عندما يشكو الأهلي من ازمة مالية ويشكل لجنة لبحث مصير بعض الألعاب من الالغاء او تقليص النشاط.. فإن الخطر علي الرياضة المصرية يصبح حقيقة مؤكدة وليست مجرد مخاوف.. لأن المؤكد ان حالة الاندية الاخري اكثر سوءا وخطرا مما يرشحها لان تختار بين طريقين.. إما اعلان الافلاس رسميا او اختصار وجودها علي كرة القدم فقط.. وفي تلك الحالتين هناك كارثة تقف في انتظار الرياضة بشكل عام وربما يتطلب ذلك من »وقفة« أكثر جدية واتساعا في الاهتمام والتحرك من المؤسسات الرياضية وفي مقدمتها المجلس القومي للرياضة واللجنة الاوليمبية. وكما قلنا من قبل إذا انسحبت الاندية وخاصة الكبيرة التي تتعدد فيها الانشطة والالعاب من صناعة الرياضة ممارسة وبطولات وتفريغ فإن امام الدولة ايضا طريقين إما أن تتدخل وتتولي الصرف علي بدائل لهذه الاندية تقوم بنفس مهامها سواء علي شكل اندية خاصة لكل لعبة او مراكز متخصصة.. وإما أن تعيد نظام الاعانات والدعم السنوي للأندية ما دامت ستتكبد التكلفة الكاملة للإشراف والرعاية للألعاب لو تحملت المسئولية وحدها.. وهناك طريق ثالث لا اعتقد ان احدا يفكر فيه أو يتمناه وهو الاستسلام للإفلاس والقضاء نهائيا علي العاب مهمة ولتكتفي مصر بكرة القدم. وإذا كان المجلس القومي للرياضة الآن لا يملك تصورا محددا لمواجهة هذه القضية الخطيرة لانه معذور بتعدد مهامه في أكثر من اتجاه خاصة ما يتعلق بالبنية الأساسية وعدم اختصاصه في أن يفكر للأندية ويبحث لها عن وسائل للاستثمار وهي في الاصل أماكن تجمع لرجال الاعمال سواء المنتمين لها بالعضوية والهوي او المشاركين في إداراتها.. فإن هذه الاندية للأسف مهملة في مواجه مشاكلها المالي بجدية وفكر جديد مبتكر ومازالت تعتمد علي افراد قادرين علي الدفع المؤقت لحل مشاكل طارئة. ويبدو أن الاهلي في الاجتماع الاخير لمجلس إدارته بدأ التصدي للأزمة المالية بشكل منظم يتخطي به فكرة تمويل صفقات كرة القدم فقط.. وبادر بتشكيل لجنة المفهوم من قرار تشكيلها هو تقليص او الغاء بعض اللعبات التي تمثل عبئا علي الميزانية دون مردود حقيقي.. لكن بسؤال مسئولي الاهلي عن اسباب تشكيل اللجنة وطبيعة عملها والاهداف التي تريد الوصول اليها.. فقد جاء النفي مبدئيا لاي نية مبيتة لالغاء العاب بعينها.. فضلوا استخدام كلمة التقييم او الترشيد.. بمعني الربط بين مصاريف لعبة ونتائجها.. فإذا كان هناك لعبة تسافر مثلا للمشاركة في بطولات خارجية وتحمل النادي تكاليف مالية ولا تحقق نتائج فإن الصرف عليها في هذا الاطار يصبح إهدارا للميزانية. ولا يعتبر مسئولو الاهلي الاتجاه إلي هذا التفكير نوعا من التعثر او احترام الازمة لكنه مسايرة لما يجري في كل انحاء العالم وفي الكيانات الكبيرة التي تحرص علي تقييم نشاطها بما يضمن لها البقاء والنجاح والجودة وذهاب الأموال إلي مكانها الصحيح.. وهي اجراءات صحية خاصة ان الاهلي وغيره من الاندية يواجه مشكلة أساسية وهي عدم القدرة علي انتزاع حقوقه مثل عوائد البث التليفزيوني حيث تقف القوانين الحالية عائقا دون حل مشاكلها.. هناك معوقات تعرقل تنفيذ الافكار الاستثمارية رغم ان اللوائح الدولية حاليا سوف تفرض علي الرياضة المصرية العمل بنظام احترافي يجعل من الرياضة صناعة وهي غير مستعدة لذلك فمتي اذن تستعد وحتي يتفق الجميع عن قناعة بأن الاندية الكبيرة المتعددة الانشطة تغذي المنتجات بأكثر من 08٪ من لاعبيها المصروف عليها الكثير وفي نفس الوقت هي مطالبة بأن تبني منشآت جديدة وتطور الموجود منها وترضي الاعضاء.