مع الحوادث المستمرة التي تلاحق السكة الحديد. وآخرها حادث أمس الذي جاء بعد أسبوع واحد من حادث تصادم قطاري الفيوم.. كان لابد لوزير النقل ورئيس هيئة السكة الحديد أن يستقيلا بعد أن ارتبط اسم الوزارة بالحوادث حتي أن البعض أطلقوا عليها "وزارة الكوارث". في وزارة النقل كان مشهد إقالة الوزير يلوح في الأفق منذ الأسبوع الماضي بعد حادث قطار الفيوم وكانت هناك تلميحات حكومية بأن يقدم الوزير استقالته. لكنه لم يفعل ورفض في الوقت نفسه إقالة أو الضغط علي المهندس مصطفي قناوي رئيس هيئة السكة الحديد ليستقيل أو يقوم بإقالته رغم تحمل الهيئة مسئولية الحادث. نتيجة الإهمال وغياب آليات العقاب للمقصرين بالهيئة. وهو الشيء الذي أصبح العلامة المميزة للهيئة. مما جعل حالتها تزداد سوءاً والدليل أن كل اللجان المشكلة للتحقيق في الحوادث لم تعاقب مسئولاً بالهيئة حتي الآن. جاء اعتصام عمال مترو الأنفاق يظهر تراجع الوزير عن قراراته. فبعد موقفه الرافض لإقالة رئيس المترو إقالة بعد ضغوط العمال وساعتها أعلن الوزير رفضه تقديم استقالته رغم تراجعه عن موقفه. جاءت حادثة الأمس التي تلقاها الوزير قبل توجهه لمقر الوزارة. وكان أول ما فكر فيه هو تقديم الاستقالة نظراً لضخامة الحادث. وحضر إليه في التاسعة صباحاً المهندس مصطفي قناوي مقدماً استقالته من رئاسة الهيئة. فما كان من الوزير إلا قبولها مع تعيينه كمستشار لرئيس هيئة السكة الحديد من أجل أن يحفظ للمهندس قناوي حقه في المعاش ومكافأة نهاية الخدمة التي ستكون العام القادم بعد وصوله إلي سن المعاش. الوزير لم ينتظر الرد علي استقالته فغادر مقر الوزارة إلي منزله في الحادية عشرة صباحاً وكان في وداعه المهندس المرسي الحلو رئيس الإدارة الفنية لمكتب الوزير ومجدي موسي رئيس قطاع الأمن وحسني سليمان مدير قطاع التخطيط ومحمد الشحات المستشار الإعلامي وكان تعليقه الوحيد أنه قدم استقالته لمسئوليته السياسية. أما في هيئة السكة الحديد فكان الارتباك سيد الموقف. فبعد الحادث مباشرة ترك رئيس الهيئة المهندس قناوي مكتبه متوجهاً لمكتب الوزير ليقدم استقالته مع التوصية بتولي المهندس حسين زكريا المنصب بصفته أقدم نواب رئيس الهيئة الذي قام فور علمه بالخبر بالانتقال لمكتب الرئيس ليعقد اجتماعاً مع النواب ومسئولي الشرطة لمناقشة تداعيات الحادث وتوقف خطوط قبلي بعد تجمهر الأهالي علي القضبان ورفضهم سير القطارات وكانت حالة الذهول هي المسيطرة علي الجميع وأولهم الرئيس الجديد للهيئة الذي لا يمتلك خبرات ميدانية كافية للمنصب لأن معظم عمله كان إدارياً فهو نائب للموارد البشرية. في الحادثة عشرة والنصف حدث ما أصاب الجميع بالذهول.. فبينما توقع الجميع رحيل المهندس قناوي بعد الاستقالة إلي منزله مثلما فعل الوزير. إذا به ورغم أن الدنيا مقلوبة.. يصدر تعليمات بأن يتم إخلاء غرفة المترجمين المجاورة لمكتب رئيس الهيئة لتكون مخصصة له كمستشار. ثم حضر بعدها واجتمع مع الرئيس الجديد للهيئة عدة ساعات. ثم يتوجه بعدها للنيابة التي استدعته للتحقيق.