من هنا أضم صوتي لمن طالبوا بعقد مؤتمر قومي للحوار حول رؤية د.شوقي يتم الإعداد المتأني له، وحشد كل الخبرات التي تضمن نجاحه الثلاثاء: كل من هم بمنزلة أحفادي، أقصد أحفاد كل مصري، أولئك الذين نراهن بهم علي المستقبل. من أجل هؤلاء، من أجل مستقبل أرحب وأفضل لمصر، أمنح د.طارق شوقي وزير التربية والتعليم ثقتي.. بشرط! نعم يادكتور طارق، لابد أن نعترف لك بأنك تفكر -فعلا- خارج الصندوق، وأنك تملك رؤية مغايرة لتطوير التعليم، تبدأ باستعادة المدرسة المعني قبل المبني، لدورها، ومكانتها، وقدرتها علي التأثير، وبناء الانسان. هذا، وأكثر، يجعل ثمة بارقة أمل حقيقي تلمع في سراديب التعليم المعتمة بفعل تراكم سلبيات فوق سلبيات، عقود وراء عقود.. ولكن.. لن نستطيع أن نمنحك شيكاً علي بياض. نعم.. للتعامل مع ما طرحت من خطوط رؤية عريضة لتغيير شامل في منظومة التعليم من الابتدائية حتي الثانوية »العامة سابقا» باعتبارها أفكارا للمناقشة. الرؤية رؤيتك لاشك في ذلك، لكن القرار يجب أن نكون جميعاً شركاء فيه، الخبراء من التربويين والأكاديميين، المجتمع المدني، أولياء الأمور، الطلاب..، ومن هنا أضم صوتي لمن طالبوا بعقد مؤتمر قومي للحوار حول رؤية د.شوقي، يتم الاعداد المتأني له، وحشد كل الخبرات التي تضمن نجاحه، وأن تأخذ الجامعات، والمراكز البحثية المعنية وقتها لإعداد أوراق عمل تتناسب مع حجم الطموح الذي يجب أن نتشارك فيه من أجل قفزة نوعية تكون قاطرة مصر نحو المستقبل الذي نستحقه. .................. معك يادكتور، من أجل احفادي، وأحفادك، وأحفاد كل المصريين، صُناع المستقبل ولكن بشرط: ألا نقفز دون حساب، فلاتنكسر الرقاب، أو -لاقدر الله- تتحطم الآمال، وتفوتنا آخر عربة في قطار المستقبل. ألا نتحرك بأسلوب خطوة للامام،خطوتان للخلف، وفي إلغاء السنة السادسة بالابتدائي درس وعبرة، وكذا في ثانوية السنتين، فما بالنا بالثلاثة. ألا نكتشف في الوقت الضائع من أعمار الاحفاد أن إلغاء امتحان الشهادة الابتدائية، أو الثانوية العامة كان خطيئة تاريخية، لن ينفعنا بعد وقوعها الاعتذار مهما كانت بلاغة عباراته. .................. من موقع الأب والجد، قد أتسرع وأمنح د.شوقي تأييداً مطلقاً، دون قيد أو شرط، خاصة اذا استعدت فزع ابنتي لأن ابنها سوف يتقدم لامتحان الصف الثاني الابتدائي في الغد! أو أن يطلب مني حفيدي أن أدعو له بالتوفيق، وأن يكون الامتحان سهلاً! وفي الصباح التالي كان بين ضيوفي من يشاركني نفس الهموم، فقلت مازحاً، دعوني وشأني فإنني بانتظار نتيجة امتحان حفيدي في »تانية ابتدائي»، فاذا بأحد الضيوف وقد اكتست ملامحه بكل معاني الجدية يقول: ياسيدي لاتهزأ بالأمر، فإن كل أسرتي تترقب قبول حفيدي الاصغر فيkg1 »!» قلت في سري: »قضا أخف من قضا» ................... معك يادكتور طارق، وهذه شروطي، وذاك المشهد في مكتبي منذ اسابيع لايغادر ذاكرتي، ورغم أنني لم ألتقيك إلا مرات أقل من اصابع اليد الواحدة، بأخبار اليوم، أو في مؤتمرها لتطوير التعليم، غير أنني أشعر أنك صاحب رؤية، وعزم، واصرار علي تنفيذ ما تراه لمصلحة مصر، لكن لن يعيبك، بل سوف يقويك أن تحشد رأيا عاماً مناصراً لتحويل هذه الرؤية لواقع، وأن يضم هذا الحشد الطالب، المعلم، ولي الأمر، الخبير، وباختصار كل أصحاب الحق في مستقبل أجمل لمصر. من ينصف هؤلاء؟ الخميس »صباحاً» : .. وكأن القدر يقرع لي جرساً تلو الآخر، وكأن لسان حال هؤلاء الغلابة يتوسل بنداء يناجي قلبي، وإن لم يصل لأذني: - ألا تري، هل يرضيك؟ كل هذا العذاب للحصول علي معاش لايكفي أبسط حاجاتنا؟ طابوران، أحدهما للرجال والآخر للنساء. تكرر المشهد اليوم أمامي ثلاث مرات، ذات الملامح التي تمتزج فيها علامات حفرها الزمن، بنظرة حزن وانكسار، من يتكئ علي عصاه، ومن يفترش الأرض، ومن يعتلي كرسياً متحركاً يئن مع صاحبه و...و.. تجاذبت اطراف الحديث مع رفيق المشوار: - مشهد يستدعي الدموع ويمزق القلب. لكن أحوالهم تحسنت، ومعاشاتهم تضاعفت. - مهما تضاعف المعاش لن يلحق بقطار الاسعار. ربما تحسن الحال اذا تم استثمار أموال المعاشات بشكل أفضل. - وما الذي يمنع إقدام الحكومة علي هذه الخطوة؟ لا أعرف، لكنها اعترفت بأن في ذمتها 686 مليار جنيه لاصحاب المعاشات. - عظيم... أين مكانها بالضبط، ولماذا لاتستثمرها؟ لا إجابة عندي.. ياسيدي إسأل الحكومة.. ألست صحفيا؟ .................. وبدوري أسأل الحكومة: أين هذه المليارات؟ مامصيرها؟ وما موانع استثمارها بشفافية؟ وإلي متي يظل أصحاب المعاشات- أو معظمهم- تحت خط الفقر؟ أفيدونا.. أفادكم وأثابكم الله. مُغلق مؤقتاً لغياب الامام! الجمعة »ظهراً»: لم انتبه لانقطاع الكهرباء لدقائق تزامنت مع رفع آذان الجمعة، بينما كنت أتوجه إلي المسجد الأبعد عن منزلي، لكني لم أسمع صوت المؤذن هنا أو هناك، وتوجست خيفة، وسألت نفسي: - هل وصلت العدوي من أئمة مساجد الشرقية إلي مدينة نصر؟ وحين لاح لي المسجد، وأبصرت من سبقني من المصلين يجتاز بابه، اطمأن قلبي. عقب الصلاة، وفي زحام الخروج، كان البعض يتبادلون حواراً، يشف عن قدومهم من محافظة الشرقية لشراء سيارة أو بيعها، فاليوم يحتل سوق السيارات الطريق الرئيسي المؤدي للقاهرة الجديدة من قلب مدينة نصر، وتلك حكاية أخري بعد ان اصابنا الملل من الشكوي أوحل حاسم لهذا الاحتلال! المهم أن اخواننا الشراقوة كانوا يحمدون الله علي عدم حرمانهم من أداء صلاة الجمعة كما حدث معهم الجمعة الماضية بسبب يصعب تصوره: لايوجد أئمة، والحل إغلاق المسجد في وجه المصلين! ليس مسجداً أو اثنين، أو عشراً، ولكن 14 مسجداً، ولمدة أسبوعين علي التوالي كان قدر من يؤمها من المصلين أن يفاجأوا باغلاقها، ومديرية الاوقاف بالشرقية تجنح إلي أن الاغلاق خير من أن يحتل المنابر المنتمون للتيارات المتطرفة، وكأنهم يهربون من الرمضاء إلي النار! إذا مر الموقف دون حساب عسير، فقد يتكرر في مدن ومحافظات أخري، واذا لم تتوافر البدائل الصحيحة فربما تكون مناسبة لايفوتها من يتحينون الفرصة لاعتلاء المنابر، وإذا لم يجد المصلون أبواب بيوت الله مفتوحة، فلا يلومهم أحد اذا ما اتجهوا للزوايا البعيدة عن كل رقيب، ولايحق العتب عليهم ممن قصروا في حقهم! لا الاقالة أو الاستقالة تكفي مساء الاحد: تسارعت رسائل sms خلال أقل من ثلاث ساعات لتبشر الأولي باستدعاء النائب العام لرئيس هيئة السكة الحديد و9 من كبار مسئوليها، ثم وقف النيابة الادارية لعدد من مسئولي الهيئة، ويكون الختام بخبر استقالة رئيس هيئة السكة الحديد كتوابع لحادث قطاري الاسكندرية. .................. تفتح وعيي علي مقولة خالدة: »فلان» مثل قطار السكة الحديد تستطيع أن تضبط عليه ساعتك. رويداً رويداً توارت هذه المقولة، مع التدهور الذي بدأ يدب في أوصال كل المرافق الحيوية في البلد. انقلب الحال إلي النقيض، وأصبح يشار لمن لايلتزم بمواعيده، بأنه مثل القطار، لايصل في موعده أبداً، حتي القطارات الفاخرة أصابها المرض، لأن أعراضه اصابت البنية التحتية للمرفق دون استثناء، ولسنوات طوال كان يتم البحث عقب أي حادث عن كبش فداء في آخر سلم المسئولية : عامل مزلقان، عامل تحويلة، مساعد سائق، فني في ورشة،..،.. وعندما تحولت الحوادث إلي مآسي وكوارث تتناقل فظاعاتها وكالات الانباء، كان يتم إقالة رئيس الهيئة، أو يُطلب من الوزير تقديم استقالته، وكأن ذلك يعوض أهالي الضحايا عن شهداء راحوا ضحية الإهمال الجسيم الذي تراكم حتي أصبح جبالاً. .................. زمان، وحينما بدأ التأخير يصبح سمة مميزة للسكة الحديد، كانت النصيحة السائدة، لاتركب قطاراً حتي لاتضيع يوما من عمرك في مشوار لايستغرق سوي ساعتين، أو ثلاثة. كان ذلك في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي. وعندما استقبلنا التسعينيات تحولت النصيحة في الاتجاه الآخر: - لاتركب قطاراً حتي لا تلحق بالدار الآخرة! وعلي مدي ربع قرن لم ينقطع تدفق انهار الدم علي قضبان السكة الحديد. استقال من استقال، وأقيل من أقيل، وتوالي علي وزارة النقل وهيئة السكة الحديد وزراء، وقيادات، وبُذلت وعود، وأعُلنت خطط، وتشكلت لجان لتقصي الحقائق، رغم أن الحقيقة يمكن تلخيصها في معادلة بسيطة: إهمال + ضعف امكانات+ غياب للمحاسبة= مسلسل كوارث بلانهاية. وحتي اليوم، لم يحاكم مهمل بتهمة القتل العمد، وإنما بضع سنوات ل »كبش فداء» بتهمة الاهمال! لم يحُاسب وزير أو رئيس هيئة باعتباره المسئول الأول عما حدث في مرفقه، فمتي يتحمل كل مسئول مسئولته، اعلانا، وقبولا، وحسابا؟ لم تتبن حكومة حلولاً عاجلة ناجعة للمشاكل المزمنة التي حولت القضبان إلي مصائد للموت. لم يجرؤ برلمان علي الاستمرار في فتح ملفات السكة الحديد، بأكثر مما يتطلب الأمر امتصاص غضب الرأي العام! ربما يكون المبرر لاحتمال مشهد الدماء التي لاتتوقف، أن مصر تتصدر رأس قائمة الدول الأكثر تعرضاً لحوادث القطارات بجدارة، ودون منافس!! ويبقي ماحدث خطيرا، لايحتمل المسكنات أو التعامل بالقطعة، إما التغيير الجذري، والاصلاح الشامل، أو فلا أمل في ركوب آمن ليصبح شعار هيئة السكة الحديد: »الراكب مفقود، والواصل مولود»، ولاعزاء للغلابة! ومضات اذ تأكلت قائمة أصدقائك مبكراً، فلا تعتب عليهم، ولاتعيب الزمان، لكن راجع نفسك أولا. »الانسان الملاك» لن تقابله إلا عبر الشات، أوعلي الشاشات! إذا كان الله محبة، فكيف يجعلون من أي دين منصة إطلاق للكراهية؟! العدل في إجازة، حال صدور حكم قبل المحاكمة، المأساة أن تكون الأجازة مفتوحة. لوثة الكرامة تدمر كل شيء في طريق صاحبها، ولاتستثني حتي نفسه. أن تراود إنساناً عن ضميره، فتلك أبشع صور الغواية. مواجهة الصمت بالصمت، أقصر طريق لإعدام أي معني للحياة. أسوأ من مفعول به لا يدري مفعول فيه وهو يدري! لايوجد من هو مبرأ من الفشل، الفارق في الاعتراف ثم صنع بداية جديدة. بعض النجوم - علي الارض- تصبح أكثر لمعاناً.. بالغياب!