لا يخلو عصر من المنافقين الذين يتسترون بالدين لبث الفرقة والفتنة بين المسلمين وتشتيت شملهم، حتي وصل الأمر بهؤلاء المنافقين أن يبنوا مسجدا يتخذونه منطلقا لهذا الغرض عرف بمسجد الضرار. وحكاية مسجد الضرار بالمدينةالمنورة بدأت مع غيرة منافقي المدينة بقيادة أبي عامر الخزرجي من قوة المسلمين وانتشار دعوتهم وتمكنها من قلوب الناس فشرعوا في بناء مسجد قريب من مسجد قباء، فبنوه وأحكموه وفرغوا منه قبل خروج رسول الله صلي الله عليه وسلم إلي تبوك، وجاءوا فسألوا رسول الله صلي الله عليه وسلم أن يأتي إليهم فيصلي في مسجدهم ليحتجوا بصلاته فيه علي تقريره وإثباته. وذكروا أنهم إنما بنوه للضعفاء منهم وأهل العلّة في الليلة الشاتية. فعصمه الله من الصلاة فيه وقال» إنا علي سفر ولكن إذا رجعنا إن شاء الله »، فلما قفل عليه الصلاة والسلام راجعاً إلي المدينة من تبوك ولم يبق بينه وبينها إلا يوم أو بعض يوم، نزل عليه جبريل بخبر مسجد الضرار وما اعتمده بانوه من الكفر والتفريق بين جماعة المؤمنين، فبعث رسول الله صلي الله عليه وسلم إلي ذلك المسجد من هدمه قبل مقدمه إلي المدينة.ونزل قوله تعالي: »والذين اتخذوا مسجدا ضرارا وكفرا وتفريقا بين المؤمنين وإرصادا لمن حارب الله ورسوله من قبل،وليحلفن إن أردنا إلا الحسني، والله يشهد إنهم لكاذبون، لا تقم فيه أبداً، لمسجد، أسس علي التقوي من أول يوم أحق أن تقوم فيه، فيه رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين ». أما في عصرنا الحاضر فكثيرون من مثيري الفرقة والفتن يتسترون في أسماء براقة مثل (جماعة أنصار الشريعة) رغم أن مايفعلونه لا يمت للشريعة الإسلامية بشئ من قريب أو بعيد.