الوطنية للانتخابات: بعثة لوس أنجلوس آخر مقار التصويت بالخارج في جولة الإعادة بالدوائر الملغاة    "إسماعيل" يستقبل فريق الدعم الفني لمشروع تطوير نظم الاختبارات العملية والشفهية بالجامعة    مشاركة رئيس جامعة قناة السويس في افتتاحات تنموية بمحافظة الإسماعيلية    بعد خفض سعر الفائدة 1%.. كيف ينعكس قرار البنك المركزي على أسعار الذهب والبورصة في مصر؟    وزير الاتصالات يبحث مع غرفة التجارة الأمريكية تسريع التحول الرقمي والتشريعات    السعودية تطالب المجلس الانتقالي في اليمن بسحب قواته من محافظتين جنوب البلاد    الكرملين: موسكو قدمت عرضا لفرنسا بخصوص مواطن فرنسي مسجون في روسيا    العنف فى الضفة الغربية بات تطبيقًا ممنهجًا لسياسة الضم    الجونة يتعادل ايجابيًا مع البنك الاهلي بكأس عاصمة مصر    ضبط 360 كيلو دجاج فاسد في حملة تموينية بدمياط    له 72 سابقة.. مصرع مسجل خطر في تبادل إطلاق نار مع قوات الشرطة ببنى سويف    بعد عام من الانفصال.. طلاق شريف سلامة وداليا مصطفى    صحة بني سويف تنظم برنامجا تدريبيا لأطباء وتمريض أقسام حضانات المبتسرين    محمد صلاح يحتفل بالكريسماس مع مكة وكيان رغم تواجده مع منتخب الفراعنة بالمغرب    تكدس مروري في الرياض بسبب حفل تامر عاشور    برلمانية: الاستحقاق البرلماني الأخير يعكس تطورًا في إدارة العملية الانتخابية    سيناريوهات التعامل الفلسطيني مع خطة ترامب وقرار مجلس الأمن بشأن مستقبل غزة    محافظ الوادى الجديد يلتقى رئيس مركز بحوث الصحراء لبحث تعزيز التنمية الزراعية    اصابة 6 أشخاص فى حادث انقلاب سيارة ميكروباص على طريق المنصورة - دمياط    تراجع معظم أسواق الخليج وسط ‍تداولات محدودة بسبب العُطلات    السجن المشدد 15 سنة للمتهم بخطف طفلة وهتك عرضها بالشرقية    نائب محافظ الجيزة يتفقد المراحل النهائية لتشغيل محطة رفع الصرف الصحى بدهشور    محافظة قنا تواصل تطوير طريق قنا–الأقصر الزراعي بإنارة حديثة وتهذيب الأشجار    الجيش السوداني يصدّ محاولة اختراق للدعم السريع قرب الحدود مع مصر وقصف جوي يحسم المعركة    عاجل- المركز الإعلامي لمجلس الوزراء ينفي بيع مصانع الغزل والنسيج ويؤكد استمرار المشروع القومي للتطوير دون المساس بالملكية    الجزائرى محمد بن خماسة آخر عقبات الإسماعيلى لفتح القيد في يناير    اتحاد الكرة يحذر من انتهاك حقوقه التجارية ويهدد باتخاذ إجراءات قانونية    كوروكوتشو: مصر واليابان تبنيان جسرًا علميًا لإحياء مركب خوفو| حوار    بعد 25 سنة زواج.. حقيقة طلاق لميس الحديدي وعمرو أديب رسمياً    صندوق التنمية الحضرية يعد قائمة ب 170 فرصة استثمارية في المحافظات    إزالة مقبرة أحمد شوقي.. ماذا كُتب على شاهد قبر أمير الشعراء؟    هل للصيام في رجب فضل عن غيره؟.. الأزهر يُجيب    وزير الخارجية: التزام مصر الراسخ بحماية حقوقها والحفاظ على استقرار الدول المجاورة    محافظ الدقهلية: تقديم أكثر من 13 مليون خدمة صحية خلال 4 أشهر    ما هو ارتجاع المريء عند الأطفال، وطرق التعامل معه؟    بشير التابعي يشيد بدور إمام عاشور: عنصر حاسم في تشكيلة المنتخب    بعد أزمة ريهام عبدالغفور.. تصعيد جديد من المهن التمثيلية    جامعة بدر تستضيف النسخة 52 من المؤتمر الدولي لرابطة العلماء المصريين بأمريكا وكندا    ادِّعاء خصومات وهمية على السلع بغرض سرعة بيعها.. الأزهر للفتوي يوضح    البابا تواضروس يهنئ بطريرك الكاثوليك بمناسبة عيد الميلاد    معارك انتخابية ساخنة فى 7 دوائر بسوهاج    الوطنية للانتخابات: إبطال اللجنة 71 في بلبيس و26 و36 بالمنصورة و68 بميت غمر    محافظ الجيزة يفتتح قسم رعاية المخ والأعصاب بمستشفى الوراق المركزي    محافظ الوادى الجديد يلتقى المستشار الثقافى للسفارة الهندية بالقاهرة    كرة طائرة - بمشاركة 4 فرق.. الكشف عن جدول نهائي دوري المرتبط للسيدات    مصادرة 1000 لتر سولار مجهول المصدر و18 محضرا بحملة تموينية بالشرقية    إيبوه نوح.. شاب غانى يدعى النبوة ويبنى سفنا لإنقاذ البشر من نهاية العالم    حسام حسن: ⁠طريقة لعب جنوب أفريقيا مثل الأندية.. وجاهزون لها ولا نخشى أحد    من هو الفلسطيني الذي تولي رئاسة هندوراس؟    عبد الحميد معالي ينضم لاتحاد طنجة بعد الرحيل عن الزمالك    نائب وزير الصحة تتفقد منشآت صحية بمحافظة الدقهلية    مواقيت الصلاه اليوم الخميس 25ديسمبر 2025 فى المنيا    أمن القليوبية يكشف تفاصيل تداول فيديو لسيدة باعتداء 3 شباب على نجلها ببنها    وزيرا «التضامن» و«العمل» يقرران مضاعفة المساعدات لأسر حادثتي الفيوم ووادي النطرون    سحب رعدية ونشاط رياح.. طقس السعودية اليوم الخميس 25 ديسمبر 2025    حكم تعويض مريض بعد خطأ طبيب الأسنان في خلع ضرسين.. أمين الفتوى يجيب    أحمد سامي يقترب من قيادة «مودرن سبورت» خلفًا لمجدي عبد العاطي    ما حكم حشو الأسنان بالذهب؟.. الإفتاء توضح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



إبراهيم عيسي »جيفارا« الصحافة المصرية في وصلة صراحة:
نجحنا في إسقاط الفرعون الأعظم وقارون وهامان لم يتعلما الدرس
نشر في الأخبار يوم 18 - 05 - 2011

لا تستطيع ان تحاوره لانك وقتها ستكون في اختبار مهني صعب ومرهق..
لا تستطيع ان تستفزه فخبراته وحنكته وحرفيته قادرة علي ترويض اسئلتك وقراءة خفايا واسرار ما وراء السطور.
لا تستطيع ان تشاغبه فقلمه اللاذع ومقالاته المشاغبة وحضوره الطاغي وقناعاته تجبرك علي الإنصات إليه باهتمام.
.. الحوار مع إبراهيم عيسي له طعم مختلف عن الآخرين.. عباراته تصلح لأن تكون مانشيتا صحفيا مميزا.. يعبر عن أفكاره بعبارات واضحة ومحددة ودقيقة.. تاريخه ونضاله الصحفي يعرفه كل العاملين في بلاط صاحبة الجلالة فهو كما يطلق عليه »جيفارا الوسط الصحفي« واحد المناضلين القلائل الذين قالوا لا في وجه سلطان جائر.. تعرض للسجن والحبس والإغراءات من أجل »لا«" ولكنه لم يقلها.. سرقوا فرحة عمره ودستور حياته وزيفوه ولكنه لم يستسلم فقد كان مثل المحارب الروماني كلما ازداد طعنا زادت قوته وخبراته..
إبراهيم عيسي صحفي بدرجة مشاغب جدا التقيناه داخل صومعته الصحفية في جريدة التحرير »قنبلته الصحفية الجديدة« التي ينوي تفجيرها التقيناه ودار معه حوار عن السياسة والصحافة والوطن..
أنت من الصحفيين القلائل الذين وقفوا فترة طويلة في وجه النظام بكتابتهم وافكارهم وآرائهم.. كانت لك مقولة شهيرة عندما سئلت عن رأيك في التعديلات الدستورية فأجبت »اننا لا ننتظر تعديلات دستورية بل ننتظر تعديلات ربنا« هل كنت تعتقد تلك النهاية الدراماتيكية للنظام السابق؟
- طول الوقت كانت هناك دعوة للشعب ان يستيقظ مما هو فيه وينتبه للحال المؤسف الذي وصل اليه لذا فلم أفاجأ بما جري لانني دعوت اليه وتمنيته اما عن مشاعر 25 يناير و28 يناير فقد كان هناك الكثيرون في الميدان يأتون للحديث معي ويؤكدون انهم خرجوا للثورة علي الظلم واثبات انهم ليسوا خانعين أو سلبيين أو خاضعين وأري أن حالة التحفيز وتشجيع الهمم جاءت بنتيجة علي مرحلتين هي تحفيز همم الطبقة المتوسطة التي ظهرت علي الفيس بوك والمدونات ثم المرحلة التالية النزول الي الشارع وقد فوجئت بالعدد والحجم الهائل الذي لم اكن اتوقعه وان كنت اتمناه اما المفاجأة المدهشة فهي التصميم الذي وجدته والرغبة في الخلاص وليس الحجم فقد خرجنا في 25 يناير وكان غاية المرام من رب العباد هو الوصول إلي نصف مليون وكان من الممكن ان ننتهي عند هذا العدد وكنت اطالب بأن نستمر في التحرير حتي تتحرر مصر وقتها لم تكن لدي أي توقعات بان يكون لدي هذا العدد هذا الاصرار الرهيب الذي ظهر واضحا في 28 وما تلاها.. المفاجأة لم تكن في العدد لانه كان تعبيرا عن غضب حقيقي كنا نعلم بوجوده ولكن كنا في انتظار التعبير عنه والحدث الاكبر هو التصميم علي التغيير لذا خرج الشعب يطالب باسقاط النظام والتصميم علي هذا الشعار طول الوقت والاصرار عليه لذا كان الهدف واضحا وموجودا ومعبرا عنه في جملة »هو يمشي مش حنمشي«.. وقد تمخض هذا الامر عن فئتين الاولي أناس ارتضت بقليلها وهي النخبة السياسية التي فوجئت بتنازلات رهيبة من قبل النظام كانوا يتمنونها من قبل باعتبارها اهدافاً استراتيجية ووجدوا انها تحققت في 48 ساعة سواء بتغيير الحكومة وتعيين نائب للرئيس واقرار تعديلات دستورية وهذا الفريق كان خياله محدودا قديم الانتماء وعجوز السن يري اننا حصلنا علي ما نريد وهذا يكفي اما التيار الآخر وكانوا لحسن الحظ الغالبية سنه اقل وليس منظما سياسيا في أحزاب قديمة بالية وصاحب خيال حر لذا كان مصمما علي التغيير الكامل وتحقيق الحلم حتي النهاية وهو الحمد لله التيار الذي انتصر في النهاية لذا فاني أري أن روح التصميم والمثابرة هي المفاجاة الحقيقية للثورة وتم تجسيد حضارة ال7 الاف سنة في ال18 يوما..
وكيف تري مستقبل الفئتين في الوقت الراهن ؟
- الجيل صاحب الخيال الواسع اللانهائي الذي ادار تنحي مبارك لا يدير الحكم حاليا.. هي ثورة يديرها المجلس الاعلي للقوات المسلحة بطريقة غير ثورية.. خيال الرضا بالقليل هو الذي يحكم حاليا.. خيال »هو يمشي احنا مش حنمشي« الذي ثار بينما خيال التفويض هو الذي يحكم.. الثوار لا يحكمون بينما ما يحدث حاليا هو الاصلاح التدريجي لا مربع الثورة.. لا احد اختار الجيش لادارة الثورة بل لحمايتها.
هل كنت تتوقع حجم الفساد الرهيب الذي تم اكتشافه بعد سقوط النظام ؟
- لقد كانت ادارة فساد لا فساد ادارة ولكن لو عدنا للصحف الخاصة والمعارضة واستجوابات مجلس الشعب 98 ٪ من قضايا الفساد الحالية كان معلنا عنها وفي استجوابات برلمانية سابقة مثل صفقة الغاز التي تناولناها كثيرا وقد كتبت عنها مقالا تحت عنوان »أسألوا حسني مبارك«.. الجديد بعد التنحي انها تنسب لمبارك رغم ان كل شئ في السابق كان واضحا ومكشوفا للجميع.
وجهت إلي الرئيس السابق عبر مقالتك »انك ميت وانهم ميتون« ضرورة الاتعاظ وتذكر الآخرة هل تري مقالتك تتحقق في الوقت الحالي ؟
- الرئيس السابق لم تؤثر فيه عظة الموت هو ومن معه رغم ان اعمارهم السنية كبيرة تتخطي السبعين الا انهم لم يتذكروا يوم الحساب لحظة واحدة.. وقد كتبت مقالا باسم »عمي السلطة« كانوا مصابين بحالة من الغطرسة والغرور والتوحش ويشعرون انهم امتلكوا الدنيا لذا عندما اسقط الله عز وجل فرعون اسقطه ومن معه وأري ان سقوط مبارك معجزة مصرية حقيقية لانه تم بدون موسي فلم نكن نملك موسي كذلك فان سحرة فرعون لم يؤمنوا فهم حتي الان مصرون علي فرعون كما ان فرعون لم يغرق بارادة الهية بل نحن قررنا ان يسقط فسقط كما ان فرعون لديه قارون وهامان ونجد ان الفساد المالي متمثلا في قارون والفساد الاعلامي المتمثل في التضليل الاعلامي وهو ماكان يفعله هامان لذا فنحن امام حالة قرآنية في بلاغة مدهشة .
عانيت كثيرا بسبب مقالاتك النقدية ودفعت الفاتورة باهظة وكدت ان تتعرض للسجن بسبب النظام السابق؟
- لا اقف كثيرا علي المعاناة الصحفية لان ما فعلته هو واجبي وليست اضافة او زيادة وفي العادة لا شكر علي واجب وليس فضلا مني ان اؤدي واجبي وكنت اعلم انني اهاجم رئيس دولة ديكتاتورية ورئيسا فرعونيا وكان من الطبيعي ان اواجه ردودا عنيفة فلم اكن انتظر منهم شكرا ومديحا علي نقدي لهم وكل ما فعلته كنت اعتبره زكاة عن صحتي واولادي وسترا من الله ولا احب الكلام عن كوني بطلا أو انني فعلت مالم يفعله الاخرون بل كنت اؤدي واجبي وعملي وكون الاخرين لم يؤدوا واجبهم فهذا تقصير منهم فانا رجل اطفائي في النهاية ولا ينبغي ان يمتدح عندما يقوم بواجبه لانه مستعد للتضحية بروحه من اجل الاخرين والصحافة هدفها الاساسي إظهار الحقيقة وهذا واجب وليس تطوعا.
كيف تري الاسماء المطروحة للانتخابات الرئاسية ؟
- أري ان الحديث عن الانتخابات الرئاسية يستنزف جهدا ووقتا كبيرا من الحديث اكثر من الحديث عن امور اكثر اهمية في الوقت الحالي مثل الانتخابات البرلمانية وهناك شئ سياسي موجود ولكنه مغيب مثل لجنة تعديل الدستور والذين لا نعرف كيف تم اختيارها ؟ وعلي اي اساس ويجلسون في صندوق اسود وفي غرفة مظلمة لاعداد قانون مباشرة الحقوق السياسية وفي النهاية تفاجأ به ولا تجد انه تم طرحه للحوار المجتمعي كما نلاحظ ايضا ان هناك استئثارا للاخوان المسلمين فنجد انهم قاسم مشترك في صناعة كافة القوانين التي تتعلق بمستقبل مصر بينما باقي القوي السياسية مغيبة تماما لذا فان الكلام عن الثوابت والدستور ومباشرة الحقوق السياسية وموعد الانتخابات يتم في غرف مغلقة بعيدا عن الرأي العام ودون مشاركة القوي السياسية باستثناء الاخوان المسلمين الذين يحظون باهتمام خاص مبالغ فيه من قبل المجلس العسكري ظنا من الاخير بانهم القوي الاساسية في المجتمع لذا يجب الاهتمام بهم حتي لا يسببوا صداعا وهذه نظرة قاصرة منهم او انه يوجد هوي ما تجاه هذا الموضوع وما يبدد الامرين ان يكون الحديث بشفافية وأمام الملأ.. وأتساءل لماذا لم يحضر ممثلون عن الجيش في مؤتمر مصر الاول هل بسبب غياب الإخوان المسلمين؟
لذا فانني أري عدم استنزاف انفسنا في الحديث عن المرشحين الرئاسيين فمن قبل لم يكن أحد يتكلم عن مبارك ومدي صلاحيته للترشح الان اصبح الجميع حكماء يدلون بآرائهم في المرشحين للرئاسة.. هذا استنزاف لطاقة الحياة السياسية في مصر واشغال لنا عن الانتخابات البرلمانية التي تعد العبء الحقيقي او كتابة دستور حقيقي يتم اعداده عبر اسماء تم اختيارها بدون معرفة لذا ينبغي عدم الكلام عن الانتخابات الرئاسية في الوقت الراهن خاصة واننا لا نعلم متي ستحدث وان نتحدث عن مستقبل مصر تأسيسا علي دستور جديد والانتخابات البرلمانية بضماناتها ووان نناقش الاحزاب الجديدة والجدل حولها والمناقشة في برامجها وننقل الحوار الي منطقة عملية وواقعية .
وماذا عن حالة الاحتقان الديني والطائفي والتي ظهرت ارهاصاتها من خلال العلاقة بين السلفيين والصوفيين والمسلمين والمسيحيين ؟
- لدينا أمراض متراكمة من عصر فات نتيجة غياب الحرية والتعصب والجهل والفكر الديني المتطرف وانصراف الناس عن السياسة وتفرغهم للجامع والكنيسة لحل المشاكل بكل انواعها .. وهي مشاكل لن تحل بين يوم وليلة ولكن يجب الاعتراف بوجود مشكلة ونشخصها ومن ثم علاجها ولا يصح اللف والدوران في التشخيص لانه نصف العلاج ولا يجب عدم نشخيص العلاقة واختزالها أو التقليل منها أو التشخيص بشكل خاطئ المشكلة ان العقل المصري اصبح عقلا متطرف وطائفيا ومذهبياً نتيجة تعرضه للتجريف طيلة السنوات الماضية فاصبح »لاسع« بسبب المدخلات التي تدخل إليه عبر التعليم والفضائيات فأدت إلي زيادة في التخلف واصبحت هناك مشكلة في جينات الأفكار في الدماغ المصري ومن الممكن ان تتغير عبر التعليم والثقافة ومقاومة حقيقية للعفن الموجود وليس علي طريقة وضع التراب تحت السجادة وهذا يحتاج الي سنين لمعالجة التلوث اما الملف الثاني علي الأرض وهو الملف الأمني حيث يجب الالتفات الي مشكلة ان الاسلوب الشرطي والتسيب الأمني والرغبة المتعمدة في الانتقام من الشعب المصري ووزير الداخلية ليست قوية وهناك حالة رخوة للتعامل مع الملف الامني وهناك الكثيرون من ابناء النظام السابق في الجهاز الامني ممن تربي علي العدوان والقمع والقهر وعدم احترام حقوق الإنسان والتعالي علي المواطن هم اصحاب مفاتيح وزارة الداخلية كي يرسلوا رسالة ان الحرية هي الفوضي وهذه هي حقيقة المظاهرات .. كما اننا نطالب بمنع العنف بوسائلك وليس معني ذلك استخدام العنف المفرط نطلب فقط منك الاسترجال والخشونة وليس معني الديمقراطية هي القمع، الديمقراطية ليست فوضي.
أصبح هناك قطاع مجتمعي عريض يتتشاءم ويتسرب إليه الملل من الوضع الراهن واصابه احباط وسط مخاوف من تزايد أعداد كارهي الثورة ؟
- هؤلاء لم يصنعوا الثورة ولم يتصدروا مشهد صناعة الثورة التي قام بها 12 مليون شخص.. كل ثورة في العالم نجد من يؤيدها ومن يرفضها ومن يتردد معها ولم يستوعبها ومازالوا مرتبطين بالماضي وهو امر انساني وسياسي أما انزعاج البعض من الثورة فهذ ليس فاهماً فالثورة لم تطلب من حسني مبارك ان يطلب من مبارك اعطاء أوامره للداخلية بالانسحاب أو تطلب من حبيب العادلي إخراج البلطجية والقتلة من السجون.. هل الثورة طلبت من منصور العيسوي ان يتعامل بليونة مع الملف الأمني؟.. أو طلبت من الحكومة ان تكون رخوة؟.. الثورة ليست مسئولة عما يحدث.. الثورة فعلت كل الايجابيات ولكن الادارة السيئة لما بعد الثورة وبقايا النظام السابق هي من صنعت السلبيات.. ولو ركزنا لوجدنا ان الطرفين اللذين كانا ضد المظاهرات هم السلفيون الذين صدرت منهم فتاوي بعدم الخروج علي الحاكم لانه كفر والاقباط الذين استجابوا لنداء الكنيسة التي قالت ان مبارك اعظم واحد في الدنيا ودعت لجمال مبارك كوريث وكأنه تم تعميده في الكاتدرائية وبدت كانها ملحقة بامانة السياسات بالحزب الوطني وكان الطرفان علاقتهما بأمن الدولة »فلة ومتعاونان معه« الان حدث بينهما الصدام..
ولكن كيف يمكن التعامل معهما ؟
- لابد من فصل الأقباط عن الكنيسة وان تعد بالنسبة لهم دار عبادة فقط ونطلب منهم كما يطلبون منا ان نتعامل معهم كمواطنين لا اقباطا اما السلفيون فيجب مواجهة افكارهم ومناقشتها والرد عليها وعدم التخوف من ذلك واحذر من تكرار ماحدث في بداية الثماينيات من موالاة ونفاق للتيار الاسلامي وانتهي الامر الي الارهاب في منتصف التسعينيات..
الدين لا يمثل سبحة وجلباباً وسجادة صلاة كما ان الدين لا يمثله الاخوان او السلفيون لذا لا ينبغي عدم حدوث نفاق ديني ومواجهة الافكار أما التعامل الامني فقد ثبت فشله ويجب ان يعبر عن افكاره بشرط التزامه بالقانون وعدم استخدام العنف ولا يحض علي الكراهية وازدراء الاديان وتحقير جماعات من الشعب المصري وهو امر لا يمكن القبول به.
وأتساءل.. متي كان الاسلام حكرا علي أي تيار أو طائفة ؟.. الاسلام حكم بأكثر من طريقة في الفترة اللي مضت ولا اري ان البرنامج الذي قدمه الإخوان المسلمون يختلف عن برامج الاحزاب الاخري ..اين المنتج الجبار الرهيب الذي اتوا به؟..لا أري فيه أي انجاز؟.. كذلك فان منتج السلفيين لا يتناقشون.. فقد رأينا وجهين للجماعات الاسلامية.. وجه يقتلنا ووجه يفتلنا ولا ادري لو وصلوا للحكم اي وجه سيتخدمونه معنا.
الدولة المدنية تتعرض لحرب وحملة تشويه كبيرة شديدة بانها تعني انها ضد الدين ؟
- لقد عاشوا في ظلال الدولة المدنية ولم يصدروا امارة انها سيئة كما ان الاسلام يدعو للدولة المدنية هذه تصورات خاطئة يمكن تفنيدها فقد كانوا يقولون الان ان الحكم صندوق الانتخابات فاين موقف الصندوق في الاسلام؟ الم يروا ان الاحزاب كفر الان يستعدون لتكوين احزاب .. اي جماعات تلك الاطمئنان اليها انها ستدير بلد.
البرادعي تعرض لحملة تشويه رهيبة ؟
- اضاليل نشرها النظام السابق شبكة الحياة السياسية في مصر محدودة وبها امراضها الخاصة .. البرادعي رفض نزول مظاهرات صغيرة ودعا الي اول مظاهرة مليونية وبالفعل كان اول المشاركين فيها عند حدوثها وتعرض للضرب ونزل ميدان التحرير .. هناك حماقة في الحياة السياسية فخورة بذاتها وتلك هي المشكلة وتلك هي اسوأ مافي السياسة..يجب التفريق بين المرشح الرئاسي والناشط السياسي فالمرشح الرئاسي له طريقة تانية في الادراك والفهم وترك مسافة بينه وبين الناس.. نحن لا زلنا في الف باء العمل السياسي لذا لابد من اعادة النظر..
محمد البرادعي هو الوحيد من السياسيين الذين كانوا يصرون علي رحيل مبارك والباقي وافق علي التفويض باستثناء البرادعي واسامة الغزالي حرب والدلائل موجودة وكلهم كانوا موافقين علي استمرار مبارك.. مصر لا تحتاج الجعجعة السياسية التي يديرها الأمين العام لمنظمة ديكتاتورية لم يقل لا لاي ديكتاتور ولم يدافع عن اي مصري تم حبسه بسبب موقفه كان مزمورا سياسيا دعائيا لحسني مبارك وكل الديكتاتوريين العرب ولم يتحدث كلمة دفاعا عن الحرية طيلة 20 عاما.. أم من جاء من منصبة المرموق وطالب بالديمقراطية في وجه مبارك وتعرض لحملة تشويه باي عقل راشد يمكن المقارنة بين الاثنين؟ .. كما ان مصر في امس الحاجة إلي عقل راشد لديه القدرة علي الادارة .. وهل جامعة الدول العربية ادارة ؟ دي مسخرة ادارية .
البعض يعيب عليه عدم القدرة علي التواصل مع رجل الشارع ؟
- ومن الذي نزل الي رجل الشارع والنجوع والقري ؟.. الشعبية لا تعني الجلوس في دوار العمدة هذا منطق بدائي وقبلي وقديم هناك حملة انتخابية والرئيس ليس مطلوبا ان يقيم علاقات مع الناس بل يطرح خطبه واراءه ومشروعه وبرنامجه ويسمعهم في مؤتمراته ويجيب علي الاسئلة المطروحة ويعقد مناظرات .. كما اننا نتكلم عن ساحة انتخابية .. الخريطة لم تكتمل بعد .. من طرح اسمه حاليا شخصيات محترمة ولها دور مع تحفظي علي طرح عمرو موسي لنفسه واراها جراءة من رجل لم يكن في يوم من الايام مدافعا عن الحرية او مطالبا لها.. كل مرشح له دوافعه للترشح في الانتخابات الرئاسية الا عمرو موسي الذي اعتبر ان امارته الوحيدة هو شعبان عبد الرحيم هذا الوهم الذي يجري وراء فكرة فلكلورية هزلية يريد تحويلها الي حقيقة كما ان القائمة لم تكتمل لان هناك اسماء محسوبة علي التيار الاسلامي فلو قرر ابو الفتوح وسليم العوا ترشيح انفسهما وهما شخصيتان مرموقتان وسيسحبان من رصيد عمرو موسي فالمشهد سيتغير مع اعلان الاثنين طرح اسميهما .
ننتقل الي المشهد الاعلامي وتجربتك الاخيرة مع قناة التحرير كيف تري موقع القناة الوليدة علي الخريطة الفضائية ؟
- المشهد التليفزيوني لم يتغير .. كل قنوات التليفزيون في مصر .. يملكها رجال اعمال يربطهم امران: التعليمات والمصالح، والجميع كان يتلقي في عهد النظام السابق التعليمات وينفذها تماما ولا يستطيع احد ان ينكر ذلك لان الجميع كان ينفذها لانها ترتبط بالمصالح .. تعاملت مع ملاك بعض تلك المحطات علي انها وطنية الا انها كانت تحكم بمصالحها وقراراتها وكانت تسمع لامن الدولة فهولاء ليسوا احرارا أو مستقلين لذا جاءت فكرة التحرير حتي لا نتلقي تعليمات من احد او كما اننا ليست لدينا مصالح نرغب في الحصول عليها فملكية رجال الاعمال للقوات الخاصة تطعن في الاستقلالية والمصداقية لذا فان التحرير اول قناة مصرية يملكها اعلاميون فملاكها صحفي وفنان ديكور ومدير محطة اي اننا مهنيون في المجال ولسنا رجال اعمال ليست لديهم اي خبرة اعلامية ..
وماذا عن جريدة التحرير؟
- بعد انتقال ملكية الدستور لم يعد متبقيا إلا صحيفتين يمتلكهما ناشران هما عصام فهمي وابراهيم المعلم وبعد ان باع عصام فهمي الدستور لم يعد باقيا إلا المعلم الذي يعمل في مهنته وهي اصدار الصحف وليس رجل اعمال يصدر صحفا لتكون وجها لأنشطة اخري فالتحرير فكرة نابعة من كونها ملكية ناشر وانها الصحيفة الاولي التي تم اصدارها بعد ثورة يناير كما ان لدينا طموحا بان نصنع صحافة مختلفة عن السائر والتقليدي وان يكون متوافقا مع عصر يختلف ومجتمع يتغير ضد الصحافة التقليدية وحجم طموحنا واضح وكبير وكما حقتت 30 ٪ من طموحي في الدستور فاتمني ان احقق 40 ٪ من طموحي في التحرير .
كيف تري الصحافة القومية بعد الثورة؟
- ستستعيد مكانتها فالاخبار استعادت عافيتها نتيجة ان رئيس تحريرها شخص مهني وذكي والمهنية لا تعني انك لست صاحب موقف بل ان المهنية تعني انك صاحب راي وموقف يتبع اسلوب المهنة لا الوظيفة .. فملكية الصحافة القومية خلقت من صحفييها موظفين كأسنان المشط ولكن المهنية تجعلك متفردا عن الاخرين وهناك تميز بين صحفي وآخر إذن اري ان الصحافة القومية ستستعيد عافيتها لو كانت معبرة عن الناس كلها لا الدولة ولو اكتمل ذلك ستسعيد عافيتها بقوة كما ظهرت بوضوح بارز في الاخبار ونري ارهاصاتها في الاهرام وروز اليوسف وستسحب كثيرا من رصيد الصحف الخاصة لانها لم تكن تملك من قبل مساحة الحرية الحالية لذا عندما تستعيد قوميتها ستستعيد عافيتها
هل تقرأ الدستور ؟
- بعد ان فصلني سيد البدوي يوم 5 أكتوبر بالليل وحتي تلك اللحظة لم اقرأ دستور بدوي ادوارد.
كلمة توجهها إلي تلك الاسماء:
مبارك: لا اقول له شيئا
المجلس العسكري: مجلس رئاسي
محمد البرادعي: رجل الحلم
شباب الثورة: ليست ثورة شباب
الإخوان المسلمون: قيادتهم تتحدث مثل صفوت الشريف في توزيع مقاعد مجلس الشعب
عبد الله كمال: كان صديقا وانقطعت علاقتي به وليست لدي مشاعر سلبية تجاه أي احد من مبارك وحتي من اذوني بكلامهم وطعناتهم لدي مشاعر واضحة تجاه النصابين والخونة
إبراهيم عيسي: في انتظار روايتك الجديدة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.