هل أصبحت مهنة مقدم البرامج مهنة من لا مهنة له؟! ففي ظل انتشار القنوات الفضائية وامتداد ساعات الهواء اصبح اصحاب هذه المحطات يبحثون عمن يملئ ساعات البث، بغض النظر عما سيقدم من مادة وهل ستتناسب مع المشاهدين وأخلاقيات وقيم المجتمع..وأيضا يغفل أصحاب هذه القنوات دورهم في البحث عن مؤهلات هذا المذيع وهل يصلح ليخاطب الناس وكيف يطرح قضاياه وكانت اخر هذه السقطات التي تثبت ان العديد من مذيعي هذه القنوات يحتاج إلي اعادة تأهيل ما قامت به المذيعة شيماء جمال علي قناة ال تي سي حيث ظهرت وكأنها تتعاطي مخدر الهيروين علي الهواء مباشرة اثناء حلقة برنامجها »المشاغبة» بعد حديثها عن الادمان وانه عبارة عن وهم ووعدت احد المشاهدين بتجربة تعاطي الهيروين لتثبت له انها لن يحدث لها تأثير بعد ان تتعاطاه وبالفعل قامت باحضار كيس صغير به مادة بيضاء وقامت بتذوقها واستنشاقها ثم وضعت بعضا منه علي كعكة وتناولتها.. وفي نهاية الحلقة أوضحت المذيعة ان هذه المادة ليست سوي سكر بدرة وليست هيروين وانها دائما ما تقدم هذه المخدرات للافراد علي انها حلوي حتي يتم ادمانها.. وبغض النظر عما قامت به هذه المذيعة فهي ارادت ان تعطي معلومة لكن بطريقة خاطئة واصبح ما قامت به ما هو الا تحريض علي تعاطي المخدرات والتي تعد جريمة يعاقب عليها القانون وخروجا عن ميثاق الشرف الاعلامي وحول هذه الواقعة في البداية أكد د. حسن عماد مكاوي عميد كلية إعلام جامعة القاهرة الأسبق أن اي مذيع أو مذيعة تروج لفكرة تعاطي المخدرات بشكل مباشر او بشكل غير مباشر هو أمر غير اخلاقي ولابد ان يتم التحقيق مع هذه الاعلامية لانها تجاوزت كل الحدود وأعراف المهنة، وانحدرت مهنياً وأخلاقياً، واصبحت جهة غير موثوق فيها، ولابد من اتخاذ موقف مشدد ضدها يبعدها عن الساحة الإعلامية فوراً لانها اصبحت لا تصلح لذلك، ويجب ان يتدخل صاحب القناة للاستغناء عن خدماتها وتحويلها للتحقيق ويجب علي نقابة الاعلاميين ايضا اتخاذ موقف تجاهها بعقابها علي ما فعلته ومنعها من مزاولة المهنة.. تقول د.هدي زكريا عضو المجلس الاعلي للاعلام للأسف لم اشاهد ما قامت به هذه المذيعة لكن المجلس تلقي عددا من الشكاوي عن الواقعة وسوف يتم فحصها يوم الاربعاء القادم لأن ما قامت به يعد جريمة وتحريضا علي تناول المخدرات واذا ثبت انها اخطأت فلابد ان تعاقب فالمجلس يقوم بدوره علي اكمل وجه بدليل انه تم تحويل بعض القضايا للنيابة والغينا تراخيص عدد من الشركات نتيجة اخطائهم.. واضافت دورنا ان نحمي المشاهدين وان نقدم اعلاما يرتقي إلي اسم مصر لذلك نبحث أي شكوي بجدية وعن اتهام عدد من المشاهدين للمجلس بغياب دوره وانه ليس علي دراية بما يحدث في القنوات قالت للاسف لا نستطيع ان نحصر كل ما يعرض في القنوات الفضائية فلدينا مئات القنوات وآلاف الساعات علي الهواء لذلك نحتاج جهد المشاهدين والصحفيين والمهتمين بالاعلام فلهم دور وطني معنا فمن يشاهد منهم خطأ او اي شيء يسئ للاعلام وللدولة لابد ان يبلغنا ونحن سنتخذ الاجراء الانسب ضد القناة او المذيع صاحب الواقعة. واكد د.صفوت العالم استاذ الإعلام بجامعة القاهرة انه يجب علينا تنظيم البيت الإعلامي من الداخل كما يقولون فيجب علي المجلس الأعلي للإعلام تشكيل مجموعة من اللجان لوضع الآليات وضوابط للعمل الإعلامي ويجب عليهم توضيح المحظورات ايضا ويجب ان تعلن هذه الضوابط للجميع وفي البداية يجب عمل لجنة للرصد والمتابعة فحالة مذيعة الهروين ليست الوحيدة ففي كل قناة هناك الكثير من المخالفات فمثلا لاحظت قيام المذيع أحمد موسي باستضافة سيدة تتحدث عن الشهداء وهي شبه عارية وهذا غير مقبول فيجب رصد كل هذا المخالفات ويجب ان يكون هناك لجنة أخري ولجنة لوضع الضوابط ولجنة للمحاسبة وأري انه من الواجب ان يكون تشكيل هذه اللجان من احد اعضاء المجلس نفسه كرئيس للجنة ويستعين بمجموعة من الخبراء والمتخصصين من الخارج. واضاف الخبير الاعلامي هشام قاسم أن المجلس الوطني للإعلام نفسه يغفل دوره وأنه بالطبع ليس مطلوبا من رئيسه مكرم محمد أحمد أن يسير بمبدأ »حلق حوش» وراء المحطات التليفزيونية بالاضافة انه لا يوجد قانون ينظم العمل الإعلامي داخل القنوات او يحاكم مرتكبي المخالفات الاخلاقية علي الهواء فالقانون لن يحاسب المذيعة علي تعاطي سكر البودرة والحل الأمثل للتغلب علي مثل هذه القنوات المسيئة ان يبتعد الجمهور عنها ويقوم بتغيير المحطة إلي قناة افضل تقدم محتوي جيدا، ولذلك يجب خلق قنوات اعلامية حقيقية بعيدة عن تدخلات أجهزة الدولة في المادة الإعلامية المقدمة ويجب ترك مساحة من الحرية للإعلامين وعدم الضغط عليهم أو اضطهادهم حتي يستطيعوا تقديم محتوي جيد.