■ توقفت كثيراً وطويلاً أمام الفتوى السعودية التى جاءتنا على لسان محمد بن يحيى النجيمى بعدم جواز الدعاء للمنتخب فى صلاة التراويح.. فهى دليل جديد على رؤية الكثيرين منا لكرة القدم باعتبارها بدعة وضلالة ورجساً من الشيطان.. فالنجيمى أطال فى شرح دوافع وأسانيد فتواه بأن كرة القدم من الأمور الترفيهية والدعاء لا يكون إلا للأمور المهمة المتعلقة بمصالح الأمة.. وعلى الرغم من اقتناعى بأن العمل والالتزام والإرادة والإصرار مفاتيح أى نجاح وليس الدعاء والتواكل على الله.. وأنه لو كان النجاح فى كرة القدم أو فى أى مجال آخر بكثرة الدعاء وصدق الابتهال.. لكانت منتخبات مصر والسعودية وإيران وباكستان الأحق والأولى بكأس العالم وأى بطولة أخرى.. إلا أننى رغم ذلك لا أجد مانعاً من الدعاء لله سبحانه وتعالى بنصرة منتخبنا الكروى.. فكرة القدم والرياضة كلها بألعابها وبطولاتها لم تعد فى زماننا مجرد نشاط ترفيهى.. ولهذا أعترض تماماً على القرار المصرى بمقاطعة دورة التضامن الإسلامى التى تستضيفها إيران.. فالرياضة ممكن أن تبقى جزيرة للسلام والحوار بين مصر وإيران وسط بحر غاضب مسكون بالشكوك والعواصف.. بل أتمنى أن تقود مصر وإيران تحالفاً إسلامياً عالمياً ضد قرار الاتحادات الرياضية الدولية بمنع استخدام المايوه الذى يغطى الجسم كله.. فكثير من الحكومات الأوروبية تراجعت عن قرارها بمنع استخدام البوركينى.. أى المايوه الشرعى الذى يغطى الشعر والجسم كله.. نتيجة حملات وضغوط إعلامية ودينية.. أما الاتحادات الرياضية الدولية فلم تجد أحداً من الإسلاميين يعارضها أو يواجهها ويحاورها.. كأنها قضية لا تستحق.. أو كأنه مكتوب على أى فتاة أو امرأة مسلمة ألا تمارس السباحة وأن تتفوق فيها أيضاً مع أنه مطلوب منا أن نعلم صغارنا السباحة والرماية وركوب الخيل.. وأظن أن الاتحادات الرياضية المسلمة قادرة على أن تقوم بهذه الحملة الداعية بالسماح بارتداء هذا المايوه الشرعى فى مختلف النشاطات والبطولات.. فالاتحادات الدولية اعترضت على المواد المصنوعة منها المايوهات الجديدة التى كانت تغطى الجسم كله والتى كانت تمنح من يرتديها فرصة أكبر وقوة أكثر مما يضيع فرصة المساواة والمنافسة.. ولكن إن تم تصنيع تلك المايوهات من نفس النسيج العادى الذى تصنع به المايوهات المستخدمة حالياً.. فلا وجه هناك للاعتراض.. وآه لو كان أى اتحاد دولى قرر أى شىء يمس العقيدة اليهودية أو حتى اقترب منها.. لقامت الدنيا ولم تقعد حتى يتم إلغاء هذا القرار.. لكن واضح أن الإسلام ليس له أصحاب أو أنصار.. نحن رائعون فقط فى أن نجتمع كلنا ونشتم العالم كله ونقذفه بالطوب والحجارة والشتائم.. لكن دون أى خطوة حقيقية نمشيها ودون أى إضافة حقيقية نكسبها بالذكاء والحوار والقدرة على الإقناع. ■ لا أعرف على وجه الدقة والتحديد من اطلق اسم الرئيس مبارك على نشاط كروى رمضانى يقيمه الحزب الوطنى.. ولا أعرف بالطبع من الذى تخيل أن تلك الدورة الخماسية هى غاية ما يستطيعه الحزب الوطنى رياضياً وكروياً.. ولكننى واثق أن تلك الدورة هى مجرد فصل عبثى جديد.. فهى لم تضف أى جديد له قيمة أو معنى.. والأخطر من ذلك هو كم الإعلانات والمعلنين الذين تزاحموا للإعلان فى مجرد نشاط تافه لمجرد أنه يحمل اسم الرئيس.. وفى هذه الحالة فقط أتضامن مع هانى أبو ريدة فى غضبه وشكواه من غياب الإعلانات والمعلنين عن كأس العالم لشباب الكرة المقامة قريباً فى مصر.. ومن المؤكد أن الإعلانات فى مصر لاتزال نشاطاً فوضوياً وعبثياً تغلب عليه المجاملات والمصالح الشخصية فقط.. فهل من المقبول ومن المنطقى أن يدفع مستشفى سرطان الأطفال أكثر من عشرة ملايين جنيه للإعلان التليفزيونى فى شهر رمضان.. وأن تعلن المؤسسة المصرية للزكاة عن نفسها فى نفس الشهر بخمسة ملايين.. وتعلن جمعية رسالة بما يزيد عن الأربعة ملايين جنيه.. وبنك الطعام بأقل من أربعة ملايين جنيه.. ما كل هذه الفوضى والألغاز غير المفهومة.. ولماذا لم تلجأ أى جهة من هؤلاء للرياضة ونجومها الذين لم ولن يتأخروا عن القيام بواجبهم الإنسانى والاجتماعى.. ولكننى أمام هذه الأرقام أصبحت أشك كثيراً فى أننا أمام أى نشاط إنسانى واجتماعى أو حتى لوجه الله أو لمصلحة الفقراء والمرضى فى مصر.. ثم أين شركات الاتصالات والمياه الغازية التى ملأت دنيانا بإعلاناتها.. والتى أصبحت أموالها هى التمويل الحقيقى لكرة القدم بكل مؤسساتها فى مصر.. لماذا لم أر أى شركة منها تهتم برعاية أى مشروع كروى ورياضى لمصلحة الأطفال الفقراء فى مصر.. وقد كنت ولاأزال أتخيل أن أجد اتصالات أو فودافون أو موبينيل تتسابق على إقامة مجرد ملعب للكرة أو مركز للشباب والألعاب فى أى من القرى الألف الأكثر فقراً فى مصر.. وبالتأكيد تعلم هذه الشركات كلها أن مشروع القرى الأكثر فقراً يحظى برعاية واهتمام جمال مبارك شخصياً أى أن مسؤولى الإعلانات والتسويق فى تلك الشركات سيقومون بعمل حقيقى ورائع لمصلحة الفقراء وفى نفس الوقت سيحظون بالتفاتة وصورة مع جمال مبارك.. وبمناسبة الحزب الوطنى.. هل شعر مسؤولو الحزب الآن بالسعادة بعد أن أجبروا على المشاركة فى فريق الحزب فى الدورة الرمضانية بمدرسة السعيدية والتى أصيب فيها شيكابالا وابتعد عن نادى الزمالك وعن منتخب مصر.. ياله من نجاح رياضى مبهر ورائع للحزب السياسى الحاكم فى مصر. ■ لم أدع يوماً أننى خبير بفنيات كرة القدم.. ولم أشارك أبداً فى أى من استوديوهات التحليل الكروى.. وبالتالى لم أمنح نفسى أبداً حق الفتوى أو القرار أو حتى الرأى فى أمور أثق أن أساتذتى يلمون بقواعدها وتفاصيلها أكثر منى.. ولكننى أرفض تماماً أن يتجاوز أى أحد حدوده ليرى نفسه أهم وأفضل وأقدر من المدير الفنى للمنتخب.. وأرفض هذا الخلط فى الأدوار والصفات وأطالب بأن يبقى الناقد ناقداً والمدرب مدرباً.. وبالتالى يصبح اختيار لاعبى منتخب مصر حقاً أصيلاً ودائماً لحسن شحاتة فقط.. ولا يجوز مطلقاً أن يطالب البعض بمشاركته فى الرؤية والخطط والاختيارات.. ثم إن هناك أموراً تتجاوز الفنيات وقواعدها.. مثلما جرى مع اللاعب زيدان الذى هرب من منتخب مصر دون اعتذار.. وأنا مع حسن شحاتة فى أن يرفضه استناداً لقواعد وأسس أخلاقية.. وقد انزعجت جداً من كثرة الحديث عن زيدان الذى عاد الوفاق بينه وبين مى عز الدين.. ويقولون ذلك بدعوى ضرورة عودته للمنتخب وكأن زيدان قد تم إبعاده لأنه فسخ خطوبته إلى مى عز الدين، وبالتالى لابد أن يعود إذا عاد الوفاق.. وبهذه المناسبة أود التوقف قليلا عند ظاهرة فاروق جعفر.. المحلل الفنى الرائع على الشاشة والمدرب غير القادر فى الملعب.. ولا أقصد فاروق جعفر تحديداً الذى أعتز به صديقاً وأعتز بتاريخه الطويل مع كرة القدم.. ولكننى أقصد الازدواجية.. فلا يمكن ولا يليق أن نرى مدرباً على الشاشة ينتقد المدربين ويعدد أخطاءهم ثم نراه فى اليوم التالى فى الملعب عاجزاً عن أى شىء.. ومثلما أرفض أن يجمع الإعلاميون بين رسالتهم الإعلامية وبرامجهم وبين أن يكون لهم أى دور أو منصب تنفيذى.. فأنا أرفض أيضاً أن يجمع المدربون بين التحليل الفنى والتدريب فى نفس الوقت.. وأظن أنه من حق الأندية المصرية أن ترفض هذا الخلط وأن تشترط عند التعاقد مع المدربين ألا يشاركوا فى أى عمل إعلامى أو استوديوهات التحليل.. لأن النادى يتعاقد مع مدرب يدفع ثمن خبرته وحكمته ورؤيته.. وليس من المنطقى أن يقدم نفس هذا المدرب هذه الرؤية والخبرة بالمجان للآخرين.. إما أن تكون إعلامياً أو تكون مسؤولاً.. إما أن تكون مدربا أو تكون ناقداً ومحللاً فنياً. ■ لا أصدق كل ما يقال فى كل مكان عن المخاوف والتحديات التى تواجه هانى أبوريدة ولجنته المنظمة لكأس العالم للشباب.. فالبطولة ستنجح بدون كل هذا الصخب والضجيج.. وأنا أثق فى هانى أبو ريدة وقدرته على إنجاحها مهما كانت العوائق.. ولن ينسى أحد لهانى أبو ريدة نجاحه الساحق فى استضافة كأس الأمم قبل ثلاثة أعوام.. ولكننى أتمنى أن تكون هذه البطولة المقبلة بمثابة نهاية للفوضى والعبث فى حياتنا الرياضية الخاصة بالبطولات واستضافتها وتنظيمها.. وأن نتفق كلنا من الآن على أن مصر الفقيرة والمديونة لن تستضيف أى بطولة أخرى طالما هى ليست بطولة مربحة مثيرة للاهتمام والمتابعة والإعلان.. والأهم أن نمتلك رؤية للاستثمار الرياضى بحيث تتحول البطولات التى نستضيفها إلى جزء من خططنا للتنمية الرياضية.. وأن تصبح كل بطولة جديدة فى بلادنا تعنى منشآت وخدمات رياضية جديدة للمصريين جميعهم بدلا من إنفاق الملايين لترميم وإصلاح نفس الملاعب فى كل بطولة.. وأن تقام كل بطولة جديدة فى مدن أخرى فى مصر بعيداً عن القاهرة والإسكندرية والإسماعيلية وبورسعيد.. فهناك أسوان والأقصر وقنا وأسيوط وسوهاج والمنيا.. هناك دمياطالجديدة والزقازيق وطنطا والمنصورة وسيناء.. ولن يعيبنا أن نلتفت لما يجرى فى العالم حولنا.. فالبرازيل على سبيل المثال قررت الاستعانة بالحكومة والشركات الألمانية لتطوير البنية التحتية العامة والرياضية استعداداً لاستضافة كأس العالم للكرة بعد خمس سنوات.. وبمناسبة البطولة المقبلة.. أرفض هذا القرار السيادى الظالم بطرد النادى المصرى من ملعبه ليصبح استاد بورسعيد وليس النادى المصرى.. وأتضامن مع الرفاعى حمادة نائب بورسعيد فى مجلس الشعب فى اعتراضه وثورته على هذا القرار.. وأقف مع كامل أبو على رئيس النادى المصرى ومعنا كل جماهير بورسعيد عاشقة المصرى.. فهذا الملعب من حق النادى العريق وليس المحافظة ولا حتى الدولة كلها.. كما أرفض أيضاً تصريحات استفزازية للواء عبد الجليل الفخرانى محافظ الإسماعيلية التى يبدو فيها وكأنه يتنازل ويتعطف ويشفق على أهالى الإسماعيلية وسيسمح لهم بمشاهدة البطولة مجاناً.. لا يا سيادة المحافظ.. لا نريد منك هذا الكرم ولا هذه التنازلات.. ولا تفتح الأبواب مجاناً واملأ أنت المدرجات بمعرفتك وخبرتك وسياستك. ■ لا أشكك على الإطلاق فى أخلاق والتزام مجدى عبد الغنى.. ولكننى فقط أدعوه لأن يتطوع من نفسه ويقضى على حالة الالتباس وتضارب المصالح وخلط الأدوار والصفات.. وإما أن يترك لجنة شؤون اللاعبين أو يتنازل عن رئاسة جمعية اللاعبين المحترفين.. فلم يعد من المنطقى ولا من الممكن أن يبقى مجدى عبد الغنى هو المسؤول عن اللاعبين المصريين وأن يلتقى بهم نهاراً ومساء فى أروقة ومكاتب اتحاد الكرة أو خارجها بينما هو نفس الشخص الذى سيجلس رسمياً فى النهار ويفصل فى أى نزاع بين لاعب وناد.. والدليل هو ما جرى مؤخراً فى نادى سوهاج.. فلجنة شؤون اللاعبين برئاسة مجدى عبد الغنى انحازت لمصلحة اللاعب هيثم حسين ضد نادى سوهاج.. وبات من حق النادى أن يرفض هذا القرار وأن يشكك فيه لأن مجدى عبد الغنى لم يكن على الحياد.. وبمناسبة اتحاد الكرة.. أتمنى أن يتركوا ملف البث التليفزيونى بكامله إلى محمود طاهر لأنه الأقدر حالياً على استشراف المستقبل، ولأنه يحظى بتقدير واحترام كل الأطراف.. فالمسألة باتت أكبر وأخطر من مجرد ثمانية ملايين جنيه تدفعها كل قناة تريد الدورى المصرى.. وإنما هى فى مباريات الكأس والمنتخب التى بيعت بالمجان وفوق البيعة وفجأة ودون مبرر أو توضيح.. والأهم من ذلك هو التفاوض الضرورى الآن مع شركات المحمول حول حقوق بث المباريات على شاشات التليفونات.. لأن هذا هو المستقبل وكل شركات التليفونات العالمية بدأت تتصارع من الآن على حقوق نقل مباريات كأس العالم المقبلة.. وبوجود محمود طاهر سنضمن ألا تباع هذه الحقوق فى مصر فجأة وبثمن رخيص للغاية. ■ أعتقد أن صراعاً جديداً سينشب قريباً بين الأهلى والزمالك.. صراع تليفزيونى هذه المرة.. فقناة الأهلى التى احتلت المركز الحادى والستين فى شهر رمضان الحالى.. لن تبقى كذلك أبداً خاصة وأن الذى بدأ يديرها مؤخراً هو الزميل خالد توحيد الذى أراهن عليه وأثق فى خبرته وقدرته وطموحاته.. أما قناة الزمالك.. فقد أصغيت كثيراً لتصورات طارق نور الذى يقوم الآن بدراسات لازمة لإصدار هذه القناة.. وتناقشت كثيراً بشأن القناة البيضاءالجديدة مع الصديق أحمد بهجت بكل خبراته الإعلامية وكل حبه للزمالك.. ومع جمال العدل الزملكاوى الرائع والمجنون وعمرو خفاجة الإعلامى القدير صاحب الخبرة الطويلة.. وهو ما يعنى أن الصراع بين القناتين سيبدأ قريباً.. وواثق أن الفائز فى النهاية سيكون المشاهد المصرى والإعلام الكروى والرياضى فى مصر. ■ لا أقصد مطلقاً إفساد الفرح.. ولكننى فقط أتساءل.. هل مصر الآن فى حاجة لتنظيم بطولة عالمية للجولف.. وإذا كانت مصر تملك رعاة وشركات قادرة على أن تدفع الملايين الكثيرة جداً كجوائز حتى يكون أصحاب البطولة صادقين فى زعمهم بأنها بطولة عالمية.. فهل من اللائق أن نتحدث الآن عن الجولف وبطولاته وملاعبه التى تحتاج لكثير جداً من المياه فى بلد بات يشكو ندرة الماء وأراض زراعية كثيرة فيها يتم ريها بمياه ومخلفات الصرف الصحى.. وبعدما أفقنا كلنا من وهم ملاعب الجولف كغطاء للتسويق العقارى.. هل لايزال لائقاً بشركة مثل سوديك أن تنشر الإعلانات الضخمة لتبشيرنا بقرب افتتاح ملعب جديد للجولف فى القاهرة.. أنا شخصياً لا أمانع أن تستضيف مصر عشر بطولات عالمية للجولف وأن تنشئ مائة ملعب جولف جديد ولكن بشرط أن أجد كوباً من الماء أشربه وألا يأكل الفقراء فى بلدى أو يشربوا مياه المجارى. [email protected]