أثارت أسعار تذاكر الحج التي أعلنتها شركة مصر للطيران ثورة غضب شديدة بين شركات السياحة، واعتبر الكثيرون أن الشركة الوطنية تستغل موسم الحج لتعويض جزء كبير من خسائرها علي حساب الحجاج.. وتفاعل عدد من النواب مع الاعتراضات، وأكدوا أنهم سيتحركون برلمانيا خلال ساعات، لمحاولة تعديل أسعار التذاكر التي بلغت 29 ألف جنيه. ويؤكد ناصر تركي عضو اللجنة العليا للحج السياحي أن المغالاة في أسعار التذاكر تسبب في صدمة شديدة، للشركات والحجاج.. وأضاف أن الزيادة بلغت نحو 140٪، مقارنة بالعام الماضي، وهي زيادة غير منطقية بالمرة. واضاف تركي ان مصر للطيران قسمت الرحلات إلي فئات، بدأت ب10.5 ألف جنيه للقرعة والحج الاقتصادي، أما الأربع والخمس نجوم فقد تراوحت أسعار تذاكرها بين 22 ألفا و29 ألف جنيه.. وأكد أن 80٪ من الحج السياحي يقع في فئة ال29 ألفا. وتساءل: هل يأتي الحج فجأة مما يجعل الشركة الوطنية تؤجل إعلان أسعارها لآخر لحظة وتسبب ارتباكا للحجيج؟ لماذا لا يتم تحديد الأسعار مبكراً، واتهم تركي الشركة الوطنية بأنها تقود عملية ابتزاز الحجاج، حيث أدي قرارها إلي أن تغير كافة شركات الطيران الأخري، أسعارها، لتحذو حذوها، وأكد أن غضب شركات السياحة من أجل المواطن، لأنها لن تتحمل مليما واحدا، بل يقع العبء كله علي الحاج. لا تفاوض.. لا حوار بدوره انتقد باسل السيسي رئيس لجنة السياحة الدينية السابق بغرفة الشركات احتكار الشركة الوطنية لموسم الحج، وقيامها بما تشاء دون رابط أو رقيب، وأضاف انها لا تعطي فرصا للشركات للتفاوض أو الحوار معها، حول هذه الأسعار، بل تفرض سياسة الأمر الواقع.. مشيرا إلي أن مصر هي الدولة الوحيدة التي تحدد سعر تذكرة الطيران طبقا للموسم، في حين ان سعر التذاكر ثابت بجميع الدول، وأضاف السيسي ان شركات السياحة تسعي للاتفاق علي تحرك قانوني لوقف هذا الاحتكار، وكشف أن مصر للطيران ترفض منح أي تصاريح لشركات منافسة للعمل في موسم الحج، لتفرض ما تشاء من أسعار ويري أن هذا أمر غير منطقي.. ويقول: بحسبة بسيطة لا يجب أن يتجاوز سعر التذكرة 200 دولار، خاصة أن وقت الرحلة لا يتجاوز ساعتي طيران.. ولو تم حسابها »رايح جاي» تصبح 400 دولار، أي أقل من 8 آلاف جنيه وهو سعر التذاكر في نهاية شهر رمضان الماضي، الذي يعد موسم ذروة أيضا.. ويتساءل: ماذا حدث إذن في الحج ليصل السعر إلي تلك الأرقام الخيالية؟ طلب إحاطة ومن جانبه أكد النائب عمرو صدقي انه سيتقدم غدا بطلب إحاطة إلي رئيس مجلس النواب، لرئيس الوزراء ووزيري السياحة والطيران حول هذه الكارثة.. وأوضح ان الضحية هو الحاج، وألقي باللوم في هذه المشكلة علي وزيري الطيران والسياحة.. وأشار إلي أن وزير السياحة رفض زيادة أسعار برامج الحج السياحي بنسبة 30٪ عن الموسم الماضي بحجة الحفاظ علي حق المواطن.. وتساءل من جديد: ماذا فعل وزير السياحة تجاه زيادة أسعار تذاكر الطيران التي وصلت إلي 140٪؟ ولماذا لم يدافع عن حق المواطن؟ أم أن الوزيرين اتفقا ضد مصلحة المواطن؟ أقل من العام الماضي في المقابل أوضح الطيار شريف عزت رئيس شركة مصر للطيران للخطوط الجوية أن التفاوت بين أسعار حج القرعة والسياحي، يرجع إلي ان التذاكر تشمل الرسوم والضرائب، وهي تختلف وتتصاعد وفقا لعدد الأيام وتوقيت الحجز. ورغم الزيادة المبالغ فيها من وجهة نظر أصحاب الشركات السياحية إلا أن رئيس القابضة لمصر للطيران يؤكد ان قيمة التذاكر أقل من العام الماضي، حيث يلجأ صفوت مسلم إلي الدولار لاثبات ذلك، فيشير إلي أن سعرها العام الماضي بلغ 7400 جنيه أي نحو 800 دولار، بينما وصل حاليا إلي 13 ألف جنيه في المتوسط، وهو ما يعادل 700 دولار.. وأكد مسلم أن تكاليف التشغيل زادت علي الشركة بشكل مبالغ فيه خلال الفترة الماضية بعد قرار تعويم الجنيه، حيث ارتفع سعر الوقود ومستلزمات الطيران والصيانة، بالإضافة لتكاليف النقل البري ورسوم الهبوط بالمطارات، وأشار إلي أن أكثر من 90٪ من التكلفة مرتبطة بالدولار. وأضاف أن وصول سعر بعض الشرائح السعرية للتذاكر إلي 29 ألف جنيه لا يمتد سوي إلي عدد قليل جدا من المجموعات، اختارت السفر في وقت خاص تكون تكلفة التشغيل فيه مرتفعة.. وأوضح أن تكلفة برنامج الحج بالنسبة لتلك الشريحة تتعدي 300 ألف جنيه، وأن أسعار برامج الحج السياحي التي أعلنتها وزارة السياحة هذا العام ارتفعت بنحو 70٪ مقارنة بالعام الماضي، نظرا لارتفاع سعر الريال السعودي مقابل الجنيه. وأضاف مصدر بوزارة الطيران المدني ان شركات السياحة ضاعفت أسعار برامجها بسبب سعر العملة، إلا أنها ترفض أن تقوم مصر للطيران وغيرها من الشركات بزيادة أسعار تذاكرها وكأن الشركات لا تعلم أن 90٪ من تكلفة الرحلة بالدولار، كما ان الرحلة تذهب ممتلئة وتعود بدون ركاب في مرحلة سفر الحجاج، والعكس في العودة بخلاف ارتفاع مصاريف التشغيل ورسوم المطارات وغيره.. وقال: يريد هؤلاء أن يساووا أنفسهم بحج القرعة أو الجمعيات، رغم أن برنامجه يكون فوق العشرين يوما، لذا يحصل علي سعر أقل. وأكد أن السلعة في النهاية عرض وطلب، والسفر ليس حكرا علي مصر للطيران وبإمكانهم الحجز علي الخطوط السعودية أو الشركات السعودية والمصرية الخاصة لو سعرها أقل من مصر للطيران.