لسنا ضد كل من يؤنبه ضميره ويرد مالا أخذه بغير حق أو حتي يرده إفلاتا من عقاب.. فما أحوجنا في ظروفنا العصيبة إلي كسرة خبز نطعم بها أسرة حُرمت من طعم الحياة -بفعل فاعل- حتي تربي أبناءها. وحتي لا يتحسر أحد علي حرمان أبنائه مثلما تحسر رئيسنا "المتنحي كرها"-وخلع قلبي حزنا علي أبنائه- حين قال: علاء وجمال لم يحصلا علي حظهما من الدنيا..! لكن رغم حالتنا العصية علي الوصف واحتياجنا لاسترجاع "كل جنيه" تم الاستيلاء عليه "خنصرة" أو تم تحويله سرقة أو عمولة ليسكن بنوك الخارج.. نسأل أنفسنا سؤال الحزين المنهوب.. هل يسهم المال المسترد- إن رد فعلا- في عودة الروح لشهدائنا من الشباب.. ! وهل ترتاح من لوعتها قلوب أمهات شهداء معركة التحرير ويشفي غليلها عودة المال المنهوب-أن رد فعلا - وتجف دموع أمهات من قتلوا غدرا برصاص تم استيراده من الخارج لإسكات حناجرنا لو تساءلت: من سرق الوطن منا وجعلنا نعيش فيه غرباء بل أضل.. ؟! وهل يقدر المال المنهوب المسترد- إن رد فعلا- علي استعادة أرواح من زهقت أرواحهم بالقمح المسرطن والدم الملوث والسكن العشوائي..وهل يقدر علي استعادة عافية ملايين المصريين المصابين بالأورام السرطانية وتليف الكبد الوبائي..وهل يقدر علي استعادة أرواح من قتلوا غدرا بالعراق واستهان بدمائهم الزكية السيد الرئيس المتنحي قائلا :وأيه اللي خلاهم يروحوا العراق يستهلوا..! وهل يقدر المال المنهوب المسترد- إن رد فعلا- أن يعيد لأطفال قصر آباءهم وأمهاتهم الذين فقدوا أرواحهم بحثا عن قرارات علاج علي نفقة الدولة كان قد استولي عليها وزراؤنا وممثلو الشعب في برلمان السيد الرئيس وحكومته..! وهل يسهم المال المنهوب المسترد- إن رد فعلا- في رجوع أبنائنا العاملين كالأسري في بلاد تنطق نفس لغتنا.. ذهبوا للعمل بها بحثا عن لقمة عيش كريمة ضن بها الوطن علي أبنائه.. بعدما سرقت أموالهم بالوطن.. وكان يمكن لهذه الأموال المنهوبة الساكنة في بنوك الخارج أن توفر فرص عمل تقي أطفالنا ذل السؤال وحرقة الغربة وظلم الأقربين..! وهل يقدر المال المنهوب المسترد- إن رد فعلا- علي استعادة الانتماء لشريحة كبيرة من المصريين فقدت انتماءها علي مدار ثلاثين عاما بتدريبهم علي ايدي شياطين الحزب الوطني وأمن الدولة علي آليات تفعيل الفتنة الطائفية وإذكاء روح العداوة بين أبناء الوطن الواحد ..! لكني لا أظن أن المال المنهوب المسترد- إن رد فعلا- بقادر علي استعادة أخلاق المصريين التي تم سلخها في سوق البحث عن لقمة العيش التي عزت عليهم وجعلتهم يبيعون أطفالهم لمن يدفع الثمن وهم يرون بأعينهم كيف يعيش سارقو الوطن في بحبوحة من العيش مع أبنائهم.. وكيف تم رطرطة فرص العمل علي أقدام أبناء المسئولين والمستوزرين ومن نحا نحوهم..! ورغم ذلك ..تحية لمن أنبهم ضميرهم طوعا أم كرها وودوا رد المال للوطن..وأظن أنهم يحسدون من "ستفوا" أوراقهم وحسبوا أنهم أفلتوا من بين يدي الكسب غير المشروع وخرجوا بالغنيمة من طرة تاركين رفقاءهم هناك ولا أظن أنهم لن يساعدوهم..! ورغم تقديري للنية في عودة المال المنهوب وددت لو وجهت سؤالا لمن ارادت أن تكون أما للمصريين.. ماما سوزان هل رد المال الحرام يمحو عار السرقة.. ويعيد أرواح الشهداء؟!