نعرض في هذه السطور للملكة الرابعة التي جلست علي عرش مصر طوال تاريخها ضمن ست ملكات وهذه الملكة سوف تكون علي خلاف سابقاتها فاسمها شبه معروف للجميع وهي الملكة حتشبسوت وقد عاشت في الفترة من 4051 إلي 0541 قبل الميلاد وهي إحدي فراعين الاسرة الثامنة عشرة وهي الاسرة التي اسسها احمس الاول في الاقصر سنة 0851 والذي بدأ عهده باعلان الحرب علي الهكسوس وطردهم من البلاد وكانت في مصر في ذلك الوقت مملكتان الاولي في الدلتا ويحكمها الهكسوس والثانية في طيبة (الاقصر) ويحكمها المصريون والمعروف أن جنوب الصعيد كان قد تعرض للاحتلال النوبي وسيطر النوبيون علي طيبة ومضت السنين واختلطت الدماء وولد جنس جديد هم مصريو الجنوب وقد جاء منهم اعظم حكام مصر. تتابع علي حكم الاسرة الثامنة عشرة عدد من الفراعين حتي جاء الفرعون الرابع سنة 7051 قبل الميلاد وهو الفرعون تحتمس الثاني وقد بدأت مع تحتمس الثاني مشكلة فقد مات أولاده الذكور كلهم وهو علي قيد الحياة. ولم يبق لديه من زوجته الرئيسية الا بنتا هي حتشبسوت ومن زوجة أخري غير رئيسية ولد صغير هو تحتمس الثالث وبنت صغيرة هي نفرو ولما كان الولد مازال طفلاً فقد أعلن الملك العجوز ان تكون حتشبسوت هي الوصية علي تحتمس الثالث وأخته حتي يبلغا سن الرشد. حتشبسوت كانت قوية الشخصية لدرجة كبيرة ولم تستسغ أن تحكم هي البلاد وأن يتمتع الطفل الصغير بلقب الفرعون وتصادف ان تعرفت في هذه الأثناء علي شاب مصري عبقري يصفه المؤرخون بأنه أعظم إداري شهده التاريخ المصري وهو »سنموت« وكان سنموت عالما ومهندسا وطبيبا وكانت وظيفته إدارة املاك معبد آمون في الجنوب.. وقعت في حبه واستدعته إلي القصر الفرعوني وعينته مشرفاً علي كل الأمور وجمعت حولها كل رجال والدها الراحل والغت الوصاية وأعلنت نفسها ملكة علي الوجهين وكانت مصر قد توحدت بعد طرد الهكسوس وقام سنموت باعادة بناء البلاد ببراعة فائقة ووضع لها تصميم المعبد الجنائزي وهو الدير البحري الموجود الآن في الضفة الغربية لنيل الاقصر ويعتبر اعظم تحفة معمارية في كل العصور وبني لها في أعماق الارض واسفل المعبد إحدي اعظم المقابر في البر الغربي.. وتولي هندسة علاقة مصر بالخارج. فكانت البعثة المصرية الي بلاد بنت (الصومال) وقامت حتشبسوت بارتداء ذقن صناعي ولبست ملابس الرجال وركبت الخيل حتي يتقبلها رجال الحرس القديم كفرعونة ولدعم مركزها أعلنت زواجها من أخيها الطفل تحتمس الثالث والقت به في أحد المعابد.. واستمر حكمها 02 عاماً يصفها المؤرخون بأنها تمثل عصراً ذهبياً عاشته مصر كل ذلك وسنموت يوالي دعمها بكل ما أوتي من عبقرية وعندما شارفت علي الخمسين من عمرها تغيرت العلاقة بينها وبين العبقري الشاب وفجأة اختفي من التاريخ وتضاربت الأقوال يقول البعض ان نفوذه بدأ يمثل خطورة علي تحتمس الثالث الطفل وأن اتباع الفرعون الطفل رأوا أن يتخلصوا منه قبل أن تتزوج منه حتشبسوت وقائل ان رجال الحرس القديم هالهم نفوذه فقد اصبحت كل الخيوط في يده فتخلصوا منه المهم بمجرد اختفاء سنموت بدأت المشاكل تحيط بالمملكة ولم تمض سوي شهور قليلة حتي اختفت هي الاخري فمن قائل أنها سممت ومن قائل أنها قتلت وأعلن تحتمس الثالث فرعوناً وعمت الفوضي البلاد وقام تحتمس وهو أخوها وزوجها بتحطيم كل أثر لها ومحا صورتها من جميع الآثار ونهب مقبرتها تحت الدير البحري وشطب اسمها من فوق جميع ما أقامته من تماثيل أو معابد أو آثار. ولله الأمر