استغلت إسرائيل غياب العرب وانشغالهم في مشاكلهم الداخلية والإقليمية، واقتحمت منطقة غرب إفريقيا وتغلغلت فيها من خلال مشاركتها في مؤتمر دول الجمعية الاقتصادية لدول غرب إفريقيا. قال موقع أوول أفريكا إن نتنياهو بدأ منذ عام 2016، حملة تقارب مع الدول الإفريقية حتى تمكن من حضور قمة المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا "ايكواس"، التي عقدت الشهر الماضي في ليبيريا وكانت علامة واضحة على تعزيز العلاقات بين إسرائيل والمنظمة الإفريقية. وأوضح الموقع أن رئيس الوزراء الإسرائيلي أصبح أول رئيس دولة غير إفريقية على الإطلاق يخاطب قمة الايكواس، وقال نتنياهو خلال كلمته في مونروفيا "أؤمن بإفريقيا، وأؤمن بقدراتها، حاضرا ومستقبلا، إنها قارة في ارتفاع"، مضيفا أنه جعل من تعزيز علاقات إسرائيل بالقارة أولوية قصوى. وتابع الموقع: السؤال الذي يطرح نفسه هنا هل الاتحاد الإفريقي لا يزال الناطق باسم الأفارقة بعد دخول إسرائيل فيه وإلقاء نتنياهو خطبة من خلال منبره؟ مشيرا إلى أن وجود نتنياهو في القمة، إلى جانب عدم حضور أي زعيم عربي، يبعث برسالة دبلوماسية واضحة، وهي أن إسرائيل غير مرغوب فيها لدى العرب. وأضاف الموقع: تقليديا، لم يحظ القادة الإسرائيليون باستقبال جيد في إفريقيا، خاصة أن دول شمال إفريقيا لديها أغلبية إسلامية وتدعم القضية الفلسطينية، وقد قطعت دول إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى علاقاتها مع إسرائيل في أعقاب حرب أكتوبر 1973، وتضامنت أغلب الدول الإفريقية مع مصر وقطعت علاقاتها مع إسرائيل حتى عادت مرة أخرى بعد معاهدة كامب ديفيد، ولكن منذ عام 2016 واصل نتنياهو حملة تقارب مع الدول الإفريقية، على أمل تعزيز العلاقات وحشد الدعم الإفريقى لإسرائيل، وقبل زيارته لليبيريا، قال نتنياهو إن هدفه هو "حل هذه الغالبية، أي هذه الكتلة العملاقة المكونة من 54 دولة إفريقية التي تشكل أساس الأغلبية التلقائية ضد إسرائيل في الأممالمتحدة والهيئات الدولية. أشار الموقع إلى أنه من المقرر أن يعود نتنياهو إلى المنطقة في أكتوبر المقبل لحضور قمة إفريقية إسرائيلية في توغو، حيث سيجتمع مع قادة 25 دولة إفريقية لبحث التعاون في مجالات التكنولوجيا والتنمية والأمن، وأن هناك العديد من المحفزات الرئيسية وراء اهتمام إسرائيل بغرب إفريقيا، إذ انتهزت فرصة ظهور الجماعات الإرهابية في تلك المنطقة في السنوات القليلة الماضية وربطت بينها وبين حركات المقاومة في فلسطين لتصفها بالإرهاب، معتبرة تلك هي فرصتها الذهبية لوصف المقاومة بالإرهاب. وأكد الموقع أن إسرائيل بذلك تكون قد استفادت من حقيقة أن النخبة السياسية في إفريقيا، المتأثرة بوسائل الإعلام الغربية التي تقدم أجندة إسرائيلية، قد لا تملك معرفة عميقة بالصراع العربي الإسرائيلي، وقد ركز المسؤولون الإسرائيليون الذين زاروا إفريقيا في السنوات الأخيرة على مساواة المقاومة مع "الإرهاب". وأفاد أن المخابرات الإسرائيلية ركزت على عدد من البلدان مثل ليبيريا وكوت ديفوار، وشجعت رجال الأعمال الإسرائيليين على الاستثمار وإنشاء عدد من المؤسسات الاستثمارية، كما أنشأت شركات أمنية تجمع معلومات استخباراتية عن وجود مؤيدين لحزب الله في البلاد، بينما تولت شركة إسرائيلية كندية للدفاع بمعالجة الأمن في مطار وميناء أبيدجان الدولي، مما جعل تدفق الأفراد والبضائع عبر البلد موضوعا للرصد الإسرائيلي، وسمح لها كل ذلك بزيادة التجارة مع عدد من دول القارة. وخلص تقرير أصدره معهد الصادرات الإسرائيلي عام 2015 إلى أن الصادرات الإسرائيلية إلى إفريقيا لا تمثل سوى 1.6 في المائة، بينما بلغت الواردات من إفريقيا 0.5 في المائة، وهذا يعني أن إسرائيل لم تستفد بعد من ميزة القاعدة الهامة لجماعة الإيكواس التي يبلغ قوامها 340 مليون نسمة، فضلا عن إمكاناتها الاقتصادية ومواردها الطبيعية المتنوعة، ولكن الدبلوماسية الإسرائيلية على مدى السنوات القليلة الماضية مهدت الطريق لمزيد من التقدم. والجدير بالذكر أن إسرائيل تقيم علاقات جيدة مع الدول ذات النفوذ في القارة مثل نيجيريا، خاصة بعد استقلالها عن بريطانيا عام 1960، وكانت إسرائيل مؤيدا سخيا للانفصاليين النيجيريين في حرب بيإفران عام 1967 ولديها مجتمع كبير ومؤثر اقتصاديا هناك. وأقامت تل أبيب منشآت اقتصادية مهمة في البلاد مثل شركة البناء الضخمة نيجرسال، وشركة الهندسة الكهربائية والميكانيكية إتكو ليميتد، كما أن لدى إسرائيل علاقات قوية مع غانا، وحضرت وزيرة الخارجية الإسرائيلية جولدا مائير احتفالات استقلال غانا في عام 1957.