اسرائيل ستحاول عقد قمم افريقية مصغرة لحشد التأييد للحصول علي اغلبية التصويت في الجمعية العامة للامم المتحدة،ولكن الدبلوماسية المصرية والجامعة العربية وعلاقات مصرالقويه بالدول الأفريقية لن تسمح لاسرائيل بالحصول علي ما تريد تحقيقه وذلك بالحشد المضاد للدول الصديقة. مشيرا ان اسرائيل ستخوض حربا دبلوماسية شرسة خلال الفترة المقبلة. أكد السفير جمال بيومي مساعد وزير الخارجية الأسبق،ان تلك المحاولة لن تنجح، وان الدعم الأمريكي وحده لا يكفي في هذه الحالة وان حق الفيتو لا يسري علي إجراءات المقعد غير الدائم،حيث يشترط توافق المجموعة التي تنتمي لها اسرائيل، ثم موافقة ثلثي الدول الأعضاء بالمجلس البالغين 196 دولة.واضاف »بيومي»ان اسرائيل ستواجه اعتراضا ضخما من المجموعة العربية والأفريقية وعدد من دول امريكا اللاتينية