إجابة السؤال الذي طرحه الجميع حول السر وراء التوصل المفاجيء لاتفاق المصالحة الفلسطينية.. وبجهود جهاز المخابرات العامة المصرية.. من نفس المسئولين عن الملف سابقا ولاحقا. وجدته في وثائق ويكليكس. وعلي لسان رئيس الوزراء القطري ووزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم .عندما وصف موقف الرئيس السابق حسني مبارك. من القضية الفلسطينية ومن المصالحة الوطنية بصفة عامة ."بانه كالطبيب الذي يعالج مريض واحد .ويعرف طبيعة مرضه ورشتة العلاج .ولكنه لايلتزم بها لأنه سيفقد دوره".واستكمال الاجابة نرصدها في رد فعل كل من واشنطن وتل ابيب من التوقيع. والمفاوضات التي تم انجازها بعد ساعات فقط .رغم انها استمرت تراوح مكانها عدة سنوات .فهل يمكن للنظام السابق المرتبط عضويا واستراتيجيا مع الولاياتالمتحدة واسرائيل التي وصفته تل ابيب بانه "كنز استراتيجي لاسرائيل" .ان يسعي الي تحقيق انجاز .يتناقض مع اهداف ورؤي البلدين .حتي لو كان فيها مصلحة مصرية .النظام السابق تعامل مع قضية المصالحة كنوع من استهلاك الوقت من ناحية .وكذلك المواجهة مع الاخوان المسلمين .حيث تعامل مع حماس علي انها فصيل من التنظيم الدولي للاخوان.مصر تحولت من وسيط نزيه وشريف بين حماس وفتح .الي طرف في المعادلة ومنحاز الي حركة فتح . ولم يتوقف الامر عند هذا الحد .بل وصل النظام الي حد ارتكاب جرم انساني.عندما شارك في الحصارعلي غزة. منذ اليوم الاول لسيطرة حماس علي القطاع .لقد كان من المقبول .ان تمارس مصر سلطاتها الكاملة علي منفذ رفح. وان تتعامل معه كما لوكان مطار القاهرة اوغيره. تسمح بالدخول لمن تشاء وترفض اي شخص .تجد اسبابا لمنعه من الدخول حتي لو كان من قيادات حماس .ولكن لامعني لااغلاق المنفذ الوحيد امام شعب. يعيش مأساة انسانية. ومحاصر بين "مطرقة تل ابيب وسندان النظام المصري السابق" وتخلي عن مسئوليته الانسانية والقانونية .لقد كان من واجب النظام السابق ان يناشد دول العالم ومنظمات المجتمع المدني. مد يد العون والمساعدة الي الشعب الفلسطيني في غزة. ويؤكد أنه سيقوم بالاشراف علي توصيلها الي القطاع عبر منفذ رفح .ولكنه اختار ان يعاقب شعبا بأكمله. تعامل النظام المصري مع حماس .علي انها جزء من خط الممانعة .الذي يضم ايران وسوريا وحزب الله. والذي يتناقض مع تيار الاعتدال .الذي يتكون من مصر وعدد من الدول العربية وحركة فتح. والمدعوم من واشنطن والمرضي عنه من تل ابييب. وقام بتحميله جرائم كثيرة واعلن مسئوليته عن العديد من احداث الارهاب في مصر. تمرد بدو سيناء والتفجيرات في بعض المدن .حتي تفجير كنيسة القديسيين. واستمرت هذه السياسة حتي الايام الأولي من الثورة. عندما ادعت عناصر امن الدولة مسئولية حماس عن اطلاق الرصاص .علي المتظاهرين في ميدان التحرير. وهو ماتم الكشف عن كذبه بعد الثورة .فهل يمكن توقع ان تكون مصر وسيطا نزيها بعد كل ذلك. وهذا لايمنع من ان التغيرات الحاصلة في مصر. ودول المنطقة. أوجدت مناخا مواتيا لاتمام المصالحة. فقد اكتشف الفلسطينيون سواء في حماس او فتح . كيف اصبحت مصر الجديدة بعد ثورة 25يناير. والتي بدأت تسعي إلي رؤية جديدة تتوافق مع المصالح القومية العليا. بعيدا عن سياسات واشنطن وتل ابيب. كما فهمت فتح ان مصر لم تعد رصيدا حرا تسحب منه وقتما تشاء. كما ان التغييرات في سوريا وانشغال ايران بالهم الداخلي كان وراء ادراك حماس بان المصالحة اصبحت ضرروة وهكذا انتهت الحوارت وحل القضايا العالقة. في ساعات قليلة. دون ان نبخس المسؤولين عن الملف الفلسطيني في المخابرات العامة جهودهم.